لا يمكن لنا ونحن على أعتاب المحطة الأخيرة للإنطلاق والمشاركة في كاس أمم أسيا إلا أن نهنأ أنفسنا وأنديتنا وجماهيرنا والأسرة الرياضية وأبناء الوطن في الداخل والخارج بهذا الإنجاز العظيم ، كيف لا ومنتخبنا مقبل على المشاركة في أضخم تجمع لأكبر قارة في المعمورة ، هذا الحدث الذي كان قبل سنوات قليلة ضرب من ضروب الخيال والأحلام .
قبل أيام معدودة توّج الإتحاد الأسيوي لكرة القدم منتخبنا الوطني كأفضل منتخب في القارة الصفراء ، في رسالة واضحة وصريحة للإحتلال أولاً وللعالم ثانياً ، بأن هذا المنتخب يستحق أن ينصف ويبصر النور ، وهذا الشعب يستحق الحياة .
السنوات الخمس الماضية شهدت حراكاً رياضياً طال كافة عناصر المنظومة الرياضية وركزت على كرة القدم كعنوان وهدف صريح لها ، وكنموذج قابل للقياس ، والحقيقة أن التطور الذي لحق بها وفي هذا الزمن القياسي أذهل أباطرة كرة القدم وعلى رأسهم جوزيف بلاتر الذي زار في فلسطين في أكثر من مناسبة وهذا ليس بالأمر العابر ، ومن قبله رئيس اللجنة الأولمبية السابق السيد جاك روغ ، وألأهم من هذا وذاك أن هذه النهضة صدمت عدونا وفتحت جبهة جديدة للمواجهة معه ، وجعلته مكبلاً لا يعرف كيف يواجه هذا التطور السريع والمتلاحق ، ورغم كل محاولاته وأساليبه لإفشال هذا التقدم وإيقاف عجلته بشتى الوسائل اللاأخلاقية وإستهدافه لإتحادنا وأنديتنا وأبنائنا ولاعبينا وجماهيرنا وملاعبنا وحكامنا وأصدقائنا وضيوفنا ومعداتنا وأدواتنا وكل من له علاقة بنا ، إلا أنه فشل ووقف عاجزاً أمام جبروت شعبنا وإصرار أبنائنا على النجاح .
وحتى نعطي كل ذي حق حقه ، هذا النجاح لم يكن ليتحقق لو لم يقف على رأسه إدارة صلبة ومهنية، وهنا لا بد لنا من إنصاف اللواء جبريل الرجوب في رؤيته ودوره وتأثيره ، وقدرته على ترجمة رؤيته على الأرض ، وما أهمية الرؤية والفكر إن لم تكن قابلة للترجمة والتطبيق الفعلي ! وهنا كان النجاح الحقيقي ، إضافة لنجاحه في نقله هذه الطاقة الإيجابية الكبيرة والرؤية العميقة للطاقم العامل معه ولكافة المحيطين من حوله ، وهذا لا يقل أهمية فاليد الواحدة لا تصفق .
أنديتنا لها نصيب وحصة كبيرة من هذا النجاح ، فهي من وجدت نفسها في طريق ذات إتجاه واحد ، وتلاطم أمواج الإحتراف ، ولا بد لها من الإرتقاء إلى مستواه والوصول إلى بر الأمان ، وتحمل أعبائه وتكاليفه ، فهذا أصبح مشروع وطني وتحدي لا خيار إلا النجاح فيه ، ولقد نجحت إلى حد كبير ، فخرجت اللاعبين وتشكلت الإدارة وإنتظم الدوري ، وسابقنا الزمن للوصول لمعايير الإتحاد الأسيوي والدولي ، الأمر الذي خلق بيئة خصبة وأسس قاعدة صلبة لمنتخبنا الوطني
لن نطيل الحديث عن الفترة السابقة وإن كانت تزخر بالإنجازات ، فنحن لم نتعود على النظر للخلف إلا لإستخلاص الدروس والعبر والمضي قدماً ، تجبرتنا القادمة جديدة ولم يسبق لنا الخوض فيها ، ولا يوجد فيها بروفا وفرصة ثانية ، هدفنا يجب أن يرتقي لحجم طموحنا ولكل الجهود الذي بذلناها ، ولحجم التحديات والعراقيل التي إجتزناها ، كل الأنظار ستتجه للفدائي ، من العدو قبل الصديق .
إلى أبنائنا ، أنتم تمثلون كل من إرتبط إسمه وإمتد أصله إلى هذه الأرض المباركة ، أنتم تمثلون الفلسطينين أينما حلو وإرتحلوا في هذه المعمورة ، فكلنا سنهتِفْ معاً، لمنتخب فلسطين الواحدة، في القُدس والضِفة، في الداخِل وغَزة، أنتم بحر حيفا وسور عكا وجبال النار وعنب الخليل إلى سفح الجليل ، صوتكم سيهدر كصوت نهر الأردن ، أهازيجكم على قافية بحيرة طبريا، وعلى ميزان أمواج يافا ، وتناغم رمال الصحراء في بئر السبع وأم الرشراش ، اليوم نصر لم تحققه بندقية ولا رشاش ، هي ليست مباراة كرة قدم ، ففلسطين تلعب ببحرها ونهرها وجليلها ، بقراها ومخيماتها ، اليوم فلسطين واحدة ، حلم واحد ،
أبنائنا إنها فلسطين ، أمانة في أعناقكم للوصول بر محافل العالمية ، شرفوا الوطن ،وارسموا الفرحة على وجوه الملايين ، وهذا ليس ببعيد عن من يروم الوصول الى الشمس ، انتم لها ، رجال هذه المهة ، لنقول للعالم هؤلاء الفلسطينين إذا ما اذا ما ارادو شي يحققونة بجهدهم وتفانيهم وليعلوا صوتنا جميعا ((عاشت فلسطين وعاش منتخبنا الوطني.