الأزرق الرفحي مارد الكرة الفلسطينية

اسامة فلفل

(صحفي رياضي فلسطيني)

  • 1 مقال


تستطيع طائرات الاحتلال الصهيوني أن تقصف مدننا ومخيماتنا وتمزق أجساد الأبرياء من الأطفال والشيوخ والنساء لكنها لا تستطيع قتل إرادة الصمود عند شعبنا ومنظومته الرياضية.

فهذا نادي شباب رفح أبو الوطنية يترجم اليوم الرد الفعلي والحقيقي بهذا الأداء المتميز في الكرنفال الرياضي الذي احتضنته عاصمة الرياضة رفح لنغراد ,وجمع الأشقاء الشباب والخدمات رفاق الدرب والمسيرة في بطولة كأس السوبر التي تجلت فيها كل معاني وصور التلاحم الوطني والرياضي على أرض الجنوب الصامد الذي كان مسرحا للعمليات والقصف والتدمير لترتفع الهامات عالية في سماء العزة والمجد ويكتب أبناء الشباب ويعمدوا بل ويحفروا في ذاكرة التاريخ هذا الانجاز الذي أصبح جزء مهم وأصيل من أرشيف وتاريخ وانجازات النادي العريق والرياضة الفلسطينية.

التخطيط وحسن القيادة والطموح والإصرار وقوة الإرادة تصنع المعجزات وتسطر الانجازات وهذا ما ترجمه الأزرق الرفحي بعد تتويجه باللقب للمرة الثانية على التوالي ويعيد كتابة التاريخ في محطة رياضية فارقة.

دائما وأبدا عودنا شباب رفح أبو الوطنية بعروضه القوية في لقاءاته الودية والرسمية وكان ما يميزهم هو التحلي على الدوام بثقافة الفوز وتحقيق أفضل النتائج وهذا ما صدر الفريق لأن يكون دائما في المقدمة وتحسب له الفرق ألف حساب لتجانس وتفاهم خطوطه وتعاون عناصره والتقيد بالمهام المناطة وتنفيذها بدقة والتزام ومسؤولية ,إضافة إلى أن الجهاز الإداري والفني عمل بذكاء في هذا اللقاء التاريخي من خلال التحضير الجيد وخلق مناخ إيجابي وتعزيز ورفع الروح المعنوية والإسناد وتوظيف إمكانيات اللاعبين ,والاعتماد وبشكل علمي واضح على خطط تكتيكية ساعدت الشباب في عبور الخدمات والظفر باللقب.

إن عملية الإسناد والدعم من المجلس الإداري للفريق وللجهاز الإداري والفني آتت أكلها وبرزت بوضوح الهمة العالية والإصرار العنيد عند كتيبة الأزرق الرفحي في عبور اللقاء والوصول لمنصات التتويج ,وهذا ما تم بالفعل في مشهد رياضي زفته كل جماهير القطاع من شماله وجنوبه إلى شرقه وغربه ,فعكس هذا العرس المتميز القدرة والإمكانية والمسؤولية العالية للاتحاد الفلسطيني لكرة القدم ولجانه العاملة على الوقوف بقوة في تنفيذ أجندة الاتحاد الرياضية وهذا يعطي مؤشرا على سلامة الموقف وحسن التفكير والقدرة العالية على نيل ثقة عشاق الكرة المستديرة في وطننا الحبيب.

في الختام ...نجزم أن الشباب والخدمات يملكان عناصر وخامات يمكن الرهان عليها في المستقبل المنظور وسيظل العملاقين رافدا أساسيا للمنتخبات الوطنية الفلسطينية وللأندية الرياضية في قطاعنا الصامد وضفتنا الأبية ,ويمثلون المخزون الاستراتيجي للمنظومة الرياضية.

نبارك للشباب التتويج باللقب وألف مبروك للخدمات على الأداء والروح العالية والصورة البهية التي رسمها ثوار الجنوب وشكلت ملحمة رياضية وطنية عكست روح الصمود والإصرار عند الرياضيين في مدينتنا الباسلة رفح العطاء.