كرت احمر .. نادي شباب بيت أمر نموذجا حيا للقضية

بسام أبو عرة

(صحفي رياضي فلسطيني)

  • 1 مقال

 

طالما تحدثنا عن الحريات الرياضية وضرورة وصول الصوت الفلسطيني الرياضي لأعلى المستويات الدولية من أجل إعطاء الحرية الكاملة للرياضيين الفلسطينيين وعدم زجهم بالمعتقلات والسجون الاسرائيلية تحت حجج واهية، وطالما تبرع الاتحاد الدولي "الفيفا" برئيسه بلاتر بحل القضية مع الجانب الاسرائيلي، خاصة قضية اعتقال الرياضيين ومنعهم من المغادرة الى خارج الوطن ومن التواصل بين الضفة وغزة ووضع العراقيل أمامهم، ومع كل زيارة لبلاتر رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم، كنا نسمع هذا الامر وانه اي "بلاتر" مصمم على حلها، حتى ولو اضطر لطرد اسرائيل من الفيفا او على الاقل التلويح لهم بذلك.
لكن حتى اللحظة لم يتحقق منها شيء إطلاقا، فلم يقم الاحتلال بوقف هجمته المسعورة على الرياضيين، وفي نفس الوقت لم يكن الاتحاد الدولي لكرة القدم حازما معهم، فزادت الاعتقالات والانتهاكات الاحتلالية لكل شيء رياضي من منتخبات واندية ولاعبين وحكام ومؤسسات رياضية، ولم يكن هناك تحرك حقيقي لوقف مثل هذه الانتهاكات من قبل اي كان، وقام الاحتلال بضرب كل ذلك عرض الحائط ، بل زادت الهجمة دون تحريك اي من المؤسسات الرياضية لدورها .
وكان نادي شباب بيت أمر نموذجا من العطاء الذي لا ينضب على مستوى فلسطين، في ظل هجمة غير مسبوقة عليه وعلى لاعبيه من قبل الاحتلال الذي وضع نصب عينيه جعل الفريق الكروي في المعتقلات والسجون، فقد اعتقلت قوات الاحتلال منذ بداية الموسم الكروي 2015 من "اسود الريف" كلا من : وهيب نمر علقم، عيسى علي عوض ، محمود محمد عوض، مصعب منير إخليل، مؤيد وليد طومار، رشيد علي عوض، ومحمد أيمن إخليل .
وما زال الفريق يشارك في الدوري الفلسطيني لكرة القدم، ويحاول جاهدا تعويض اللاعبين المعتقلين من خلال ترفيع اللاعبين الصغار ليحلوا مكان المعتقلين، ليستطيع تكملة المشوار، فكل الشكر والتقدير لهذا النادي المجاهد العملاق الذي صمد في وجه آلة الاعتقال الاسرائيلية، وبقي شامخا رغم وجود اكثر من نصف فريقه بالمعتقلات والسجون.
لكن المبكي والخطير في موضوع بيت امر عدم تعاطي مؤسساتنا الرياضية والاهلية، وكذلك الدولية مع هذا الكم الكبير من الاعتقالات، الا من رحم ربي، فأين "الفيفا" من هذا الامر وأين الكرت الاحمر، ومتى سنرى جميع مؤسساتنا الرياضية المحلية تقف وقفة رجل واحد وبشكل مسؤول أمام غطرسة الاحتلال، ومتى سيتم الضغط على "الفيفا" للتعامل مع موضوع اعتقال الرياضيين واللاعبين بشكل أقوى، بحيث تحسب اسرائيل الف حساب قبل القدوم على فعل مثل هكذا أمور وتعرف أنها معرضة للشطب من " الفيفا "، وهذا الامر بحاجة لحزم داخلي أولا ومن ثم خارجي.
ورغم قناعتي التامة ان التعامل مع المحتل بهذه الطرق قد لا يجدي نفعا، لان المنظومة الدولية هي التي تعمل تحت إمرته وليس العكس.
لذلك وجب على اتحادنا لكرة القدم الحزم في موضوع الرياضيين من خلال زيادة الضغط على "الفيفا" خاصة في ظل وجود انتخابات جديدة لرئاستها، وأعتقد ان الاتحاد يقوم في ذلك، ولكن عليه العمل أكثر واستغلال انتخابات "الفيفا" لان بلاتر حتى الآن لم يقدم لنا الكثير في هذا الموضوع وبقيت وعوده مكانك سر. 
آخر الكلام :عندما أقوم ببناء فريق فاني أبحث دائما عن أناس يحبون الفوز، وإذا لم أعثر على أي منهم فأنني ابحث عن أناس يكرهون الهزيمة. "روس بروت"