لا تتوفر نتائج هذه اللحظة

بيارق المجد معالم على الطريق

الرياضية أون لاين : كتب / أسامة فلفل

روعة العرق المسكوب في جداول الوطن وبساتين الرياضة الفلسطينية بكل مراحلها وفصولها واتجاهاتها ومساراتها تصنع لنا الأمجاد، وتعيد لنا الذكريات الخالدة، اليوم ومن رحم التحدي والحصار، تتحدى السواعد وتتشابك الأيادي وتواصل مسيرة العطاء على طريق ذات الشوكة، وتخط في سفر التاريخ قصة عشق مجبولة بالحب المفتون للأرض والقضية الوطنية.

 اليوم ورغم كل صنوف العذاب والآلام الرابض على قلوب الرياضيين في الوطن المكلوم والشتات الفلسطيني، الأرض والإنسان والمكان والزمان دوّن بالذاكرة الخالدة، السادس من إبريل عام 1934م ، سوف يظل هذا التاريخ الخالد انجازا وطنيا مطرزا على جبين الوطن الشامخ وعلى صدر بوابة التاريخ، يكشف عمق الجذور المرتبطة بحركة النضال الرياضي والوطني منذ فجر التاريخ وأصالتها الفلسطينية الكنعانية، وحجم البطولات والتضحيات والانجازات التي سجلها الرواد والأبطال من سفراء الرياضة الفلسطينية.

التاريخ الرياضي الفلسطيني مليئا بالإنجازات التي تحققت على إيقاع تضحيات وجهود كبيرة بذلت في محطات كثيرة، حيث سطر رواد ومشاعل وقيادات وأبطال الحركة الرياضية الفلسطينية صفحات مضيئة وكتبوا ملحمة البقاء وثبتوا الهوية الرياضية والوطنية رغم الظروف والويلات والنكبات التي حلت بالشعب الفلسطيني والرياضة الفلسطينية.

   فهناك في صدر التاريخ الرياضي الفلسطيني محطات لا يمكن تجاوزها، ومنجزات عظمى، وانتصارات كبرى، وأحداث وتحولات صنعت التاريخ، ولعل أبرزها إعادة بداية التقويم الرياضي الجديد بعد نكبة العام 1948م ، ومن خلال المشاركة بالدورة العربية الأولى عام 1953 م، التي أقيمت بالإسكندرية وعزف فيها السلام الوطني وارتفعت رايات العز والكرامة ورفرف العلم الفلسطيني على منصات التتويج يوم أن وقف الملاكم البطل المرحوم عمر حمو ابن مدينة يافا المغتصبة ومخيم الشاطئ ونادي غزة الرياضي يدافع بقفازاته عن الهوية الوطنية والرياضية وعن ألوان العلم الفلسطيني و انتصر وفاز بالميدالية الذهبية ليصدح النشيد الوطني و ترتفع رايات المجد .

هذا التاريخ لا يمكن أن يمسح من الذاكرة الفلسطينية لأنه امتدادا طبيعيا لتاريخ طويل مشبع بالإنجازات التي تغطي قرص الشمس، ولا يمكن بالمطلق أن يطوله النسيان لأنه أصبح معلقة رياضية خالدة، وإرث تاريخي عن أبطال امتشقوا البندقية جنبا لجنب مع أبناء الحركة الوطنية والتحموا في ملحمة الدفاع عن القرار الوطني المستقل وحافظوا على الثوابت الوطنية.

المتتبع لتاريخ حركة نضال الرياضية الفلسطينية عبر كل مراحل التاريخ والمشاركات الرياضية ينحني اجلالا للبطولات والمكاسب والإنجازات التي سجلتها القيادة الرياضية وسفراء الرياضة الفلسطينية، حيث أعادوا فلسطين لمكانتها الريادية المرموقة على خارطة الرياضة العالمية.

وانطلاقا من عمق الأهداف الوطنية والرياضية والتي ترتكز على حماية التراث الرياضي وإبراز قيمته في صياغة الهوية الوطنية والرياضية والتغذية بالثقافة الوطنية وتعزيز مقومات الانتماء الوطني والرياضي والاهتمام بتوثيق وكتابة التاريخ الرياضي الفلسطيني المشع بالنور والبهاء لعظماء ومشاعل ورواد وأبطال أعادوا صياغة الهوية الرياضية في ظروف مؤلمة وتحديات كبيرة ورياح عاصفة اعتمد السادس من ابريل والذي تم إقراره بقرار من مجلس الوزراء والهيئات الرسمية في السادس من شهر نيسان عام 2005م ليكون يوم الرياضي الفلسطيني ، "العيد الوطني للرياضة الفلسطينية " وهذا التاريخ الخالد  كان فيه أول مشاركة لفلسطين في تصفيات كأس العالم كأول دولة عربية إلى جانب مصر عام 1934م، حيث خاضت لقاءين في التصفيات أمام المنتخب المصري ولم تنجح بالتأهل ،وهذا التاريخ يكشف بجلاء عمق الجذور والأصالة والجينات الرياضية الفلسطينية الوراثية.

كنا نتمنى أن يكون هناك رؤية ومساحة للاهتمام بصناع التاريخ والإنجازات على رزنامة الرياضية الفلسطينية وبشكل سنوي لتكريم من يستحقون التكريم وفق أصول ومحددات وآليات لنكرم من صنع وحقق الانجاز التاريخي للوطن والرياضة الفلسطينية. كنا نأمل أن تكون كل مؤسساتنا وهيئاتنا واتحاداتنا الرياضية وكل الجهات ذات العلاقة الرسمية عنوان للاحتفال بهذا التاريخ لتغذية الوعي وترسيخ وتعميق ثقافة الإنجاز الوطني، وتثبيت هذا التاريخ في ذاكرة الأجيال.

كنا نأمل أن يكون دور رئيس لكافة مكونات إعلامنا الرياضي في إبراز قيمة وعظمة هذا اليوم الخالد والذي يجب أن يظل يوم من أيام الرياضة الفلسطينية والتجليات الوطنية التي صاغت الهوية الرياضية الفلسطينية.

 أليس من واجبنا في هذا اليوم المجيد والسعيد والخالد أن نكرم الأبطال الذين زرعوا في تراب الوطن أشجار العطاء وروها بحبات العرق في محطات استثنائية مطرزة في صفحات التاريخ ؟؟؟؟!!!!، أليس من واجبنا أن نجدد العهد والوفاء للذين استحقوا أن يكونوا وساما على صدر الوطن خالدين في ذاكرته??? !!!. أليس من واجبنا أن نكرم من يستحق التكريم من العظماء من سفراء الوطن والرياضة الفلسطينية الذين رضعوا من ثدي الوطن والرياضة الفلسطينية حبا وعطاء وانتماء، وأشعلوا فينا الحماس على السير على ذات الطريق لمواصلة المشوار؟؟؟ !!!.

أليس من واجبنا أن نقف لجانب الذين عاشوا ورحلوا وأرواحهم الطهارة معلقة في أحضان العطاء الوطني الأصيل المتأصل في الجينات الرياضية الفلسطينية ؟؟؟!!!.

 أليس من واجبنا أن نذكر ونسجل ونكتب في صفحات المجد الرياضي الفلسطيني عن هذا الإرث والمكنون الحضاري والقيمي، والمخزون في باطن الرياضة الفلسطينية ليعتز به كل فلسطيني وعربي؟؟؟!!!.

أليس من واجبنا أن نكرم الأبطال الذين صنعوا وكتبوا أبجديات حروف التاريخ الوطني والرياضي في محطات استثنائية ولونوا خارطة الوطن بالإنجازات والتضحيات والمكاسب الرياضية وثبتوا اسم فلسطين على الخارطة الرياضية العالمية وشقوا لنا في الأفق نافذة نطل منها على المستقبل الواعد المشرق.

التكريم هو بمثابة لمسة وفاء صادقة لأهل الوفاء للمبدعين والشهداء، وأصحاب الانجازات التاريخية، وهو رسالة ذات مضامين كبيرة وواسعة عنوانها الحقيقي التقدير والتفاخر بالإبداعات والانجازات الوطنية والتاريخية.