لا تتوفر نتائج هذه اللحظة

مونديال تحت الحصار

أحمد المشهراوي

(كاتب )

  • 1 مقال

مونديال تحت الحصار

بقلم / أحمد المشهراوي

 

 شهد العام 1934 المشاركة الأولى للمنتخب الفلسطيني في تصفيات المونديال الذي صادف النسخة الثانية لمونديال كأس العالم في إيطاليا، ولأن منتخب فلسطين كان السباق من أوائل المنتخبات العربية التي تقترب من الوصول للمونديال قبل 80 عاماً، فهو منذ ذلك الحين يدفع الثمن غالياً لدولة الاحتلال، ومن قبلها الانتداب البريطاني سواء بالمنع العسكري وقبضة السلاح تارة، أو بطمس هويته والتزوير للتاريخ تارات أخرى.

وها هو المنتخب الفدائي- رغم ما واجه- يتحامل على جراحه المثخنة، ويعود من جديد إلى واجهة الأحداث بتأهل تاريخي لنهائيات الأمم الآسيوية 2015 في أستراليا بعد تجاوزه ( مقر الديب) كما يطلق المسؤولون على دولة الفلبين، ومَنْ يدري لولا الاحتلال لربما كان لفلسطين اسمها في حلبات الكبار. 

واليوم مع انطلاق المونديال العشرين في البرازيل، يصر الفلسطينيون على أن يكونوا في قلب الحدث؛ ليثبتوا لمَنْ حولهم أنهم ليسوا جسماً غريباً ولا طارئاً كالأخرين، بل إن كبارهم إذا ماتوا ينزرعون، وصغارهم لا ينسون.. هم الأصل يحبون الحياة التي يجدونها في متعة كرة القدم.

متعة الكرة التي لم تحرمهم من مشاهدة سباق المحفل العالمي وسط الحصار وتحت القصف وبارود الموت، بل نجدهم يبدعون بالبحث عن متعة المشاهدة متحدين التشفير الفضائي، وانقطاع الكهرباء للاستمتاع بنجومهم. 

رونالدو وميسي ونيمار، وعيونهم تتعلق بأمل تفوق ممثل العرب الوحيد المنتخب الجزائري.

وفي مشهد آخر يجسد بحثهم عن مكان لهم وسط المونديال، كانت للفتة التي أطلقتها اللجنة الوطنية لكسر الحصار بمبادرة من الرجل المبدع النائب جمال الخضري في ساحة الجندي المجهول أثرها، لتنقل معاناة أكثر من 12 مليون فلسطيني في الداخل والشتات يرغبون أن يرحل المحتل الجاثم على صدرهم.. حيث اصطف الأطفال مرتدين قمصان الفريقين البرازيلي والكرواتي في صورة رمزية إيحائية بحبهم للانعتاق.

إنَّ الشعب الفلسطيني بعد 66 عاماً من الاحتلال، و80 عاماً على مشاركته المبكرة بالمونديال، ليتطلع أن ينصفه الاتحاد الدولي "فيفا" وأن يترجم السيد بلاتر تصريحاته إلى حقيقة على أرض الواقع، لا أن تكون مجرد دعاية لحملته لولاية خامسة، فالرياضيون يضعون عليه الكثير ولا يزالون ينتظرون موقفاً أكثر فاعلية.