حكاوي الملاعب.. شجاعي على البطولة ناوي.. احذروا القنابل الموقوتة

جهاد عياش

(صحفي رياضي فلسطيني)

  • 1 مقال

حكاوي الملاعب

غزة – جهاد عياش

في أجواء شتوية باردة تواصلت مباريات الدوري الممتاز لأندية قطاع غزة في ظل سباق محموم لجمع النقاط للمنافسين على القمة أو القاع وكان أكبر المستفيدين اتحاد الشجاعية الذي وللمرة الثانية يفوز على منافس مباشر ويزيحه عن القمة، فيما بقيت أندية المنطقة السفلية تراوح مكانها رغم التعادلات السيئة لها فيما عادت نغمة الكراسي الموسيقية لبعض المدربين مع تأجيل بعض المباريات في أهم ظواهر الأسبوع.

أولا: شجاعي على البطولة ناوي

رغم النتائج السلبية في فترة الاعداد وتلويح المدير الفني للفريق بالاستقالة انبعث اتحاد الشجاعية كطائر الفنيق من تحت الرماد ونفض عنه غبار السبات وحلق بجناحيه في سماء الميادين الخضراء مسترجعا ذكريات البطولة عام 2015 عندما توج بها رغم ظروف الحرب الضروس التي دمرت الحي وكادت أن تحرمه من المشاركة في البطولة آنذاك ومواصلا مسيرته المبهرة منذ انطلاقة الدور الثاني من الموسم الماضي مسجلا أرقاما لا يمكن تجاهلها بعد أن سجل انتصاره ال15 من 16 مباراة مقابل تعادل واحد فقط مما يعني أن أبطال المنطار بمجلس إدارتهم الحكيم وأجهزتهم الفنية والإدارية والطبية على أتم الجاهزية وفي منتهي الانسجام والتفاني في العمل وهذا ما ترجمته تشكيلة المدير الفني للفريق هيثم حجاج المدججة بالنجوم والمواهب والشباب وهذا الخليط المبهر أبدع وأقنع بعد التدرج المنطقي في الأداء والنتائج خاصة في لقاءيه الأخيرين خارج ملعبه بفوزه على حامل اللقب والمتصدر السابق شباب رفح 2/1 ثم على متصدر آخر اتحاد خانيونس 6/2 في واحدة من أكبر نتائج البطولات بأن تهزم المتصدر بهذه النتيجة وتتربع مكانه في الصدارة ، ولكن تبقي كلمة السر في مواصلة هذا التألق والحفاظ على الاستقرار هي جماهير المنطار الوفية ومدى التزامها بالتشجيع والمؤازرة بعيدا عن أية منغصات أو مشاغبات ، فلا تفوتوا هذه الانطلاقة القوية ولا تحرموا أنفسكم من الاحتفال بالتتويج في نهاية الموسم فالفرصة سانحة والبطولة تناديكم .

ثانيا: احذروا القنابل الموقوتة

تبدو الأمور هادئة في بداية هذا الموسم رغم اشتعال المنافسة في المقدمة والمؤخرة منذ الأسابيع الأولي على الرغم من وجود بعض المنغصات التي عودتنا جماهير كرة القدم عليها في كل موسم وحتى لا تتطور الأمور إلي أحداث ومشاكل يصعب السيطرة عليها فإن كرة اللهب تتململ والقنابل الموقوتة نشتم رائحتها وفي أغلب الأحيان تنفجر هذه القنابل في وجوه أصحابها وتعرضهم للتشويه وهذا لا يعنى عدم تأثر المنظومة الرياضية بكل عناصرها بشظايا و شرار أفعال وتصرفات غير مسؤولة من بعض الجماهير التي بدأت بإطلالتها المؤذية والمنفرة وكان من صورها إلقاء القنابل الصوتية والمفرقعات وإصابة بعض الحكام واللاعبين إضافة للبذاءة اللفظية والاشتباك مع جماهير الفرق المنافسة وافتعال المشاكل هنا وهناك .

والمطلوب فورا بأن تقوم إدارات الأندية وروابط المشجعين بالتعاون مع أجهزة الشرطة بوضع قائمة سوداء لهؤلاء الأشخاص بعيدا عن العواطف والعلاقات الشخصية لأخذ الحيطة والحذر من هذه الفئة الضارة، وأقترح في هذا الإطار ألا يحرم أحد من متابعة فريقه ولكن يتم تحديد مكان مخصص لهؤلاء والتركيز عليهم ولجمهم لأن القادم أصعب.

ثالثا: مدربو الكراسي الموسيقية

تعودنا في كل موسم من المواسم السابقة على رؤية ظاهرة متجددة ألا وهي استقالة المدربين أو اقالتهم نظرا لنتائجهم السيئة وأدائهم الضعيف مع فرقهم وأحيانا يكون التغيير إيجابيا وأحيانا يكون سلبيا ولكن في الاطار العام يبقي المستوى الفني والتكتيكي يراوح مكانه ولا يوجد تطور يذكر في أداء الفرق ومستوى المباريات والتي في أغلبها يكون أقل من المتوسط ولولا كثرة الأخطاء من اللاعبين والتي لم يعالجها المدربون واجتهاد بعض اللاعبين ذوي المهارة والموهبة لكان الأمر أكثر صعوبة على الجماهير التي تمني النفس في كل موسم بمشاهدة بطولة أفضل .

والعجيب أن المدرب الذي يترك منصبه في فريق ما تراه في فترة وجيزة قد تعاقد مع فريق آخر دون دراسة موضوعية لقدرات المدرب ودون معرفة أسباب فشله ولاحرج لمجالس إدارات الأندية في الاتفاق مع مدرب فشل معهم في وقت سابق وكأن العملية تبديل مواقع فقط كلعبة الكراسي الموسيقية فإلى متى هذا السلوك الذي يزيد المشهد الفني لمباريات الدوري قتامة؟!

رابعا: لماذا اعتزل كامل الترامسي

فوجئ الوسط الرياضي قبل أيام من مباراة فريقه غزة الرياضي أمام خدمات رفح بنجم هجوم الرياضي كامل الترامسي بإعلانه اعتزال كرة القدم نهائيا وأنه لن يتراجع عن قراره رغم صغر سنه ورغم الحيوية والمهارة والسرعة التي يتمتع بها ورغم حاجة الفريق إليه في ظل البداية الصعبة لفريقه وعدم احراز أي فوز ، وبعد خسارة فريقه أمام شباب جباليا في الأسبوع الماضي اعتذر مدرب الفريق هاني المصدر عن اكمال المهمة لتواضع النتائج وكان المصدر يعتمد على الترامسي كثيرا ويشركه أساسيا وعندما تعاقدت إدارة غزة الرياضي مع المدرب الجديد القديم عماد هاشم قرر أن يكون الترامسي احتياطيا ويحتفظ به كورقة رابحة عند الحاجة فنزل الخبر على نجم هجوم الرياضي كالصاعقة ورفض هذا الأمر وامتنع عن التدريبات وأعلن قراره بالاعتزال الذى لا رجعة عنه وهو بكل تأكيد قرار خاطئ ومتسرع ويجب العودة عنه فورا لأن المستقبل أمامه كبير ورؤية المدرب يجب أن تحترم وعلى العقلاء التدخل لحل المشكلة فورا لأن الفريق بحاجة ماسة له سواء أساسيا أو احتياطيا .

خامسا :  المزين : خلافات اللاعبين أهدرت الفوز

الجاهزية البدنية والحضور الذهني والصحة التامة والانسجام مع زملائه هي عوامل مهمة للاعب لكي يطبق خطة المدرب ويساهم الأداء الجيد للفريق ومن ثم تحقيق النتائج المرجوة ولكن هناك عوامل أهم من تلك العوامل الفنية وهب العوامل الأخلاقية كالتصالح مع الذات واحترام الزميل وتقدير المنافس والعمل بروح الجماعة والتفاهم أثناء المباراة ولكن نشاهد من حين لآخر بعض المناظر المشينة بين اللاعبين الزملاء اثناء المباراة كما حدث في مباراة غزة الرياضي وخدمات رفح والتي انتهت بالتعادل 1/1 ومع نهاية الشوط الأول والخدمات متقدم بهدف حدث خلاف وشجار بين اللاعبين أنس الشخريت ومحمد القاضي ولولا تدخل الزملاء وأعضاء الجهاز الفني لكان الأمر أكبر من ذلك ورغم حالة التصالح التي أظهرها اللاعبان قبل انطلاقة الشوط الثاني إلا أن أداء الفريق اختلف وتراجع حتى تلقى هدف التعادل وهذا ما عبر عنه مدرب الفريق محمود المزين عندما قال : أن سبب هذا التعادل هو حالة التعادي بين اللاعبين والاستهتار والتعالي على الكرة وهذا كلام مهم وخطير بين أبناء الفريق الواحد وعلى إدارة الفريق تدارك الأمور قبل استفحالها ، وهذا الأمر سبق وشاهدناه أثناء مباراة الشاطئ واتحاد خانيونس في الأسبوع الماضي بين لاعبين من الشاطئ وكان الفريق متقدم حينها بهدف وفي النهاية خسر المباراة .