لا تتوفر نتائج هذه اللحظة

مياتوفيتش: جعبة من الذكريات

 

الرياضية أون لاين - نقلا عن موقع الفيفا

صنعت صربيا التاريخ يوم السبت 20 يونيو/حزيران في نيوزيلندا. حيث تُوجت لأول مرّة كدولة مستقلة بكأس العالم تحت 20 سنة FIFA بعد فوزها المثير في المباراة النهائية على البرازيل في الشوطين الإضافيين (2-1).

وصرح حارس المرمى، بريدراج رايكوفيتش أن الفريق استلهم نجاحه إلى حدّ كبير من الإنجاز الذي حققه جيل ذهبي آخر كان قد فاز قبل 28 عاماً بكأس العالم تحت 20 سنة FIFA لتلك المنطقة. كانت الخريطة مختلفة أنذاك، حيث كان هناك بلد واحد اسمه يوغوسلافيا عوض الحدود الكثيرة الحالية. وقد علّق حارس المرمى عن ذلك قائلاً "كان ذلك الفريق استثنائياً وأعتقد أننا أثبتنا الآن أننا نحن أيضاً استثنائيون."

فقد كان يضمّ ذلك المنتخب كوكبة من المواهب التي لم يسبق لها مثيل في المنطقة: دافور سوكر وزفونيمير بوبان وبريدراج مياتوفيتش وغيرهم من اللاعبين الذين تألقوا في نهائيات كأس العالم تحت 20 سنة تشيلي 1987 FIFA قبل أن يتحولوا إلى نجوم كبار في الساحة الكروية الأوروبية في سنوات التسعينات.

ذكريات رائعة

لكلّ قصّة بداية. وكما حدث مع فريق صربيا الحالي، وصلت يوغوسلافيا إلى البطولة بثوب الضحية وبانتظارات بسيطة. وكذكرى أولى تتبادر إلى ذهن مياتوفيتش، البالغ الآن عمره 46 عاماً، يصف كيف تحول هو ورفاقه تدريجياً من لاعبين مغمورين إلى فريق لا يُقهر.

حيث تذكر المهاجم السّابق قائلاً "في المباراة الأولى واجهنا منتخب البلد المضيف أمام 65 ألف متفرّج في ملعب سانتياجو الوطني،" مضيفاً "لعبنا بشكل جيد للغاية وفزنا بالمباراة. هناك أدركنا أنه بإمكاننا تحقيق أشياء مهمّة. رفعنا المعنويات ووحدنا الصّفوف في إطار بيئة إيجابية حيث كنا مجموعة رائعة تعتمد على أسلوب لعب هجومي ممتع للجميع مع تسجيل الكثير من الأهداف."

وبعد الإنتصار على منتخب البلد المضيف، تغلّب شباب يوغوسلافيا على أستراليا وتوجو والبرازيل وجمهورية ألمانيا الديمقراطية قبل أن يفوزوا على جمهورية ألمانيا الإتحادية في نهائي مثير بركلات الترجيح. لم يُشارك مياتوفيتش في تلك المباراة، ولكنه يتذكر ذلك الفوز بحنين كبير "كان أول نجاح في مسيرتي. وكلنا نتذكره كذلك حتى يومنا هذا. فقد كنا مجموعة من اللاعبين الشباب الذين وحدنا صفوفنا وقدّمنا أداءاً رائعاً، وبعدها تحول الكثير منّا إلى لاعبين محترفين في أندية كبيرة في العالم."

كان لدينا كلّ ما هو ضروري لنكون أحد أفضل الفرق في العالم، ولكن الحرب غيّرت كلّ شيء. حيث لم تتمكن منتخبات البلقان من اللعب طوال أربع سنوات. وبين سنوات 1992 و1996، تمكنّا فقط من لعب مباريات ودية وفقدنا أربع سنوات كنا نُقدّم فيها مستوى كبير. 

بريدراج مياتوفيتش

تبخّر الحلم الكبير

كان يبدو أن طموح هؤلاء اللاعبين لا حدود له. وبدأ الجميع يتحدّث عن أسماء مياتوفيتش ودافور سوكر وروبرت بروزينيكي وروبرت يارني وغيرهم. وكثير منهم انتقلوا للعب في أندية أوروبية كبيرة. كانت يوغوسلافيا بأكملها تحلم بما يمكن أن يحققوه في المستقبل. ولكن بعد ذلك جاءت الحرب وتمّ تقسيم البلاد وتغير كلّ شيء.

وتحسّر اللاعب السّابق قائلاً "كان لدينا كلّ ما هو ضروري لنكون أحد أفضل الفرق في العالم، ولكن الحرب غيّرت كلّ شيء. حيث لم تتمكن منتخبات البلقان من اللعب طوال أربع سنوات. وبين سنوات 1992 و1996، تمكنّا فقط من لعب مباريات ودية وفقدنا أربع سنوات كنا نُقدّم فيها مستوى كبير."

ثم جاءت خيبة الأمل الكبيرة. فبعد أن تصدّر الفريق مجموعته في التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس الأمم الأوروبية 1992، وصلت يوغوسلافيا إلى البطولة المقامة في السويد كأحد أكبر المنتخبات المرشحة، ولكنه لا يمكن أبداً معرفة ما كان سيقدّمه الفريق في هذه البطولة.

وتذكر مياتوفيتش ذلك بحزن قائلاً "لقد كانت اللحظة الأصعب. انفجرت الحرب وحدثت مشاكل داخلية بسبب ذلك. كانت هناك توترات وضغوط وأفكار لا علاقة لها بكرة القدم. وفي الأخير، لم نشارك في البطولة وعدنا إلى الديار، كلّ واحد إلى مدينته، التي ستصبح بعد ذلك في دولة مختلفة."

وبالنسبة لمهاجم بارتيزان وفالنسيا وريال مدريد سابقاً، ليس عنده شك بأن ذلك المنتخب اليوغوسلافي متحداً كان سيحقق أشياء عظيمة في ذلك الوقت واليوم أيضاً. حيث أبرز قائلاً "للإشارة، في كأس العالم فرنسا 1998، وصلت كرواتيا إلى الدور نصف النهائي وتأهلت يوغوسلافيا إلى الدور الثاني. كان هناك لاعبين كبار. واليوم هناك أيضاً لاعبين ممتازين من صربيا والجبل الأسود وكرواتيا ضمن النخبة: دزيكو ويوفيتيتش وبيانيتش وسرنا ومودريتش وراكيتيتش... وغيرهم. إنهم سيُشكلون منتخباً  قوياً!"

ولكن التاريخ لا يمكن أن يتغير، ويجب على الذكريات أن تعود إلى جعبتها. حالياً، يحمل مياتوفيتش جنسية الجبل الأسود ويُساعد بلاده على تحقيق نجاحات كروية أكبر. حيث ختم حديثه قائلاً "نريد أن نشارك في كأس الأمم الأوروبية أو كأس العالم. الآن يقوم الإتحاد بعمل جيد بقيادة رئيسه، ديان سافيسيفيتش، الذي هو صديق كبير لي وأنا مرتبط جداً بهذه الجهود. التقينا كثيراً، وهو ما يجعلنا علاقة وثيقة، وتحدثنا عن احتياجات كرة القدم في بلادنا. سأكون دائماً حاضراً لتشجيع هذه الرياضة لأننا جميعاً نريد أن نرىالجبل الأسود في الأعالي."