بالعزيمة والإصرار الأهلي الفلسطيني بين الكبار

الرياضية أون لاين : كتب / أسامة فلفل


النادي الأهلي الفلسطيني هو جزء أصيل من الحكاية والرواية الرياضية الفلسطينية ماضِ مشرق ومستقبل زاهر، صاحب تاريخ عريق وإنجازات مشرفة عبر محطات التاريخ، وهو اسم تقف عنده مليا وهو من الأندية التي واكبت فترة الزمن الجميل للرياضة الفلسطينية بعد نكسة العام 1967.


كان وعبر تاريخه الطويل رافداً رئيسيا للمنتخبات الوطنية في مختلف الألعاب الرياضية وخرج نجوم لامعة ومواهب يشار لها بالبنان في مشوار الرياضة الفلسطينية فالنجوم الكبيرة التي تخرجت من عرينه شقت طريقها إلى منتخباتنا الوطنية وأسماء لامعة في كرة القدم لطالما غنت لها الجماهير بملاعب الضفة والقطاع في مسيرة لا يمكن إلا أن يقال عنها عظيمة بكل مراحلها ومحطاتها.


اليوم وبجدارة واستحقاق وبعد مسيرة كفاح وعمل دؤوب وتكامل منظومة كرة القدم بكل أركانها يعود الأهلي الفلسطيني لعرين الدرجة الممتازة متسلحا بكتيبة مقاتلة ضمت أسماء ونجوم لها وزنهم الكروي، ورجال أشداء أوفوا الوعد والعهد وكانوا فوق مستوى المسؤولية وأعادوا للذاكرة الرياضية أمجاد النادي الأهلي وصولاته وجولاته بملاعب الضفة والقطاع عبر مسيرته الظافرة، بكل تأكيد هذا الإنجاز التاريخي يسجل للأبطال الذين انصهروا في بوتقة الانتماء والالتزام في الدفاع عن اسم وشعار القلعة الحمراء التي ستظل وكما عودتنا منذ مراحل التأسيس الأولى مركز اشعاع رياضي ثقافي وطني .


الجميع يدرك أن هذا الإنجاز لم يكن وليد الصدفة بل هو نتاج عمل دؤوب وجهود كبيرة و متابعة حثيثة من مجلس إدارة النادي ، وقدرة على خلق حالة من الانسجام والتوافق بين كافة منظومة كرة القدم بالنادي ووقوف جهاز فني وإداري على مستوى عال من الكفاءة والخبرة ، وقدرة على بلوغ التحديات والعمل تحت الضغوطات وعبور الظروف الصعبة ، وتحليل علمي لأسباب الإخفاق التي مر بها النادي عبر المرحلة الماضية والأخذ بأسباب مخرجات التوصيات التي وضعها مجلس إدارة النادي لتكون نقطة الارتكاز في العودة لمصاف دور الأضواء وتثبيت أركان الأهلي الفلسطيني بدوري الدرجة الممتازة .


لاشك أن الجهاز الإداري والفني وأبطال كتيبة النادي الأهلي شكلوا حالة جديدة بالمشهد الرياضي الفلسطيني من خلال تماسكهم ورباطة جأشهم وتحليهم بروح وثقافة الفوز طيلة أحداث مباريات الدوري، وهذا سر من أسرار النجاح ، بالإضافة إلى تمتعهم بروح قتاليه عالية وإصرار عنيد على العودة وأخذ أماكنهم بين الكبار ، و لا ننكر دور الجماهير العاشقة والتي شكلت حالة اسناد بالملاعب وعبر نوافذ ومنصات الإعلام وكان له دور مؤثر في شحذ الهمم ورفع الروح المعنوية في المحطات الصعبة من عمر قطار الدوري، وما أعطى هذا الزخم قوة وعزيمة هو الالتفاف الرائع لمجلس إدارة النادي والمتابعة وتذليل كافة العقبات وتوفير كل مقومات الاستقرار للفريق والجهاز والأخذ بيدهم وشد من أزرهم طوال أيام الدوري ، فتحقق الحلم بالعودة للمكانة الطبيعية بين الكبار بالعزيمة و الإصرار .