وقفة عز وشموخ

حسام الغرباوي

(إعلامي رياضي )

  • 1 مقال


الرياضية أون لاين : غزة/كتب حسام الغرباوي:
إن الوقفة التي نظمتها اللجنة الأولمبية الفلسطينية رفضاً واستنكاراً لاقتحام قوات الاحتلال المدججة بالسلاح لمقر اللجنة الاولمبية في مدينة البيرة والعبث بمحتوياتها والاعتداء على أعضاء اللجنة الأولمبية وموظفيها خلال الاستعداد لعقد اجتماع للمكتب التنفيذي للجنة الاولمبية يوم الثالث عشر من ديسمبر 2018 , هي وقفة عز وشموخ جسدتها الحركة الرياضية الوطنية الأصيلة من خلال المشاركة الواسعة للأسرة الرياضية الفلسطينية, بعد الانتهاكات المتكررة التي تقترفها قوات الاحتلال بشكل ممنهج في اطار الحرب على الرياضة الفلسطينية للحد من تطورها ومحاولة عرقلة عجلتها التي تسير بخطى ثابتة نحو رياضة فلسطينية وطنية عصرية.
ولعل الرسالة الأمثل التي توصلها هذه الوقفة التضامنية للأسرة الرياضية العربية والدولية أن الاحتلال بات متخبطاً ويضع الرياضة الفلسطينية على رأس سلم أولوياته بممارساته العنجهية والعنصرية بشكل مستمر غير مكترث بالمواثيق والأعراف والنظم والقوانين الدولية التي تعتبر حامية لكل الرياضيين على مختلف أعراقهم وانتماءاتهم وجنسياتهم في العالم, لذلك يحتاج هذا السلوك العنصري إلى كبح جماحه والتصدي ومعاقبة الاحتلال على تجاوزاته المستمرة.
فمبنى اللجنة الاولمبية الفلسطينية المعروف للعالم أجمع وعلى ساريته علم اللجنة الأولمبية الفلسطينية وإلى جانبه علم اللجنة الاولمبية الدولية يعتبر ذات حصانة يمنع المساس به أو العبث بمحتوياته إلا أن الاحتلال الاسرائيلي على الدوام لا يلتفت إلى ذلك ويواصل حربه الضروس وانتهاكاته وخروقاته بشكل يومي من اقتحامات متكررة للملاعب والمنشآت الرياضية والعبث بمحتوياتها بل وصل الحد في العديد من الاقتحامات استخدام القوة والقاء قنابل الغاز وتوقف بعض مباريات الدوري المحلي نتيجة هذا الجنون من جنود الاحتلال.
لقد جسدت الأسرة الرياضية على مدار التاريخ ومنذ نشأتها سداً منيعاً ومتراساً حصيناً وسجلت أسمى معاني الانتماء للوطن من خلال نقل رسالة فلسطين ومعاناتها جراء الاحتلال إلى العالم أجمع, ولذلك فإن ممارسات الاحتلال تتوسع رقعتها نتيجة المعرفة بأن الرياضة الفلسطينية تشكل خطراً في فضح جرائمهم لأنها تحمل مضامين ورسائل وطنية لا يمكن النيل منها مستندة إلى الثوابت الفلسطينية لقضيتنا الفلسطينية الساعية إلى الخلاص من الاحتلال.
ورغم كل اللجان التي شكلتها اللجنة الاولمبية الدولية و"الفيفا" لمتابعة ومراقبة ورصد انتهاكات الاحتلال الاسرائيلي إلا أن تلك الممارسات لم تتوقف ولم يتم وضع حد لها واستمرت الاقتحامات ومنع تنقل الرياضيين واحتجاز الرياضيين على الحواجز ومنع دخول الوفود الرياضية ومنع دخول المواد الخام الخاصة بتأهيل المنشآت الرياضية
قد تغيب العدالة في هذا العالم الظالم وأروقته بكافة مجالاته لكننا كشعب فلسطيني أصحاب حق وكأسرة رياضية سنبقى مؤمنين وثابتين بجانب قيادتنا الوطنية والرياضية لنيل حقوقنا الرياضية كاملة غير مجتزاه, أملين من العالم إنصافنا من خلال لجم هذا الاحتلال والتصدي لخروقاته ووضع حد لممارساته التي تعدت كل الحواجز الانسانية والاخلاقية وتخطت أيضاً المواثيق والأعراف الدولية, لذلك فإن مكونات المنظومة الرياضية بسفينة واحدة وبتضافر الجهود نصل إلى أهدافنا وتطلعاتنا لوقف الاعتداءات على منظومتنا الرياضية من خلال توجيه رسائل للاتحاد العربية والقارية لإدانة واستنكار ولجم هذا المحتل البغيض ومعاقبته وفقاً للمواثيق والقوانين الناظمة.