المـهارة والموهـبة تمـيز صاحبها في الكتابة الإبداعية ..!!

خيري ابو زايد

(صحفي رياضي فلسطيني)

  • 1 مقال

كتب/ خيري أبو زايد:

من خلال هذه الكلمات البسيطة عبر هذا المقال الذي أضعه بين أيدي كافة الزملاء والمعنيين, أقول بداية لعلني أفـيد واستفيد من أي نقد ايجابي وبناء يزيدنا من منهل العلم والمعرفة, حيث تعلمنا من خبرات السنين أن الكتابة في الإعلام الرياضي هي صنعة وفن, وليس بمقدور أي شخص ممارسة هذا الدور الحيوي الإعلامي الكبير دونما اكتساب المهارة والخبرات مهما بلغ مبلغه من العلم.

على النقيض تماما ما نتابعه اليوم في بعض المواقع من سلق للأخبار بعبارة أو عبارتين تتذيلها عشرات الصور, وفي أحيان كثيرة العنوان ليس له علاقة بالمضمون, فقط يكون الغرض منه للفت الانتباه والإثارة لجلب اكبر عدد من المشاهدة, ليس هكذا الصحافة الرياضية التي تعلمناها, ونحاول أن نعلمها لمن يجد في نفسه الموهبة والكفاءة ليخلفنا جيل قادر على ممارسة هذا الدور وحمل الأمانة والرسالة الإعلامية المشرفة إلى حيث فضاءات التألق والإبداع.

والكتابة في الصحافة الرياضية كما هو معروف هي مهارة تنمو مع الشخص منذ الصغر, وهي وبالتالي موهبة من الخالق وتتطور هذه المهارة مع الممارسة والوقت شيئا فشيئا, وفي زمننا هذا تحديدا البعيد كل البعد عن المهنية ازداد عدد الممارسين لمهنة الصحافة والإعلام الرياضي أضعاف مضاعفة, وتكمن المشكلة الأساس رغم بعض المتميزين من خلال الشبكة العنكبوتية في عديد المواقع الرياضية ان البعض منهم اختزل مهنة الصحافة الرياضية في الكاميرا فقط وهنا الطامة الكبرى !!.

وبالتالي اختفت معها المهارة والصحافة الإبداعية التي تحمل في طياتها لغة التعبير بالتقرير والتحليل الفني, وإذا جاز لنا القول أن هذا الدور مازال يمارسه ويحافظ على رونقه وبريقه بعض الزملاء الإعلاميين خاصة في الصحف المحلية.

وتكمن أهمية فن الكتابة وفقا لجهابذة الصحافة والإعلام أنها تميز صاحبها دونما سواه, والكتابة هي شكل من أشكال المعرفة الإنسانية وصولا للكتابة الإبداعية, وللوصول إلى هذه الدرجة من الإبداع ينبغي للكاتب الصحفي امتلاك الموهبة والخبرة, ويكون واسع الاطلاع والمعرفة ومتنوع الثقافة عميق التأمل والتفكير وسرعة البديهة والذكاء, هذا كله إذا أردنا أن نسلك السبل الكفيلة التي من شأنها المحافظة على ارثنا الإعلامي المشرف, والذي كنا نمارسه بشكل طوعي في أحلك وأصعب الظروف وندرة الإمكانيات قياسا بالثورة التكنولوجية الحاصلة في وقتنا هذا.

لكن اليوم حدث ولا حرج بعد إن طغت المصالح الشخصية على كل شيء في حياتنا وابتعدنا عن حقيقة وحتمية وضع الرجل المناسب في المكان المناسب, فلا عجب ان نشاهد دخلاء كثر على واقع الصحافة والإعلام الرياضي مما ضرب شرف هذه المهنة في مقتل, وهذا احد أهم العيوب التي تجرح شموخ وكبرياء كل مكونات إعلامنا الرياضي دون حسيب ولا رقيب مع شديد الأسف والغصة التي تعتمل في القلب, وهنا بات من الضروري المراجعة الشافية والوافية لكل العاملين في هذا الحقل الإعلامي الواسع, على أن يتم تصنيفهم من جديد كل حسب إمكانياته وخبراته وموهبته التي يملكها, لان العدد الموجود في الوسط الرياضي من الإعلاميين فاق الوصف والخيال.