زاوية حادة

حكومة التوافق ومنتخب التحدي

د. حسام حرب

(كاتب مقال)

  • 1 مقال

كاتب مقال زاوية حادة

إذا كان التاسع من آذار هو عودة التاريخ والحق المسلوب للرياضة الفلسطينية باللعب على أرضها وبين جماهيرها، فإن الثلاثين من مايو هو يوم المجد الرياضي للكرة الفلسطينية، الذي توج بأول لقب للكرة الفلسطينية منذ تأسيسها أوائل القرن الماضي.

فهذا اليوم الذي عاش فيه الشعب الفلسطيني بكل أطيافه السياسية في الداخل والشتات فرحة انتظرها كثيراً ملتفين حول العلم الفلسطيني الذي ظل يرفرف عالياً خفاقاً وهذه الجماهير التي ظلت تتابع وتساند منتخبها في كل بطولة يشارك فيها إلى أن جاء النصر المنتظر بفرحة لن ينساها الشعب على مدار عقود طويلة.

فرحة فلسطينية خرجت من حجم المعاناة التي يعيشها أبناء فلسطين في السجون الإسرائيلية والذين يخوضون معركة الصبر والتحدي رافعين شعار "مي وملح" راسمين بصبرهم وبجوعهم حدود المكان والزمان للدولة الفلسطينية وضمن الخطوات الحثيثة نحو النصر والتحرير للقضية الفلسطينية التي أصبحت أقرب من أي وقت مضى.

فرحة فلسطينية تزامنت مع إعلان حكومة الوحدة الوطنية والتي طال انتظارها ولكنها جاءت في الوقت الذي يعيش فيه الفلسطيني ايام النصر الرياضي، ليكلل السياسي الفلسطيني هذه الفرحة بالتعالي عن المصالح الحزبية الضيقة والتفكير بالقضية الفلسطينية وبالمواطن الفلسطيني الذي عانى ويلات الانقسام البغيض الذي فرّق السلوك المجتمعي وزاد من البعد والجفاء، ولكن اليوم نطوي كل هذه الصفحات لنبدأ بخطوات حقيقيه نحو بناء الدولة الفلسطينية من خلال التوحد ونبذ الانقسام وإلى الأبد وليعيش الفلسطيني بحرية وكرامة وكبرياء رافعاً شعار النصر السياسي أولاً على المحتل الذي لطالما كان سعيداً بالانقسام والتشرذم الفلسطيني لأبناء الوطن الواحد، وشعار النصر الرياضي الذي أصبح العالم العربي والإسلامي والدولي يتغنى به لنثبت للعالم بأن الفلسطيني لن تكسره الأيام ولا السنين وأنه سيبقى صامداً مدافعا عن الأرض والعرض والقضية ما بقي فينا الزيت والزيتون.

فرحة فلسطينية تزامنت مع مرور ذكرى أليمة على قلوبنا وهي "النكبة الفلسطينية" التي هجرتنا من بلادنا لأكثر من 66 عاماً، ولكن لأنه الفلسطيني يصنع من الحزن فرحاً فلقد توج منتخبنا الفدائي الأولمبي بلقب بطولة فلسطين الدولية التي تحمل اسم "النكبة" ويكملها الفدائي الأول بالحصول على بطولة التحدي وبالتالي فإنني أطلق على هذا الشهر شهر الإنجازات، ومن هنا يحق لنا كفلسطينيين أن نفرح ونهلل ونغني وننشد السلام الوطني الفلسطيني في هذه الأيام الأجمل في حياتنا، وكل هذه الانجازات جاءت للقيادة الحكيمة للأخ اللواء جبريل الرجوب الذي نقل الرياضة الفلسطينية خطوات كبيرة نحو المجد الكروي.

وفي النهاية أتمنى أن تدوم أفراحنا بالنصر والتحرير وأن يسعدنا منتخبنا وأن يكون على الموعد في آسيا 2015... قادمون يا استراليا.

 

وللحديث بقية طالما في العمر بقية

hoss1983@gmail.com