لا تتوفر نتائج هذه اللحظة

الكيلاني: الحكم يصنع اسمه بنفسه والتحكيم واجب على من يجد بنفسه الكفاءة


طولكرم - الرياضية- عدي جعار وورد رداد


 يتكرّر المشهد في كثير من مباريات كرة القدم على الملاعب الفلسطينية في أن يكون "حكم اللقاء" أو حكّامها الأربعة غصناً هشّاً تتكّئ عليه بقية عناصر اللعبة لتبرير أخطائها أو تقصيرها خلال دقائق اللعبة.

ومن هذا المنطق "الأعوج" في كثير من الأحيان، نرتئي بأنه علينا كإعلام رياضي أن ننصف هذه الفئة. الفئة المحايدة قبل المباراة، والمتهّمة بكثير من الأوصاف بعدها، وأن نعرّف الجمهور الرياضي بها أكثر أيضاً.

في هذه الزاوية نفتح باب الحوار مع حكام كرة قدم فلسطينيين للتعرف عليهم عن قرب، وللإطلاع على الصعوبات التي يواجهونها في سبيل إيصال رسالة مهنتهم وإتقانها، وما هي أحلاهم وآمالهم.


الحكم الفلسطيني إسحاق الكيلاني، ابن مدينة جنين، توجه إلى التحكيم بحب وشغف حتى بات بالنسبة له لا يعدو عن كونه مجال أو مهنة، وإنما واجب على كل شخص يجد في نفسه الكفاءة أن يتوجه لأداء هذه الرسالة، حتى يسهم في إكمال أضلاع هذه اللعبة،  بقوله "التحكيم في فلسطين ليست مهنة، بل هي واجب لأن التحكيم عنصر هام من عناصر اللعبة، فعلى كل شخص قادر على أداء هذا الواجب أن يتجه لهذا المجال." ويتابع " لم نرتقِ بعد لمستوى العالمية، ولكن بالمقابل تمت الخطوة الأولى بنجاح."

واقع التحكيم في الملاعب الفلسطينية

يقول الكيلاني "واقع التحكيم في فلسطين بحمد الله بخير وهناك حكام مميزين موجودين على الساحة أثبتوا جدارتهم في قيادة مباريات مهمة وأتمنى لهم مزيداً من التفوق." ويواصل "الرياضة بشكل عام مليئة بالمتاعب والصعوبات، ونحن كحكام جزء من هذه الرياضة، فعلينا تحمل الصعاب، وعلينا أن نستمر كي نطور هذه اللعبة."


النظرة الاجتماعية، ما بين الناس والأهل !


يرى  ابن مدينة جنين أن السلبية لم تعد موجودة بين الناس في النظر إلى الحكم، والاحترام هو أساس هذه العلاقة، شريطة أن يكون الحكم على قدر من المسؤولية للوصول بالمباراة إلى بر الأمان، يتابع " نظرة الناس إلى التحكيم نظرة احترام متبادل، خاصة إذا ما كان الحكم على قدر من المسؤولية لقيادة المباراة."
وأضاف فيما يخص الأهل "بالنسبة للأهالي فخشيتهم على أبنائهم لم تعد موجودة، على العكس تماماً، فالتشجيع والحث على التقدم هو الحاصل."

الجماهير !
الحلقة الأبرز في هذا العقد
يرى الكيلاني أن الجماهير باتت أكثر وعياً وتفهماً لمستجدات هذه اللعبة، وأصبحت تعي الدور الكبير الذي يقوم به الحكام في سبيل إنجاح هذه اللعبة.
ويتابع "على الرغم من أن المدرجات لا تخلو من بعض المتعصبين، إلا أن الجماهير الفلسطينية بشكل عام مثقفة رياضياً وهي في تطور مستمر لمواكبة متطلبات هذه اللعبة." 

إن وُجِدَ الشغب، ماذا عن إدارات الأندية ؟

يؤكد الحكم الجنيني الدور الهام لإدارات الأندية في مكافحة شغب الملاعب والحد منه، إذ يؤكد " إدارات الأندية لها دور هام في الحد من شغب الملاعب، وهي بشكل عام ضد أي شغب يحدث، لذلك نرى أن العلاقة بيننا وبين الإدارات علاقة طيبة وهذا ينعكس على المدرجات."

ماذا عن الإتحاد ؟
يواصل الكيلاني "دور الإتحاد واضح وكبير في حماية الحكم، ولكن بكل تأكيد الأمر يعود للحكم ذاته، فمن يطور من نفسه ويقلل من أخطائه هو بذلك يصل إلى بر الأمان."

في المقابل، ما المطلوب من الحكم تجاه نفسه ؟!

يؤكد الكيلاني أن الحكم يقع على عاتقه مسؤوليات يجب أن يؤديها تجاه نفسه إن أراد أن يطور من نفسه ويصنع اسماً له في عالم التحكيم، ويتابع "أقول للجيل القادم أن احتراف التحكيم شيء رائع، ولكن على الحكم أن يطور نفسه دائماً، ليس فقط بدنياً وإنما بالقانون وفي اللغة الإنجليزية إذا ما أراد أن يكون ضمن حكام النخبة الآسيوية."

بالختام، فريقك المفضل؟ وموقف طريف حدث معك أثناء التحكيم؟

"فريقي المفضل من الأندية العالمية هو ريال مدريد"
أما موقف طريف حدث معي أثناء التحكيم فكان في مباراة بلاطة وجبل المكبر حدث خطأ يستوجب الإنذار فوضعت يدي على جيبي لأعطي اللاعب الكرت الأصفر، والحمد لله ما لقيته، ناسيه بغرفة التحكيم."

إسحاق الكيلاني، الحكم الجنيني، كان ضيفنا الثالث في هذه السلسة التي ستتواصل بمشية الله، وستشمل عدداً من الحكام من أصحاب الباع الطويل في الملاعب الفلسطينية.