لا تتوفر نتائج هذه اللحظة

الرياضة للرياضيين وليس للسياسيين !

قبل أن يغادر الوزارة.. الوزير المدهون: راضٍ عن عملي رغم المعيقات الأربعة !


الرياضة للرياضيين وليس للسياسيين !

الأموال يجب أن تدار بطريقة مهنية وليس لتعزيز العلاقات !

الوزارة لم تعد مأوى.. ولها دور كبير في الشباب والرياضة

الرياضية- حاوره عاهد فروانة ومحمود فرج

ما أن دخلنا على مكتب د. محمد المدهون وزير الشباب والرياضة في حكومة غزة حتى شاهدنا حركة دؤوبة داخل المكتب من موظفي الوزارة، فنظر إلينا الوزير المدهون وهو يبتسم وقال “معلش ما انتو عارفين بنلملم أوراقنا”، في اشارة إلى قرب تشكيل حكومة الوفاق الوطني لإتمام اتفاق المصالحة.

ومن هذه النقطة بدأنا حوارنا مع الوزير المدهون، حول وجود وزارة شباب ورياضة في الحكومة القادمة أم لا، فقال إن الفترة التي ستتولى فيها الحكومة القادمة قصيرة، والحديث يدور عن 16 وزارة فقط وباقي الحقائب ستحمل لنفس الوزراء، لافتا إلى أن اتفاق القاهرة نص على وجود مجلس أعلى للشباب والرياضة.

وزارة أم مجلس

وحول قناعته الشخصية بأفضلية وجود وزارة أم مجلس أعلى أوضح أنه وخلال لقائه مع وزيري الشباب والرياضة المصريين في الحكومة السابقة أكدا أنه يفضلان الوزارة بعد أن تم تشكيل مجلس أعلى في فترة سابقة لديهم، مؤكدا أن وجود الوزارة أفضل لارتباطها اكثر بالعمل الحكومي واعتماد موازنة ثابتة وقد لا يتغير المجلس بتغير الحكومة مما يؤدي إلى التكلس والسلطوية، مضيفا أنه في دراسة علمية أجريت عام 2007 أظهرت أن وزارة الشباب والرياضة هي الأولى في التأثير وتسبق حتى وزارة التربية والتعليم.

وبالحديث حول عدم الاهتمام الحكومي بالرياضة شدد المدهون أن ثقافة شعبنا سياسية بالدرجة الأولى، رغم أن الرياضة يمكن أن تحقق انجازات سياسية كبيرة.

معيقات متعددة

 وعبر المدهون عن رضاه عن الفترة التي شغل فيها منصب وزير الشباب والرياضة رغم العمل في مرحلة حساسة شهدت حالة الانقسام السياسي والانقطاع عن العمق الخارجي والحصار وعدم وضع الرياضة على خارطة الأولويات.

وأضاف أنه عندما استلم منصبه كان الحديث يدور حول أن الوزارة للرياضة فقط وليس للشباب، بفعل وجود هياكل رياضية من مؤسسات وأندية فاعلة، لذلك عملنا على عكس الصورة بإيجاد مقومات لقطاع الشباب.

النادي الشامل

وبالانتقال لموضوع الأندية وزيادتها وممارستها للأنشطة الرياضية أوضح المدهون أن الوزارة اعتمدت سياسة التشجيع الايجابي وليس السلبي، من خلال حث الأندية على المشاركة في ألعاب أخرى بخلاف كرة القدم، والنادي الذي يمارس لعبة واحدة يصبح نادي متخصص، لافتا إلى أن سياسة الوزارة هي وجود النادي الشامل الذي يمارس عدة ألعاب وأيضا دمج ألعاب المعاقين داخل هذه الأندية، مشيرا إلى أن النادي الذي ألغيت لديه لعبة كرة القدم بفعل هبوطه من الدرجة الرابعة يمكنه ممارسة ألعاب أخرى، موضحا أن المشكلة ليس في عدد الأندية بل في عدم ممارستها لأنشطة اخرى بجوار كرة القدم، منوها إلى أن اللعبة الشعبية الثانية وهي كرة السلة لا يمارسها سوى 11 ناديا في القطاع.

بعد الوفاق

وحول مسيرة الوفاق الرياضي قال المدهون أنه تم تجاوز تأثير السياسة على الرياضة من خلال الوفاق وما حدث من مشاكل يعود لأشخاص بعينهم، والسؤال المطروح الآن هو ماذا بعد الوفاق؟، ووفقا لقناعة الوزير الشخصية فإنه يرى أن تبقى الرياضة للرياضيين فقط بعيدا عن السياسيين، وأن تفتح أبواب الأندية للتنسيب على قاعدة الخلفية الرياضية، وأن تجرى في كافة الأندية انتخابات حرة ونزيهة وشفافة تضبط وصول كادر رياضي مؤهل، وبالتالي تعمل على وجود مجالس إدارة مؤهلة بعيدا عن اللون السياسي، وعلى هذه القاعدة يتم بناء كافة المؤسسات والاتحادات الرياضية.

الجوائز المالية

وبسؤاله عن رؤيته للموسم الرياضي الماضي أكد أننا وصلنا إلى الذروة في الحراك الرياضي، من خلال تنظيم بطولات في مختلف الألعاب وانتظام المسابقات، موضحا أن الوزارة أعلنت عن جوائز مالية للأندية سابقا مع تمسكها بفكرة تحديد سقف لهذه الجوائز، للعمل على ضبط الأمر من أجل عدم المبالغة في رصد الجوائز للأبطال، وقال شاهدنا مكافآت تصل إلى 40 ألف دولار للبطل، مؤكدا أن الوزارة قامت بتوفير الأموال لجوانب أخرى من خلال تقديمها للاتحادات والمؤسسات الرياضية التي تعاني ماليا.

قاعدة التشارك

وعن موضوع منح الأراضي للأندية قال المدهون قدمنا الكثير من الأراضي للأندية على قاعدة الشراكة فإذا كانت 5 دونمات تكون بالمشاركة بين ناديين أو ثلاثة حتى تخدم شريحة أوسع، أما من يحتاج مساحة لإقامة مبنى إداري يتم منح دونم واحد، وأضاف أن الوزارة قامت بإيقاف عدة تراخيص لأراضي منحت لأندية وآخرها نادي الجمعية الإسلامية لمنحه دون موافقة وزارة الشباب والرياضة، أما بخصوص نادي الجلاء الذي يعاني بسبب فقدانه للأرض التي كان مقام عليها، أكد أنه يعمل على مساعدتهم من أجل الحصول على قطعة أرض بديله.

عبد السلام هنية

وبالحديث عن علاقة عبد السلام هنية عضو اللجنة الأولمبية بالوزارة أوضح د. المدهون أن عبد السلام هو موظف في وزارة الشباب والرياضة، أسهم من خلال علاقاته المميزة وكونه نجل رئيس الوزراء في جلب التمويل للكثير من النشاطات الرياضية وهذا خير يأتي للحركة الرياضية لذلك له كل التحية والتقدير، لكنني أرى  أن الأفضل هو توجيه هذا التمويل بشكل علمي ومهني وليس لتعزيز العلاقات، مشيرا إلى أن سياسة الوزارة استيعاب هذه الحالة وضبطها وهذا الأمر نجح في مرات وفشل في أخرى، مضيفا أن الامور لم تضبط بالشكل الذي يريده وخاصة في جوائز الأندية والاتحادات، رغم أنها نجحت في الصالات والملاعب وبعض المساعدات.

وأشار إلى أن إعلان عبد السلام عن جائزة الاعلاميين الرياضيين المقدمة من مؤسسة أمواج هو الذي أوقف جائزة وزارة الشباب والرياضة الإعلامية التي تم الاعلان عنها مسبقا رغم رصد موازنة لها.

جرح كبير

وعن كادر الوزارة قال المدهون أن هذا جرح كبير في مشوار الوزارة، لعدة أسباب أهمها وجود عدد كبير من الموظفين غير المؤهلين لأنه كان يتم التعامل مع الوزارة على أنها مأوى للرياضيين, وعملنا على ضبطه وتطويره ونجحنا في ذلك، وبشكل تراكمي تم بناء كادر مميز.

وختم الوزير المدهون لقائه مع الرياضية بالتأكيد على أنه عند تركه الوزارة سيعود لعمله الأكاديمي كونه يحمل شهادة الدكتوراه في الإدارة وعمل لسنوات طويلة في الجامعة الإسلامية بغزة  قبل تقلده المناصب الحكومية منذ عام 2006م.