في القدس .. يقفون كشجر الزيتون

بدر مكي

(صحفي رياضي)

  • 1 مقال

صحفي رياضي

 

يحلو الحديث عن رياضة الإنتفاضة الأولى في القدس، حيث كانت القدس هي التي أعادت الحياة لملاعب الوطن ومن بعدها غزة، وبدأت العودة من ملعب المطران وامتد الأمر الى بقية الملاعب وخاصة ملعب اليرموك بغزة.

في عام 90 وما بعده انتشرت فرق الساحات الشعبية والمساجد في مختلف المدن والقرى والمخيمات، حيث كان النشاط الرياضي على صعيد الأندية قد توقف بفعل انضمام قطاع كبير من أبناء هذه الأندية في فعاليات الإنتفاضة، وتم إغلاق العديد منها جراء ممارسات الإحتلال،كما كان الإحتلال يمنع أي تجمع في أية بقعة من بقاع الوطن، بذريعة أن تلك التجمعات ستكون مناهضة للإحتلال.

وقاد عودة النشاط الرياضي الرسمي نادي هلال القدس، حيث أيقن القائمون عليه من إدارة على ضرورة إعادة نشاط الأندية، حتى تعود الأندية الى عملها الفاعل وخاصة في النشاط الإجتماعي والإنساني وانضم إليهم العديد من الأندية وأذكر منها مؤسسة البيرة، سلوان، إسلامي بيت لحم، القدس الرياضي، صور باهر، أم طوبا، جمعية الشبان المسيحية بالقدس، وكانت فرق تلك الأندية تعرف بفرق الحارات الشعبية وأشهرها في القدس فريق البلدة القديمة وجمعية الأقصى أنصار واد قدوم وراس العامود وباب حطة وشعفاط الشيخ سعد وانضمت أندية الأبناء وبيت صفافا والعيسوية والجبليين للحراك الرياضي الرسمي، وتشكل على إثره لجنة إجتماعية تعنى بأندية القدس،ت ساهم في حل الإشكالات وتعزيز التواصل بين الأندية من خلال زيارات ميدانية إجتماعية خالصة، وتجلى النشاط الرياضي بعد ذلك بالعودة الى النشاط الرسمي عبر بوابة رابطة أندية الضفة ورجالها المخلصين وفي مقدمتهم المرحوم ماجد أسعد ورفاق دربه في كل المحافظات ورابطة أندية القطاع وعميدها معمر بسيسو والزملاء المخلصين في محافظات غزة،وساهم في عودة النشاط جنود مجهولين من إداريين و مدربين وحكام وإعلاميين.

وتشكلت اللجنة الإجتماعية حينذاك من أيوب حجازي (الهلال)، جلال عقل (القدس الرياضي)، خليل حامد(صور باهر)، د.نعيم أبوطير (أم طوبا)، ميشيل عصفور (الواي)، د.محمد جاد الله (العربي)، وكل منهم يعتبر قيمة وقامة في اخلاصهم وعطائهم وانتمائهم، وكانوا يحظون بثقة أبناء المدينة.

وتعرفت عن قرب من خلال هذه اللجنة على خليل حامد رئيس نادي صور باهر، ومن قبل كانت البدايات من خلال شركة كهرباء القدس، حيث كنا طلبة جامعة بيرزيت نكون على رأس المدافعين عن الشركة في وجه تهويدها والإستيلاء عليها وعلى امتيازها في العقد الثامن من القرن الماضي، وأصبح أبو آدم عضواً للجنة اللوائية المنبثقة ورئيساً لها من خلال تحضيرية كرة القدم وعضواً بارزاً في اتحاد الكرة وأميناً لسر الإتحاد شخصية مقدسية محترمة لها تقدير واحترام في الأوساط المقدسية برمتها وامتد ذلك الى رئتي الوطن كافة، وكانت معظم اجتماعات اللجنة تعقد في نادي الهلال والجمعية أو في منازل أعضائها.

كانت اللجنة الإجتماعية لأندية القدس ومن قبلها رابطة الأندية تضم كافة المشارب وألوان الطيف الفلسطيني، كان هدفنا خدمة القدس والرياضة الفلسطينية، وكان الوازع الداخلي في نفوسنا يقربنا ولا يفرقنا، ويجمعنا ويبعدنا عن الأجندات الشخصية والفئوية، ولهذا نجح العمل الجماعي في تلك الفترة،ولذا كان إقصاء الأجندات أحد أهم نجاحات الحراك الرياضي في السنين الأخيرة حين أصر اللواء جبريل الرجوب أن تكون مفاصل العمل الرياضي بمنأى عن هذه الآفة اللعينة التي ضربت أكثر من موقع بعيداً عن الرياضة وتحتاج القدس الى قناة تنسيق بين رئتيها في العمل الرياضي، رابطة أندية القدس وتجمع قدسنا، حيث يسعى القائمون عليهما الى خدمة أبناء محافظة القدس، ولكن ما ينقص فعلاً تمويل النشاطات والفعاليات وهذا يحتاج الى وقفة جادة وسيكون لنا وقفة مع هاتين الرئتين وأهمية وجودهما في القدس.

تغني فيروز للقدس العتيقة تشعرك بأروع مدن الدنيا الساكنة فينا ليل نهار هناك في المسرى أناس في رباط الى يوم الدين ولن يرحلوا عنها علينا أن نحب بعضنا ونعمل معاً، فالعمل في القدس يتسع لنا جميعاً ما استطعنا اليه سبيلاً، أما المارون بين الكلمات العابرة، فآن لهم أن ينصرفوا أينما شاءوا ولكن لا يقيموا بيننا !!.