روماريو فلسطين فدائي مع وقف التنفيذ


الرياضية أون لاين-كتب جهاد عياش

أحد أبرز المواهب الفلسطينية على مر العصور ، تحب أن تري الكرة دائما تتدحرج بين قدميه ، وهو الأقدر في الوقت الحالي على ترويض الكرة ، وتطويعها لدغدغة مشاعر المتفرجين ،وتلبية رغباتهم ، تطاوعه الكرة إن تحركت أو توقفت ، أسر قلب الجماهير ، وكسب ودهم ، بعد سلوك حرم فيه الفرحة على نفسه ، مراعاة لمشاعر الجماهير ، والفرحة أحل الحلال في مثل هذه المواقف ، جاب المستطيل الأخضر طولا وعرضا ، واحتضنت هداياه الشباك رغم الألم ، بشرته تقترب من كرنفال ملوك العالم ، ومهارته ممتزجة بسحر السامبا البرازيلي ، وروعت التانغو الأرجنتيني ، هؤلاء السحرة أنجبتهم أرحام الأحياء الفقيرة ، في البرازيل والأرجنتين ،كما هو الحال مع رماريو فلسطين سعيد السباخي ، الذي انبعث من حي فقير في فلسطين ، شأنه في ذلك شأن كثير من المواهب في وطننا الحبيب ، بل ولدوا من رحم المعاناة والمقاومة والتضحية والفداء ، إنهم فدائيو فلسطين .

سعيد السباخي
شاهد الجميع يوم الجمعة الماضي ما فعله السباخي في مباراة القمة من دوري جوال الممتاز التي جمعت خدمات رفح بشقيقه الشباب، التي انتهت نتيجتها إلي فوز الأول بثلاثة طلقات نظيفة ، أطلق منها الفدائي سعيد السباخي طلقتين ، فيما صنع الثالثة لزملائه ، والعجيب ليس في الفوز ، ولكن العجب العجاب ، كيف تقمص السباخي شخصية ميسي وروماريو في نفس الوقت ، كان ميسي عندما حل طلاسم المباراة في الشوط الثاني بمفرده ، على طريقة ميسي ، حيث ظل اللاعب الأخطر في المباراة ،خاصة في الكرات الثابتة التي يلعبها بطريقة رائعة ، وأحرز الأهداف على طريقة البرغوث الأرجنتيني ، وروماريو في طريقة تخلصه من منافسيه ، بطريقة ساحرة سلسة وبسرعة وخفة لا يفعلها إلا السحرة المهرة ، من مبدعي البرازيل ، وليس أدل على ذلك من تخطيه للاعب عبدالله سلامة ، وكأنه حفر نفقا من تحت قدميه لتمر الكرة ، ثم التخلص من الحارس وتسجيل الهدف الثالث لفريقه ، أليس لهذا الفدائي الماهر، مكان في صفوف كتيبة فلسطين التي تستعد لمواجهة ساموراي اليابان ، و عناد العراق ، وطموح الأردن.
سعيد السباخي
 لاعب يجيد الحركة بطول الملعب وعرضه ، ويتنقل في أرجاء الملعب بكرة وبدون كرة ، بطريقة تزعج المنافسين ، قوي البنية ، سريع البديهة ، يتحمل المسئولية ، خبرة كبيرة في الملاعب الفلسطينية ، يراوغ ويسدد ، ويجيد تنفيذ الكرات الثابتة العرضية ، ويمتاز بالتسديد المتقن على المرمي ، إضافة لإتقانه تسديد ركلات الجزاء ، كما أنه يستطيع قيادة زملائه في الملعب ، بطريقة تحافظ على نسق الفريق وانسجامه عندما تتأزم الأمور ، لاعب تحب أن تشاهده دائما ، لأنه من المواهب القليلة في ملاعبنا ، والسؤال أين كان مساعد المدرب صائب جندية من موهبة هذا اللاعب ؟ ولماذا لم يتم اختياره للعب في نهائيات كاس أسيا ؟ يوجد لاعبون كثر جيدون ولكن قد لا يكون الوقت مناسب لانضمامهم للمنتخب ولكن سعيد السباخي يحتاج له المنتخب في كل الأوقات ، وتتمناه كل المنتخبات .
سعيد السباخي
تكريم سعيد السباخي