الرياضية - وكالات

نلاحظ أنك قريب من الجزائريين ومستعد دائما لمساعدتهم ... ما سر ذلك؟

أولا لأنني مسلم مثلكم، كما أني حظيت بشرف زيارة الجزائر سابقا، وحتى زوجتي جزائرية وكل عائلتها من بلدكم، شخصيا أعرف عقلية الجزائريين جيدا، وأعلم ما يعنيه الأمر لهم، أما أنا فقلبي يتسع للجميع، اطلعت على مدى تعلق شعبكم ببلده من خلال عائلة زوجتي، ولاحظت كيف أن الكل يعتبر الجزائر قبل كل شيء، وحتى عندما يشاهدون مباريات منتخبكم الوطني، فإن ذلك يكون بحماس كبير، وكأنهم داخل أرضية الميدان ويعيشون اللقاء بجوارحهم ويفرحون بطريقة خاصة جدا.

ADVERTISEMENT

هل تتفاعل معهم عندما تشاهد مباريات "الخضر"؟

بالطبع أتفاعل، فأنا أحب الجزائر كثيرا وأشجع منتخبكم، وأنا سعيد جدا وفخور لأني أعيش حياتي مع جزائرية.

نحن أيضا نعتبرك بمثابة أخ لنا، وكل المسلمين إخوتك اليوم، ولكن الجزائريين يحترمونك كثيرا، فهل تشعر بحبهم عندما تلتقي بهم مرارا؟

نعم بالطبع، وكما قلت لك فأنا قريب من الجزائريين والمغاربة بشكل عام منذ مدة، بفضل احتكاكي بهم وبالمسلمين في شبابي، كما أعرف عقليتهم عن قرب، وصدقهم في حب الأشخاص، وتأكدت من ذلك أكثر عندما تعرفت على شقيق زوجتي ثم على زوجتي.

على ذكر زوجتك، الكل يعلم أنها جزائرية ...

نعم، منحتني وهيبة فرصة الاقتراب من عائلة رائعة والتعرف على ثقافة جديدة بالنسبة لي، وعقلية جديدة وحياة مختلفة في بعض التفاصيل، مثل طريقة الأكل وغيرها ...

ما هي هذه التفاصيل التي لفتت انتباهك في حياة الجزائريين ؟

البعض قد يعتبرها تفاصيل، ولكن بالنسبة لي هي كل شيء وربما أكثر، فذلك التضامن والتكافل الذي تجده بين أفراد العائلة يجعلك تعرف المعنى الحقيقي للحياة، وقيمة أن تعيش داخل مجموعة، وهذا ما نفتقده نحن في حياتنا اليومية صراحة، أمر رائع أن ترى كل العائلة تجتمع على المائدة المليئة بالأطباق، كل ذلك وسط جو مميز ومرح.

نشعر أنك صادق عندما تتحدث عن الجزائر وسعيد بمعرفة الجزائريين ...

نعم، صراحة أنا فخور بعلاقاتي مع الجزائريين، وأنا متزوج من جزائرية منذ سنوات ونملك اليوم ثلاثة أطفال، والجزائر هي بلد أبنائي ولا يجوز أن نذكرها بسوء قد يجعلهم ينقلبون علي ... (يضحك)، ولكن صراحة، ما يشدني هو أن الجزائري يبقى جزائريا والجزائرية تبقى جزائرية، وتجدهم في كل مكان فخورين بحمل ألوان بلدهم والحديث عن وطنهم.

هل ترى أن هذا الأمر غير موجود في وطنك فرنسا ؟

لا، صراحة لن تجد هذا الأمر في بلد آخر وثقافات أخرى، فالحال يختلف حسب الذهنيات.

سبق لك أن زرت الجزائر وتحديدا وهران ...

لا، ليس وهران فقط، فقد زرت تلمسان أيضا.

صادفتك عدة أمور طريفة آنذاك ...

لا، صراحة كان الأمر رائعا وأنا أتفهم ما حدث، والآن أركز على تقديم مستويات كبيرة في عملي، وبعد ذلك سأزور الجزائر مع زوجتي وعائلتها.

أنت تريد زيارة الجزائر، فيما نجوم مثلك يتوجهون صيفا إلى ميامي ...

عادي.. ولكنني قبل كل شيء تربيت في حي شعبي وفقير، وقضيت طفولة صعبة، تعلمت أن أحارب من أجل كل شيء‪.‬

هل تعلم أن هذه البساطة هي التي جعلت الجزائريين يحترمونك كثيرا؟

هذه البساطة هي مصدر قوتي، واليوم الحمد لله حققت ما كنت أطمح إليه بفضل الله، ونجحت في حياتي، صحيح أني بذلت جهدا كبيرا وقدمت تضحيات جمة، ولكن لولا الله عز وجل لما وصلت لما أنا عليه اليوم، والحمد لله على كل شيء، أتذكر جيدا أنني عندما زرت عائلة زوجتي لأول مرة في الجزائر، كانوا بصدد بناء منزل جديد ...

أين نمت على الأرض يومها، أليس كذلك ؟

نعم، افترشت الأرض بشكل عادي وكنت عفويا ...

وكان بإمكانك أن تختار أي فندق في المقابل ؟

صحيح، ولكنني أحيانا أفضل مثل تلك الأجواء، وتلك البساطة العائلية، أين يستيقظ الجميع مع بعض وينامون مع بعض، إنه أمر رائع جدا.

وفي الشارع ؟

ما زلت أزور الحي الذي ترعرت فيه ...

لا، نقصد كيف تم استقبالك في شوارع الجزائر ؟

سارت الأمور بطريقة رائعة، وصراحة فاجأني الاستقبال الذي حظيت به في المطار، والذي كان رائعا ولن أنساه طيلة حياتي، صحيح أن الأمور كانت صعبة بعض الشيء لأني لم أفعل كل ما كنت أريد القيام به، وأنا أتفهم أن هناك عدة أشخاص يحبونني، بحكم أن أي لاعب كرة القدم يملك معجبين، ولكن صراحة كانت الأمور رائعة، وأتذكر جيدا كيف كان جمع غفير جدا يحيط بمطعم في شاطئ "بورساي" أين كنت أتناول "الكباب"، وكان يستحيل أن أغادر المكان بسبب كل ذلك الحشد، ولكنهم كانوا لطفاء معي، وشعرت بحبهم الكبير لي.

ألا ترى أن الجزائريين يحبونك أكثر مما تتصور ربما ؟

نعم هذا أكيد، وحتى أنا أعشق الجزائر وقلتها وأعيدها، هذا كلام صادق، ليس لأني متزوج بجزائرية فقط، بل لأني مسلم أيضا وفخور بكوني كذلك.

بالحديث عن الإسلام، كيف كانت قصة اعتناقك هذا الدين، هل عن طريق شخص أم كيف؟

الفضل يعود إلى شقيق زوجتي الأكبر محمد علي.

ولكن قبل ذلك، كيف تعرفت على الإسلام؟

نشأت مع شباب مسلمين عرب ومغاربة خاصة، وهذا ما عودني على تفادي أكل اللحوم المحرمة، ثم التقيت محمد علي الذي تعرفت على عائلته، إخوته وأخواته ومن بينهن وهيبة، وعندما كنت أفكر في طلب يدها للزواج كنت أعلم أنه يجب أن أكون مسلما حتى يحق لي الزواج من مسلمة، كنت مقتنعا بتعاليم الإسلام وبرسالة هذا الدين وكان علي أيضا احترام عادات وتقاليد العائلة، وكان هذا الأمر دافعا آخر لي للدخول في الإسلام، وهو ما حدث بعد أن نطقت الشهادة وتعلمت الصلاة التي أصبحت أؤديها خمس مرات في المسجد، كما أني إلى اليوم أصوم أحيانا في كل فرصة سانحة، كما حظيت بشرف زيارة مكة المكرمة.

حدثنا كيف كان شعورك وأنت تزور مكة لأول مرة؟

إنه شعور رائع نعجز عن وصفه، مشاعر إيمانية كبيرة، فعندما تدخل إلى المكة تشعر أنك تقوم بشيء رائع وأنك إنسان جديد، كان شيئا جديدا وخارقا صراحة.

كنت مع ألتينتوب يومها؟

نعم كان معي حميد أين كنا معنيين بمباراة ودية هناك، لم نكمل اللقاء وغادرنا بين الشوطين واتجهنا مباشرة إلى مكة، وأؤكد لك أنه قبل نهاية المباراة كنا وصلنا إلى مكة، وبغض النظر عما حققته، استغللت الفرصة وتناولت وجبتين عند "ماكدونالد"، كما اغتنمت فرصة توفر الأكل الحلال خاصة أن مدرب الفريق كان بعيدا عنا وكان في الملعب، أؤكد مرة أخرى أن تجربة آداء العمرة كانت رائعة وأتمنى أن يؤديها والدا زوجتي قريبا.

في المنتخب الفرنسي هناك عدة لاعبين مسلمين، هل تتحدثون عن الإسلام فيما بينكم؟

كما تعلم لكل منا ذهنيته ولكل شخص ديانته، شخصيا أكدت أكثر من مرة أنني مسلم، ليس فقط لأني متزوج من جزائرية ولكن عن قناعة.

زميلك في المنتخب أبيدال عاش تجربة صعبة، كيف عايشتها أنت؟

صراحة كان الأمر صعبا جدا، أن تشاهد صديقك بل أخاك يتألم وعائلته كلها تتألم معه، لم تكن سهلة تلك الفترة، ولكن الحمد الله، فبفضل الله تجاوز تلك الفترة.

كيف تقيم موسم البايرن وآداءك أنت أيضا؟

كان موسما رائعا لفريقي بعد أن توجنا بلقب الدوري الألماني، وكذا الكأس وبلوغنا الدور نصف النهائي في رابطة الأبطال.

هل تعتقد أن قدوم غوارديولا جعل مستوى البايرن ينخفض نوعا ما؟

لا، لا أعتقد ذلك، فكرة القدم رياضة جماعية وقدمنا عدة أشياء جميلة وسنعمل على تقديم الأفضل مستقبلا.

البعض يقول أن الألمان استقدموا غوارديولا لاستنساخ "تيكي تاكا" البارصا وجعلها أكثر فعالية، ما رأيك؟

صحيح أنه درب برشلونة، لكنه اليوم يعمل مع فريق آخر ولاعبين آخرين، ولكنه هنا ليسخر خبرته وإمكاناته، ونعمل معا لتحقيق نتائج جيدة.

بيكنباور ينتقد الاستحواذ على الكرة في ظل غياب الأهداف، ما رأيك؟

أعتقد أن النجاح في تنفيذ طريقة لعب معينة يتطلب بعض الوقت فقط، ومع التعود أكثر يمكننا النجاح.

كيف ترى الجو في غرف تغيير الملابس مع غوارديولا مقارنة بتجاربك السابقة؟

نحن كفريق، حافظنا على التعطش للألقاب وعلى الأجواء العائلية والرائعة في النادي، وهذا هو الأهم.

مدرب المنتخب الفرنسي ديديي ديشان لم يوجه الدعوة لـ سمير ناصري رغم الموسم الكبير الذي قدمه مع مانشستر سيتي، كيف تلقيت القرار؟

أولا، سعيد لأجله بعد تألقه مع مانشستر سيتي، كما تأسفت كثيرا من أجل سمير لأن الأمر يتعلق بـ مونديال غير عادي سيجري في البرازيل، أما عن علاقتي به فهي رائعة جدا.

لنعد للحديث عن الجزائر، كيف عشت تأهل المنتخب الجزائري إلى كأس العالم بعد مباراة السودان الشهيرة؟

لم أشاهد المباراة من المنزل لأننا كنا معنيين في المنتخب الفرنسي بمباراة فاصلة أيضا، ولكنني شجعت المنتخب الجزائري وفرحت لتأهله، كنت أتمنى تأهلكم إلى كأس العالم في البرازيل وهو ما تحقق رغم صعوبة المهمة، حقق منتخبكم إنجازا كبيرا وأظهر اللاعبون قوة ذهنية كبيرة.