خبرة انشيلوتي تتفوق على "خزعبلات" أنريكي

عاهد فروانة

(مدير تحرير صحيفة الرياضية - فلسطين)

  • 1 مقال

كاتب فلسطيني

 

مرة اخرى كان للخبرة مفعول السحر في لقاء الكلاسيكو.. وهذه المرة كانت مع الخبير كارلو انشيلوتي مدرب ريال مدريد والذي استطاع التغلب على الارهاق وغياب بعض اللاعبين المهمين عن صفوف فريقه من خلال اللعب بتشكيلة متوازنة ابتعدت عنها المفاجات التي كان يصنعها في الموسم الماضي والتي أدت الى هزيمته في مباراتي الكلاسيكو بالدوري الماضي..

انشيلوتي دفع بالتشكيلة المناسبة والمتوازنة وبما هو متاح من اللاعبين.. فبدأ بكاسياس في حراسة المرمى وهو الخبير بمباريات الكلاسيكو وفي خط الدفع زج بالعائد راموس وبجواره بيبي المتفاهمان مع بعضهما البعض، وعلى الاطراف كارفخال الذي كان صلبا في الناحية الدفاعية ومارسيلو الذي اعتبره نجم اللقاء الاول من خلال انطلاقاته الرائعة.. وفي الوسط الثلاثي الشاب كروس ومودريتش وايسكو الذي تقاسم النجومية مع مارسيلو وكان غياب بيل في مصلحة الريال ليتحصل على لاعب مميز أدى مباراة كبيرة سواء في الشق الهجومي أو الدفاعي.. وفي الامام رونالدو والذي لم يظهر بمستواه المعهود الا ان وجوده في ارض الملعب تشكل عامل ثقل كبير للريال، ومعه بنزيمة المتألق دوما في مباريات الكلاسيكو وخاميس رودريجيز الذي كان بارعا في تمرير الكرة ..

هذه التوليفة المميزة صنعت الفارق وكان لها الكلمة العليا على أرض الملعب من خلال تعليمات انشيلوتي بتكثيف اللاعبين في خطي الدفاع والوسط والقيام بهجمات مرتدة بأقل عدد من اللمسات وتسجيل ثلاثة اهداف وكان يمكن ان تزيد الحصيلة لو استثمر نجوم الريال الفرص الكثيرة التي اتيحت لهم.

في المقابل فان مدرب البرسا لويس انريكي سقط في الاختبار الحقيقي الاول في الليغا ولم يكن على قدر هذه المباراة الكبيرة من خلال تغييراته غير المفهومة في التشكيلة والدفع باللاعب لويس سواريز في خط الهجوم وهو الذي لم يلعب أي مباراة رسمية مع البرسا من قبل وغير جاهز بدنيا أو فنيا وهو ما ظهر واضحا خلال المباراة من عدم قدرته في السيطرة على الكرة وعدم تفاهمه مع ميسي الغائب ونيمار الذي اكتفى بتسجيل الهدف.. الى جانب اشراك المدافع ماثيو في مركز الظهير الايسر وهو الذي لم يقدم الاضافة الهجومية ووقع في احضان كارفخال.. وكان الافضل اشراك ألبا السريع والذي يقوم بانطلاقات قوية على الجهة اليسرى..

وكانت الطامة الكبرى بالزج بالمدافع بيكيه اساسيا وهو البعيد تماما عن مستواه وكان نقطة ضعف كبيرة ولولا تألق ماسكيرانو لكانت النتيجة اكبر.. الى جانب البدء بتشافي اساسيا وهو الذي لا تؤهله قدراته البدنية للعب فترة كبيرة نتيجة تقدمه في العمر..

ورغم ان البرسا بدأ بالتسجيل مبكرا عن طريق نيمار من مهارة عالية الا ان هذا الهدف استفز كبرياء نجوم الريال فقاموا بشن هجمات متتالية على مرمى برافو وضغطوا في كافة انحاء الملعب ولم يؤثر الهدف في معنوياتهم بل كان عامل تحفيز لهم لاداء مباراة قوية والفوز باللقاء ..

الخلاصة ان انريكي لا زال يحتاج الى خبرات كثيرة حتى يستطيع قيادة فريق البرسا الى منصات التتويج .. فهو سقط في الاختبار الاوربي الاول امام باريس سان جيرمان وها هو يعاود الانهيار امام الريال في مباراة ستكون لها تبعاتها على ترتيب الدوري الاسباني في قادم الجولات ..