لا تتوفر نتائج هذه اللحظة

وفاق .. بلا اتفاق !!

waleed

(كاتب)

  • 1 مقال

waleed


الرياضية - مصطفى جبر

فرض الوفاق الرياضي نفسه على الساحة الرياضية من بوابة الاتحادات والأندية في المحافظات الجنوبية، ليضع حلا مؤقتا لمسيرة المؤسسات التي كانت تُعاني من أثر الانقسام، فبدأت التجربة التي فشلت في أغلب أماكن تواجدها ونجحت في القليل من إدارات الأندية كاتحاد وشباب خان يونس، وبعض الاتحادات كاتحاد كرة القدم.

الرياضة الغزية أجُبرت على هذا الخيار الذي سمح للحركية الرياضية لفتح وحماس بالدخول إلى مقاعد المؤسسات الرياضية على حساب العملية الانتخابية التي غابت في السنوات الأخيرة، والتي حل مكانها التعيين الحزب والفصائلي دون النظر لنوعية وكفاءة وقدرة المرشحين لقيادة المؤسسات الرياضية، مما أفرز عشوائية في المستوى وتخبط هنا وهناك ونجاح في بعض الأحيان.

خطوة أساسية

وفي هذا الصدد يؤكد وليد أيوب نائب رئيس اللجنة الأولمبية السابق وأحد رجال الوفاق الرياضي في المحافظات الجنوبية أن الوفاق لم يحقق أهدافه المنشودة، لافتا في الوقت نفسه إلى أن حالة  الوفاق كانت ضرورية  من أجل مسيرة الرياضة بعد الانقسام السياسي.

ايجابيات وسلبيات

وأشار “أيوب” في مقابلة مع صحيفة “الرياضية”، إلى بعض الإيجابيات التي ظهرت من خلال الوفاق الرياضي والتي تمثلت في وضع الرياضيين عند مسؤولياتهم وتجمعهم نحو هدف رياضي واحد بعيدا عن التجاذبات السياسية، مؤكدا أن سلبيات الوفاق كانت ظاهرة وبقوة وكان أبرزها ظهور أشخاص غير قادرين على إدارة المؤسسات الرياضية نظرا لآلية اختيارهم الحزبية بعيدا عن الخبرة والشخصية الرياضية والأكاديمية المتخصصة.

نموذج ناجح

وأشاد أيوب  باتحاد كرة القدم التوافقي ، قائلا :” أعتقد ان اتحاد كرة القدم هو نموذج مميز وناجح لحالة الوفاق الرياضي ما بين الاتحادات الرياضية التوافقية المختلفة، فعمل اتحاد الكرة وإنجازاته يختلف عن بعض الاتحادات التي تسيطر عليها حالة التعصب الحزبي والأنا والعمل بشكل منفرد وشخصي بعيدا عن أهداف المؤسسة”.

أسباب الفشل والنجاح

وعن سبب فشل الوفاق الرياضي في أغلب الأندية العالقة، قال :” الحركية الرياضية لفتح وحماس لم تختر الأنسب والأكفأ من الأشخاص، وهو ما تسبب في عدم قدرة بعض الأشخاص لقيادة المؤسسات بالشكل الإداري الصحيح، بعض الأندية نجحت في الوفاق الرياضي لأنها عملت على هدف واحد وهو النجاح واعطاء المؤسسة الرياضية البعد الذي تستحقه، فكان النجاح لهم ولمؤسساتهم بعيدا عن العمل الشخصي والحزبي”.

بداية فقط

استهل نادي اتحاد الشجاعية مشواره بنجاح بعد تشكيل مجلس إدارته التوافقي في عام 2010، حيث حقق إنجازات تذكر لهذا النادي في بدايته أهمها الحصول على لقب دوري كرة الطائرة للدرجة الأولى والحصول على المركز الثالث في دوري كرة القدم للموسم قبل الماضي، كما ظهرت نتائج جيدة لهذا النادي في هذه الفترة ، إذ حقق فريق كرة اليد المركز الثالث في ذلك الوقت.

تراجع واضح

ولم تستمر هذه الحالة التوافقية على حالها فبعد عامين من تشكيل المجلس انسحب أعضاء حركة فتح من النادي اثر خلافات داخلية في الإدارة مما أنعكس مباشرة على الفرق الرياضية وخاصة فريق كرة القدم الأول بالنادي الذي عانى كثيرا في الدوري وكان مهددا بالهبوط، بعدما قدم موسما سيئا للغاية ابتعد فيه عن مستواه المعهود بمقارعة الكبار والمنافسة على كافة البطولات، ولم يتوقف هذا الهبوط عند هذه الحالة بل خسر الفريق بطولة الكأس أمام خدمات رفح في موسم للنسيان لجماهير ولاعبي وإدارة الشجاعية.

كارثة الوفاق

وكان التوافق الرياضي بمثابة الضربة القاضية لنادي جماعي رفح الذي مر بأسوأ فترة رياضية في تاريخه، فبعد تشكيل مجلس الإدارة الذي جاء بشكل متعسر جدا ومفاوضات كبيرة بين حركيتي “فتح وحماس” الرياضية، إلا أن ذلك لم يخرج النادي إلى بر الأمان.

بداية الانهيار الرياضي كانت بهبوط الفريق من الدرجة الممتازة إلى الأولى والسماح للاعبي الفريق الأول بالرحيل ، إذ حصل ما يقارب “15″ لاعبا على كتب الاستغناء الخاصة بهم، لم تتوقف حالة الجماعي عند هذا الحد بل هبط الفريق إلى الدرجة الثانية في نفس العام وهو ما كان بمثابة كارثة سُجلت في تاريخ هذا النادي، وتجمدت الأنشطة الرياضية وكرة القدم ورحل اللاعبون ولم يتبق في النادي غير منشآته الفارغة وفريق من الدرجة الممتازة إلى  الدرجة الثانية في فترة قياسية.

تجربة فاشلة

ولم يصل المجلس التوافقي لإدارة النادي الأهلي إلى مرحلة الانسجام فعاش النادي أزمة شبيهة بأزمة جماعي رفح وأوقات صعبة أدت إلى تراجع الفريق وهبوطه للدرجة الأولي وانسحاب أعضاء فتح من المجلس وتهديد رئيس النادي منذر شبلاق بالاستقالة بعد مرحلة من التجاذبات داخل الإدارة والوصول إلى طريق مسدود داخل النادي بسبب خلافات بما يتعلق بتجديد بعض العضويات وفتح باب الانتساب.

وأثبتت تجربة الوفاق في النادي الأهلي فشلها مثلما حدث في بعض الأندية الغزية الأخرى، مما انعكس على أداء فرقها الرياضية وخاصة فريق كرة القدم .

انسجام حركي

اختلف الحال تماما في نادى اتحاد خان يونس الذي شهد أفضل تجربة توافقية على صعيد النتائج وخاصة فريقه الكروي الأول، فبعد فترة عسيرة عاشها النادي في موسم 2010، والتي كاد الفريق البرتقالي خلالها مغادرة دوري الأضواء، إلا أن التوزان عاد من جديد إلى النادي بعد حالة الوفاق وعودة منشآت النادي، فكانت النتائج واضحة على صعيد الفريق الأول بعدها والذي قدم موسما متوسطا في عام 2012 ومن ثم انتفض الفريق ليفاجئ الجميع في الموسم الماضي متحديا  كبار الدوري وكان قاب قوسين أو أدنى من التتويج باللقب.

أفضل تجربة توافقية

و يعيش نادي اتحاد خان يونس أفضل حالات التوافق والتجانس الرياضي المتميز بين أعضاء مجلس ادارة النادي ، مما انعكس بالإيجاب على نجاح مسيرة النادي الادارية والرياضية، حيث يعتبر نادي اتحاد خان يونس البلدي من أفضل و أنجح الأندية التوافقية خلال الفترات الاخيرة، كما شهدت الفترة الأخيرة تبديل المناصب الإدارية وفقا لوثيقة الوفاق الرياضي بين حركتي فتح وحماس.

استقرار إداري

وتسود حالة من الاستقرار الفني والإداري اوساط  نادي شباب خان يونس في السنوات الماضية في ظل حالة التجانس التي تسود النادي في منظومة اللعبة ادارة وجماهير ولاعبين، فتجربة المنادى التوافقية تعتبر جيدة مقارنة ببعض الأندية الأخرى ولكن انجاز الفريق بالحصول على لقب دوري كرة القدم في موسم 2010 كان الأبرز قبل تشكيل المجلس التوافقي.

وشهدت أروقة النادي قبل اسابيع تعيين عماد السنوار رئيسا لنادي شباب خان يونس بدلا من الرئيس الحالي جميل السعودني وفقا لورقة الوفاق بالنادي والتي تنص على تبديل وتدوير الرئاسة بين ممثلي فتح وحماس في النادي.

انتشال الأندية

من جانبه أكد الإعلامي أحمد حسونة أن الوفاق الرياضي كان له الأثر الكبير في انتشال بعض الأندية الغزية من حالة الخراب والتعفن وتحولها إلى حالة من الحراك والنشاط من خلال انبعاث الروح من جديد.

وقال حسونة  حول هذا الموضوع :” أعتقد أن الوفاق ساهم في عودة  البطولات الكروية  بشكل منتظم  والتي عملت على تجسيد حالة من التوافق والاتفاق بين مجالس الادارات المنتخبة عن طريق الوفاق الرياضي، فبعض الأندية عملت بشكل جيد يصب بمصلحة النادي للنهوض به بعيدا عن الصراعات السياسية التي تهدم ولا تخدم في الارتقاء بالأندية ووضعه على الطريق الصحيح من أجل الفوز بالألقاب التي تأتي عن طريق الاستقرار والتفاهم الاخوي في ادارة النادي.

صراعات سياسية

وأضاف :” على غرار بعض الاندية التي نجحت في تجسيد الوفاق لمصلحة انديتها هناك أندية وقعت فريسة لصراعات السياسة من خلال فشل مجالس الادارات المعينة أو المنتخبة في طي صفحة الخلافات من أجل مصلحة أنديتها، فكانت ضحية عدم الاستقرار وتذبذب في النتائج خلال البطولات الرسمية من سوء نتائج وصراعها للهروب من شبح الهبوط لمصاف أندية الدرجة الاولى ومنها من هبط وتعد من الأندية التاريخية ولها علامات واضحة في رقي الرياضة الفلسطينية ورسم خارطتها التاريخية.

كوادر غير مناسبة

وأكد حسونة أن بعض الأندية أفرزت كوادر لا علاقة لها من قريب أو بعيد في العمل الرياضي، مشيرا إلى أن بعض الأشخاص غير قادرين على قيادة دفة الأندية من خلال قلة خبرتهم وتخصصهم في المجال الرياضي مما أدى إلى اغراق بعض أندية الوفاق في المشاكل التي انعكست بالسلب على استقرارها.

الرياضة والسياسة

ومع هذا الوضع تبقى الرياضة صدى للواقع السياسي العام ، الذي ينعكس بظلاله على واقعها سواء سلبا أو ايجابا، وتدفع هي فاتورة السياسة حيث أن المسؤول الرياضي يأتي من موقعه السياسي للرياضة، وتصنع الرياضة المجد والفوز ويُحسب ذاك الفوز والنصر للسياسي الذي يعرف كيف يراكم عليه لتحقيق المزيد من الفوز السياسي، وتخرج الرياضة من المباراة بخفي حنين ك “حزاقة العرس” ويكون نصيبها من الوفاق “الإهمال والتراجع والتهميش”.