بهدوء

إلى التحدي الأكبر ..!!

أمجد الضابوس

(كاتب)

  • 1 مقال

كاتب

كان حلماً فخاطراً فاحتمالا، ثم أضحى حقيقةً لا خيالا.. وأخيراً، الفدائي في نهائيات كأس أمم آسيا، الحلم الأول الذي ظل يراود مشجعي المنتخب الفلسطيني، بعد الفوز ببرونزية دورة الألعاب العربية في عمان 1999.. الآن من حقنا أن نحلم أكثر، فكل شيء أصبح ممكناً بعدما وضع الفدائية أقدامهم على الطريق الصحيح، من خلال الفوز بلقب كأس التحدي، التي قادتنا إلى تحقيق الإنجاز الكبير.

وبالتأكيد، فإن مهمات الفدائي بعد كسب التحدي، ستغلف بتحديات أكبر، في كل مشاركاته المقبلة، وأولها الظهور المشرف في أستراليا 2015، ولمواجهة هذه التحديات بنجاح، ينبغي الحفاظ على كتيبة الفدائية الحالية، وتعزيزها بمن يستحق الانضمام، مع الاحتفاظ بجميع العوامل، التي أوصلت المنتخب إلى هذه المكانة المميزة بين كبار القارة الصفراء.

المرحلة المقبلة، تتطلب تجديد الثقة بالكابتن جمال محمود. فالرجل، وإن لم يحالفه النجاح في مهمات سابقة، إلا أنه في كل مناسبة، كان يثبت للجميع، أن مسار المنتخب في صعود، وكان يحمل مع تتالي المشاركات، بشريات خير، لمستقبل المنتخب الصاعد للمشاركة في كأس آسيا، لأول مرة في تاريخنا الكروي.

وفي نفس المسار، ينبغي إطلاق دوري المحترفين بالضفة، في موعد يتيح للاعبي المنتخب، الوصول إلى مراحل عالية من الجاهزية البدنية، قبل انطلاق البطولة القارية. فقد ثبت، أن الدوري عاد بالنفع الكبير على تركيبة الفدائي، الذي يعتمد بشكل أساسي، على لاعبي الأندية المحلية، وفي ذلك درس ثري، في كيفية صناعة الفريق القادر على تحقيق الأحلام، بعد أن جربنا في فترات سابقة، منتخبات عشوائية، حادت عن طريق النجاح.

أتمنى أن لا تأخذنا الأفراح، بالفوز بالتحدي والصعود لنهائيات كأس آسيا، إلى اعتبار ما تحقق، هو الإنجاز المعتبر الوحيد للمنتخب الفلسطيني، أو أن تاريخ الفدائي، بدأ من عند الفوز على الفلبين، فهذه النظرة، منافية للحقيقة، وفيها نكران لأصحاب الإنجاز الأول، المتمثل بالفوز بالميدالية البرونزية في الدورة العربية التاسعة في عمان 1999، والواجب أن نذكر صائب جندية وزياد الكرد، وبقية الفرقة الرائعة للمدرب الراحل عزمي نصار، كما نذكر الآن، رمزي صالح وأشرف نعمان وعبد الحميد أبو حبيب، وبقية أبناء المدرب جمال محمود.

سيطغى إنجاز الوصول إلى أمم آسيا على ما سواه، لكن التاريخ الفلسطيني، والمجد الفلسطيني، لم يبدأ من هنا، ولن ينتهي في بلاد الكنغر في العام 2015.