لا تتوفر نتائج هذه اللحظة

الوطني يوحدنا ويجمعنا

جهاد طمليه

(شخصية رياضية فلسطينية)

  • 1 مقال

لا يمكن لنا ونحن على أعتاب المحطة الأخيرة للإنطلاق والمشاركة في كاس أمم أسيا إلا أن نهنأ أنفسنا وأنديتنا وجماهيرنا والأسرة الرياضية وأبناء الوطن في الداخل والخارج بهذا الإنجاز العظيم  ، كيف لا ومنتخبنا مقبل على المشاركة في أضخم تجمع لأكبر قارة في المعمورة ، هذا الحدث الذي كان قبل سنوات قليلة ضرب من ضروب الخيال والأحلام .

قبل أيام معدودة توّج الإتحاد الأسيوي لكرة القدم منتخبنا الوطني كأفضل منتخب في القارة الصفراء ، في رسالة واضحة وصريحة للإحتلال أولاً وللعالم ثانياً ، بأن هذا المنتخب يستحق أن ينصف ويبصر النور ، وهذا الشعب يستحق الحياة .

السنوات الخمس الماضية شهدت حراكاً رياضياً طال كافة عناصر المنظومة الرياضية وركزت على كرة القدم كعنوان وهدف صريح لها ، وكنموذج قابل للقياس ، والحقيقة أن التطور الذي لحق بها وفي هذا الزمن القياسي أذهل أباطرة كرة القدم وعلى رأسهم جوزيف بلاتر  الذي زار في فلسطين في أكثر من مناسبة وهذا ليس بالأمر العابر ، ومن قبله رئيس اللجنة الأولمبية السابق السيد جاك روغ ، وألأهم من هذا وذاك أن هذه النهضة صدمت عدونا وفتحت جبهة جديدة للمواجهة معه ، وجعلته مكبلاً لا يعرف كيف يواجه هذا التطور السريع والمتلاحق ، ورغم كل محاولاته وأساليبه لإفشال هذا التقدم وإيقاف عجلته بشتى الوسائل اللاأخلاقية  وإستهدافه لإتحادنا وأنديتنا وأبنائنا ولاعبينا وجماهيرنا وملاعبنا وحكامنا وأصدقائنا وضيوفنا ومعداتنا وأدواتنا وكل من له علاقة بنا ، إلا أنه فشل ووقف عاجزاً أمام جبروت شعبنا وإصرار أبنائنا على النجاح .

وحتى نعطي كل ذي حق حقه ، هذا النجاح لم يكن ليتحقق لو لم يقف على رأسه إدارة صلبة ومهنية، وهنا لا بد لنا من إنصاف اللواء جبريل الرجوب في رؤيته ودوره وتأثيره ، وقدرته على ترجمة رؤيته على الأرض ، وما أهمية الرؤية والفكر إن لم تكن قابلة للترجمة والتطبيق الفعلي !  وهنا كان النجاح الحقيقي ، إضافة لنجاحه في نقله هذه الطاقة الإيجابية الكبيرة والرؤية العميقة للطاقم العامل معه ولكافة المحيطين من حوله ، وهذا لا يقل أهمية فاليد الواحدة لا تصفق .

أنديتنا لها نصيب وحصة كبيرة من هذا النجاح ، فهي من وجدت نفسها في طريق ذات إتجاه واحد ، وتلاطم أمواج الإحتراف ، ولا بد لها من الإرتقاء إلى مستواه والوصول إلى بر الأمان ، وتحمل أعبائه وتكاليفه ، فهذا أصبح مشروع وطني وتحدي لا خيار إلا النجاح فيه ، ولقد نجحت إلى حد كبير ، فخرجت اللاعبين وتشكلت الإدارة وإنتظم الدوري ، وسابقنا الزمن  للوصول لمعايير الإتحاد الأسيوي والدولي ، الأمر الذي خلق بيئة خصبة وأسس قاعدة صلبة لمنتخبنا الوطني

لن نطيل  الحديث عن الفترة السابقة وإن كانت تزخر بالإنجازات ، فنحن لم نتعود على النظر للخلف إلا لإستخلاص الدروس والعبر والمضي قدماً ، تجبرتنا القادمة جديدة ولم يسبق لنا الخوض فيها ، ولا يوجد فيها بروفا وفرصة ثانية ، هدفنا  يجب أن يرتقي لحجم طموحنا ولكل الجهود الذي بذلناها ، ولحجم التحديات والعراقيل التي إجتزناها ، كل الأنظار ستتجه للفدائي ، من العدو قبل الصديق  .

إلى أبنائنا ، أنتم تمثلون كل من إرتبط إسمه وإمتد أصله إلى هذه الأرض المباركة ، أنتم تمثلون الفلسطينين أينما حلو وإرتحلوا في هذه المعمورة ، فكلنا سنهتِفْ معاً، لمنتخب فلسطين الواحدة، في القُدس والضِفة، في الداخِل وغَزة، أنتم بحر حيفا وسور عكا وجبال النار وعنب الخليل إلى سفح الجليل ، صوتكم سيهدر كصوت نهر الأردن ، أهازيجكم على قافية بحيرة طبريا، وعلى ميزان أمواج يافا ، وتناغم رمال الصحراء في بئر السبع وأم الرشراش ، اليوم نصر لم تحققه بندقية ولا رشاش ، هي ليست مباراة كرة قدم ، ففلسطين تلعب ببحرها ونهرها وجليلها  ، بقراها ومخيماتها  ، اليوم فلسطين واحدة ، حلم واحد ،

أبنائنا إنها فلسطين ، أمانة في أعناقكم  للوصول بر محافل العالمية ، شرفوا  الوطن ،وارسموا الفرحة على وجوه الملايين ، وهذا ليس ببعيد عن من يروم الوصول الى الشمس ، انتم لها ، رجال هذه المهة ،  لنقول للعالم هؤلاء الفلسطينين إذا ما  اذا ما ارادو شي يحققونة بجهدهم وتفانيهم وليعلوا صوتنا جميعا ((عاشت فلسطين وعاش منتخبنا الوطني.