لا تتوفر نتائج هذه اللحظة

سيناريو لم يحدث .. بيريز يبحث عن المركز الأول في مذاكرته

محمد عدوان

(محرر صحفي)

  • 1 مقال

 

يقلب صفحات مذاكرته، يفتش في ذاكرته عن شيء يكتبه في يوم ميلاده، المذكرات التي أهداه إياها والده عندما كان عمر 15 عاما، والقلم الذهبي الذي أوصاه بأن يكتب به كل ذكرى جميلة دائما في يوم مولده!!

وماذا سيجد أفضل من أن يكتب عن رئاسته لهذا النادي العريق والذي مر على تأسيسه 113 عاما فقط قبل يومين من جلوسه بمكتبه في هذه الساعة المتأخرة.

يمسك بقلمه ويتذكر الأيام الجميلة التي قضاها في ريال مدريد، وسط من يحبوه، يتذكر البطولات التي حققها فريقه وكان أخرها السنة الماضية عندما حقق أغلى بطولة في العالم حلم العاشرة دوري أبطال أوروبا، وصفقاته المدوية التي كانت حديث العالم، وكيف كان قادرا على أن يجلب أي لاعب وقتما شاء وكيفما شاء.

منكبا على دفتره يواصل الكتابة فلورنتينو بيريز، يعود بظهره إلى كرسيه الخشبي الفاخر بطريقة سريعة وكأنه انتهى من علاقة حميمية مع الورقة البيضاء بعد أن أفرغ فيها كل ما يدور في عقله ويتنفس بعد أن قام بأخذ رشفة من كأس النبيذ الأحمر الفرنسي.

ما زال كلام والده يتردد في عقله " لابد أن تكون الأفضل دائما، اسحق الجميع وامتلك كعب أعلى منهم، لا تقبل بأي مركز غير المركز الأول دائما" .. انتفض بعد تذكر هذه الكلمات وأخذ يردد وهو يدور في دوامة .. المركز الأول، المركز الأول، المركز الأول.... يتخيل لمن يراه في تلك اللحظة بأن الروح قد سحبت منه وهو يجول في أرجاء الغرفة ويردد المركز الأول.

بقي على هذه الحالة دقائق ثم عاد من جديد لدفتره وأخذ يقرأ ما كتبه، ويجول بناظريه سريعا بين السطور لعله يجد شيئا ذكر فيه المركز الأول حتى يكون وفي العهد لوالده، وفجأة وبصورة جنونية قام برمي دفتر المذكرات الغالي على المكتب، ويقول بصوت عالٍ "كل شيء قد ذهب .. لم يعد هناك مركز أول".

يجلس على الأريكة محاولا أن يتمالك نفسه، يلتقط دفتر مذكراته يمزق كل ما كتبه في ثواني، ويمسك قلمه بطريقة هستيرية ويعود بالكتابة والدموع تنهمر من عينيه" والدي العزيز .. أنا آسف لم أستطع أن أحافظ على وعدي لك، فأنا لست بالمركز الأول لقد فقدت كل شيء يوم ميلادي، فبرشلونة تصدر الدوري، وميسي أصبح الهداف للدوري بعد أن كان حبيب أرينا الغبي هو المتفوق وخسرنا لقب أقوى هجوم في أسبوع واحد، 113 عاما لوثتها يا أبي بسبب مجموعة من الأغبياء وعلى رأسهم أنشيلوتي  لقد ضيعوا أحلامي، آسف يا والدي العزيز .. نتقابل هنا مرة أخرى ليلة 22 مارس"