مشاركة فلسطين في كونغرس الاتحاد الدولي للصحافة الرياضية من الباب الى المحراب

القدس - كتب منتصر ادكيدك - وكالة بال سبورت: 

لم تكن هذه التجربة الاولى التي تشارك فيها فلسطين في اجتماعات الاتحاد الدولي للصحافة الرياضية في العقود الثلاثة الأخيرة من مؤتمر بكين في الصين العام ٢٠٠٨ ومشاركة فلسطين الاولى الى برشلونة والمشاركة الـ ١٧ للاتحاد الفلسطيني دون انقطاع عن هذا الحدث العالمي واعتلاء المنصة بكل فخر وايصال صوت فلسطين لأكثر من ٩٤ دولة داخل قاعة المؤتمر وبحضور ٢٠٠ اعلامي على الأقل والعديد من المشاركين الضيوف.

   هذه التجربة التي انطلقت من الصين مع الإعلامي الراحل "تيسير جابر" الذي شغل منصب رئيس رابطة الصحفيين الرياضيين لأعوام طويلة حاول من خلالها الحفاظ على الوجود الفلسطيني في كافة المنصات العربية والاسيوية واخرها الدولية لإيصال صوتنا للعالم، حاول مرارا ان يكون لفلسطين اسم وصوت ثابت بالاتحاد الاسيوي ونجح بذلك واليوم نحصد الإنجاز ونمضي، وكان لنا حضور دائم في الاتحاد العربي بكافة المشاركات والفعاليات والتي كان اهمها في السودان في العام ٢٠٠٧ والمشاركة في احتفالات الاتحاد الافريقي لكرة القدم بمرور ٥٠ عاما على التأسيس، كما وحاول ان يكون لنا بصمات في الاتحاد الدولي ولكن لم يسعفه الامر عندما فارق الحياة وانتقل الى الرفيق الأعلى في مثل هذه الأيام بالتحديد يوم ١٦/٤/٢٠١٠، بحضور جماهير كبير من الصحفيين الرياضيين والإعلاميين المحبين له ولدورة في نقل الرياضة الفلسطينية للعالم عبر موقعه كمراسل في فلسطين لقناة الجزيرة لأعوام طويلة.

  رحل تيسير جابر ولكنه ترك العديد من الزملاء الذين اداروا الدفة وواصلوا العمل من اجل الفكرة ليترأس الاتحاد من بعده العديد من الاخوة الاعلاميين ومنهم الاساتذة حسين عليان والإعلامي القدير محمد اللحام والزميل وائل الشيوخي لتصل اليوم للزميل المحاصر والمهجر أشرف مطر واخواننا في القطاع الحبيب من أعضاء اللجنة التحضيرية الذين كانوا حاضرين معنا في مؤتمر برشلونة في كل كلمة وتدخل وحدث.

من رابطة الى اتحاد اولمبي:
ان التحول الذي حدث في الاتحاد الفلسطيني للإعلام الرياضي كان تطورا يستحق التقدير والاهتمام كونه تحول لاتحاد رسمي داخل أروقة اللجنة الأولمبية الفلسطينية واصبح للرياضيين حاضنة حقيقية توفر لهم الموقع والتمويل للمشاركات الخارجية، هذا لم يكن موجودا وكنا ننتظر بفارغ الصبر دعوة من الاتحاد الدولي او الاسيوي تشمل تغطية نفقات السفر والاقامة، اليوم هذا الجسم بات له مرجعية بفضل رئيس اللجنة الأولمبية الفريق جبريل الرجوب الذي أصر ان يقوم بتشكيل هذا الجسم وتنظيمه ووضع نظام واضح له من خلال الإعلاميين واعتماده بهيئتهم العامة ليصبح جسما رسميا مؤسسا وله قواعد يمكن ان يتطور ويطور عمله من خلالها.

  أقول لكم ومن تجربتي السابقة ان ما حدث كان في صالحنا كإعلاميين رياضيين ويستحق الرجوب الشكر على ما قام به من تغيير، والسماح لهذا الجسم ان يكون اتحادا رسميا في اللجنة الأولمبية، ونحن اليوم نحتاج لجمع الصفوف وتنظيم العمل للمضي قدما لما يساندنا بالتطور وخدمة الزملاء الإعلاميين الرياضيين بشكل حقيقي قبل أي شي واي اسم واي تصنيف.

بطاقات الاتحاد الدولي
لقد قمت بالاجتماع مع الزملاء في الاتحاد الدولي لمتابعة البطاقات الخاصة بالإعلاميين الرياضيين ولمن تصدر هذه البطاقات وكيف تسير الأمور مع الاتحاد الدولي، والملاحظة ان البطاقات من سنوات لم تصدر للسواد الأعظم من الزملاء الإعلاميين الرياضيين، وصدرت للقليل فقط "أي لمن تمكن من التواصل مع الاتحاد بشكل فردي" ولم يكن لنا كلجنة اي دور بإصدار أي بطاقات للزملاء، وهنا يجب ان يكون لنا تحرك حقيقي لإصدارها وتعزيز وصولها ومجلة الاتحاد للزملاء كما الأيام الماضية.

  للعلم وللتأكيد وصل عدد البطاقات التي صدرت لفلسطين في بعض الأعوام حوالي ١٢٠ بطاقة كان اكثر من ٥٥ منها للزملاء الإعلاميين الرياضيين في القطاع الحبيب المحاصر.

مجلة الاتحاد الدولي:
غابت فلسطين عن صفحات مجلة الاتحاد الدولي مرارا وتكرارا، لم ترسل أي مواد لتغطية الوضع الرياضي العام في فلسطين لسنوات، بل لم ينشر أي من الاخبار حول الرياضة الفلسطينية، وما نشر كان قليلا جدا مقارنه بالأخبار اليومية التي كانت تنشر في مجلة الاتحاد الدورية التي تصل لكل العالم، وكان علم فلسطين يزينها بشكل دوري، ومقارنة بما كان ينشر أيضا على الصفحة الرئيسية للاتحاد الدولي من اخبار يومية واسبوعية.

   هنا نقول بانه يجب علينا كاتحاد اعلام رياضي فلسطيني ان نرسل الاخبار بشكل يومي للاتحاد الدولي لتبقى فلسطين وعلم فلسطين حاضرين دوليا، وهذا ما طالبت به روزلين مورس المحررة الرئيسية في موقع الاتحاد الدولي التي افتقدت المشاركات الفلسطينية في السنوات الأخيرة وكانت تقول دوما أرسلوا ما لديكم ليصل صوتكم للعالم.

  ولكن والاهم ان العدد الأخير الصادر عن الاتحاد الدولي وبالتحديد فرع اسيا تزين بتقرير خاص حول الانتهاكات الإسرائيلية على الإعلاميين والرياضة الغزية وقد نشر بصفحة كاملة داخل مجلة الاتحاد.

الاتحاد الاسيوي:
في هذه المرة كان داخل أروقة الاتحاد الاسيوي تواجدا حقيقيا لفلسطين بحضور ثابت ومتزن من خلال الزميل المبدع والمتمرس صفوان أبو شنب الذي يدير الدفة باقتدار وبعلم وبمعرفة وبخبرة من خلال عمله الرئيسي كمراسل في قناة بي إن سبورت في قطر وكمراسل يجول العالم وهو يعمل علي تغطية البطولات العالمية، الامر الذي يمكنه من التواصل مع مختلف الزملاء في اسيا والعالم من الإعلاميين الرياضيين بشكل سهل، كما ساعده ذلك على فتح العديد من العلاقات مع الإعلاميين الرياضيين وكان لهذا الامر دورا إيجابيا في تعزيز العلاقات وتعريف الحضور بتواجد فلسطين بالاجتماعات.

  وفي برشلونة كان لفلسطين تحرك خاص حيث تقدم الزميل صفوان أبو شنب بكلمة امام أعضاء الاتحادات الاسيوية، وبحضور أكثر من ٣٤ دولة شاركت داخل قاعة الاجتماعات، حيث أوضح الأوضاع الحالية في فلسطين وركز علي الوضع الإنساني الذي يعيشه الزملاء الإعلاميين الرياضيين في غزة، كما تحدث عن الزملاء الإعلاميين الرياضيين الثلاثة الذين ارتقوا شهداء في القطاع الحبيب وعن العديد من المنشآت والملاعب والمسابح والقاعات والصالات التي دمرها الاحتلال في الحرب الأخيرة.

   وكذلك كان لي كلمة اوضحت من خلالها أهمية اصدار بيان واضح يتحدث عن الأوضاع المأساوية التي يعيشها الزملاء في قطاع غزة ويساندهم ويدعم صمودهم وهذا ما تم الاتفاق عليه بموافقة أعضاء الهيئة العامة وطلب ارسال البيان من خلالنا لنشره واعتماده، حيث كان الزميل أبو شنب قد أرسل لهم البيان سابقا وسيتم المتابعة خلال الأيام القادمة لنشره من خلال الاتحاد الاسيوي.

   وكذلك كان في اجتماع الاتحاد الاسيوي العديد من الكلمات التي تمثلت بباكستان وإيران وعمان واليمن وقطر التي جميعها ساندت ودعمت فلسطين والموقف الفلسطيني وأكدت على أهمية دعم الزملاء في غره ماليا وماديا.

منصة الاتحاد الدولي:
في برشلونة ٢٠٢٤ كانت المرة الأولى التي نصل فيها كوفد فلسطيني الى منصة المؤتمر والحصول على وقتنا وعرضنا على شاشتين او بالأحرى واجهتين حقيقيتين لنستعرض شهداء حركتنا الرياضية والمنشآت والمرافق الرياضية التي دمرها الاتحاد بالكامل ولم يبقى لها لا حول ولا قوة، هذا الإنجاز لم يأت بسهولة بل بمحاولات مستمرة من خلال ارسال ايميل للاتحاد الدولي قبل المشاركة بشهر لطلب عرض فيلم حول انتهاكات الاحتلال في غزة بالتحديد، ومن بعدها تم تذكير الاتحاد الدولي بالطلب بإيميل اخر، وفور وصولنا قمنا بالتوجه لمكاتب الاتحاد الدولي في برشلونة بمكان الإقامة وتنظيم المؤتمر بطلب تقديم عرض وكلمة لفلسطين حول الانتهاكات، وعلي مدار أيام المؤتمر الأول والثاني حاولنا واجتمعنا مع رئيس الاتحاد لطلب العرض وبكل ثقة والحاح وصلنا للهدف وقدمنا العرض.

   لم يكن الامر سهلا لنا وعلينا وعليهم، ولكن اصرارنا وروحنا وتأكيدنا بأهمية الدور ونقل الحقيقة وللخروج بالفائدة لفلسطين من المشاركة كانت هي الايمان الحقيقي بالوصول والاعتلاء وتقديم العرض والحديث وايصال الصوت.
 
الاتحاد والمستقبل:
ان نجاح الاتحاد لا يتم الا من خلال الهيئة العامة الفاعلة والمتابعة والمهتمة والتي لها دور حقيقي في تصويب وتعديل ومتابعة الإجراءات والاعمال والمشاركات الداخلية والخارجية، ولهذا ولنجاح الاتحاد ودوره الحقيقي بما يخدم الزملاء يجب ان يتم حصر العضوية بمشاركة الجميع من الرعيل الأول "القدامى" والشباب قبل أي شيء، لتدمج الخبرات ويتم العمل بصوت متناغم وبإجراءات حقيقية تخدم وتطور وتوصل فلسطين لمستواها الحقيقي بين دول العالم والى منصات الاتحاد الدولي بشكل مستمر... "الدهن بالعتاقي" ونحن نبحث عنكم لتكونوا بالمقدمة.
  وهنا علينا ان نوحد الجهود، بل علينا ان نعود من الصفر لأصل الفكرة واهميتها لخدمة القضية والرسالة والهوية ومن بعدها خدمة الشخوص والاسماء والالقاب، علينا ان نعمل بجد ليشعر الإعلامي الرياضي ان له بيت ينتمي اليه ويعود اليه في السراء والضراء يسانده ويدعمه ويقدم له الخدمات داخل ارض الملعب وفي الصالات وبكافة المرافق الرياضية.

  علينا ان نفتح المجال للجميع ليشارك ويكتسب الخبرات، ليسافر ويكتشف العالم، ليمثل فلسطين ويتحدث عن تجربته الخاصة فلكل واحد منكم دور حقيقي فاعل متأصل بالعمل والتغيير والتضحية من اجل فلسطين.

  وعلينا ان نكون صادقين وجادين، ان الاتحادات السابقة والرابطة لم تقدم الكثير للزملاء، والفائدة والمشاركات الخارجية اقتصرت على فئة محددة والبقية لا يحصلون على الفرص ولا يقدم لهم الا القليل مما يصل للزملاء الذين هم بقرب صانعي القرار.

العمل للزملاء وليس لمجلس الإدارة:
ان نجاح الاتحاد الحالي وأي اتحاد قادم هو ما يقدمه من خدمات وفرص للزملاء الصحافيين الرياضيين في فلسطين كل فلسطين، نعلم بان الحرب اوقفت كل الفعاليات والأنشطة الرياضية الفلسطينية، وهذا الموقف المشرف الذي حسب ويحسب لرئيس اللجنة الأولمبية الفلسطينية ورئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة الفلسطيني الفريق جبريل الرجوب، ولكن يجب ان نعمل معا لما بعد الحرب وخلال الفترة الحالية استعدادا لتقديم ما هو أفضل للزملاء بعد حصر العضوية واجراء الانتخابات السليمة والنزيهة ليصل لإدارة الدفة من يستحق ولديه برنامج عمل واضح قوي وعلاقات عربية وجولية تخدم فلسطين.

استضافة اجتماع الاتحاد الدولي في فلسطين:
يجب العمل ما بعد انتهاء العدوان على تعزيز هذه الفكرة لأننا قادرين ولدينا الإمكانيات وفلسطين يوجد بها أماكن وامكانيات إعلامية ومواد تمكننا وبكل سهولة من استضافة الحدث، ويمكننا ان نجند الشركات الراعية والمؤسسات الرسمية المساندة واللجنة الأولمبية الفلسطينية الام ستكون دوما معنا وسندا لنا.

   المشاركون عددهم لن يتجاوز ٢٥٠ شخصا يمكن ان يحجز لهم فندقين في مدينة رام الله او بيت لحم او اريحا ان ننظم بالشتاء، وايام المؤتمر ثلاثة أيام على ابعد تصور، وينظم خلالها بعض الفعاليات والزيارات الجماعية التي توصل الفكرة والرسالة والصورة وتعطي كل واحد منهم المجال لإجراء التقارير والاخبار عما يراه بأم عينه من صعوبات وتحديات وعراقيل وانتهاكات.

   هي فكرة.. لا تطرح في هذه الأيام من الحرب وما بعد الحرب، ولكنها يجب ان تكون هي المستقبل القريب ما بعد الحرب وما بعد ترميم البيت الداخلي والعودة واعمار غزة وحلم الوحدة الذي سيتحقق بعون الله.

لا تخسروا الوحدة:
ختاما لا بد من كلمة للزميلات والزملاء: هي الدنيا لا تدوم لاحد، ان وحدنا الجهود وعملنا سويا من اجل جسم واحد قوي موحد خرجنا بالهدف، فهي لن تدوم لنا ولمن بعدنا ولو دامت لهم لما وصلت لنا اليوم... دعونا نوحد الجهود من اجل فلسطين وننسى ونتناسى كل ما يهدد هذه المصلحة المشتركة، فالمكاسب والمادية والمصالح لن تبقى طويلا وسيذكر كل واحد منا بمحاسنه وسوءاته...

   هي دعوة لحصر العضوية والعودة من جديد بنفس واحد وروح واحدة ما بعد انتهاء هذه الحرب النكراء واجراء انتخابات حقيقية تعيدنا جميعا للواجهة وتقدم لزملائنا ما يحتاجون بصدق لتطوير امكانياتهم وادواتهم وعملهم في هذا الميدان.