لا تتوفر نتائج هذه اللحظة

الضفة.. مباريات على وقع المداهمات، والمختطفون في

المونديال في فلسطين ....غزة. غارة مع كل هدف.. وأهداف برائحة الصواريخ

المونديال في فلسطين

غزة.. غارة مع كل هدف.. وأهداف برائحة الصواريخ

الضفة.. مباريات على وقع المداهمات، والمختطفون في "المونديال"

العباسي: علينا أن نستثمر المونديال في إيصال معاناتنا إلى العالم

الطويل: الاحتلال له رغبة دائمة في تحويل حياتنا إلى جحيم

الدلو: عند وقوع القصف أترك المباريات مؤقتا وأتابع الأحداث

البنا: كنا ننتظر أجواءً أفضل مع المصالحة لمتابعة المونديال

 

الرياضية- مصطفى جبر

يعيش الفلسطينيون أجواء مونديال البرازيل على وقع التصعيد الإسرائيلي المتواصل، غزة تحت القصف والضفة على وقع المداهمات والاعتقالات واستهداف الشبان ضمن الخطة الإسرائيلية التي يسعى إليها لقمع كل مظاهر الحياة في أرضنا الحبيبة، وتعمد تعكير صفو الفلسطينيين في هذا الحدث الذي ينتظره كل "4" سنوات نظرا لعشقه الكبير لكرة القدم التي تعتبر متنفسا كبيرا في ظل الأوضاع الصعبة التي تعيشها المنطقة.

إنعكاس الأوضاع


الإعلامي الشاب محمد الدلو أكد حول هذا الموضوع أنه يتابع كأس العالم بالتزامن مع الأوضاع الأمنية الراهنة لا سيما وجوده في حي الشجاعية شرق مدينة غزة والذي يشهد حالة مستمرة ومتواصلة من التوتر بسبب القصف المتقطع على حدود المنطقة المتاخمة للشريط الحدودى، مشيرا إلى أن حالة التوتر تنعكس على مشاهدة المونديال.

وقال الدلو :" من ناحية شخصية أتابع مباريات كأس العالم عبر روابط الإنترنت البديلة لجهاز البث الخاص بالبطولة نظراً لغلاء سعره، حيث أقوم في لحظات التعرض للقصف بكتم صوت المعلق للمباراة ومتابعة الأخبار الميدانية ونشرها عبر صفحتى الخاصة عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" وأوازن ما بين متابعتي للمباراة ومتابعة الأخبار والتطورات الميدانية ".

عكس التوقعات

من ناحيته أشار المصور الرياضي هاني البنا أن الشعب الفلسطيني كان ينتظر أجواءً أفضل لمتابعة المونديال خاصة بعد الإعلان عن إتمام المصالحة، مؤكدا أن الأوضاع انعكست تماما وجاءت عكس ما توقعه الجميع.

ومما لا شك فيه أن الشعب الفلسطيني يعتبر من المتابعين بصورة كبيرة للرياضة المحلية والعالمية، فقد كان يتطلع إلى متابعة مونديال العالم بأفضل صورة لا سيما بعد اتمام المصالحة، لكن سرعان ما انعكست تلك الصورة والتي ألقت بظلالها على عامة الشعب خاصة المتابعين للشأن الرياضي مما أفقدهم المتعة الحقيقية لهذا الحدث العالمي.

توقيت منظم

وعن توقيت التصعيد الإسرائيلي قال البنا: " الاحتلال يسعى باستمرار للتنغيص على حياة الفلسطينيين وهو يعلم أن مناسبة المونديال لها طابع خاص لدى الشعب الفلسطيني وخاصة سكان قطاع غزة والذين يجدون في متابعة الرياضة وقتاً لنسيان همومهم المتراكمة، وأذكر أنه في السابع من شهر أكتوبر 2002 قامت قوات الاحتلال باقتحام مدينة خان يونس وارتكبت فيها مجزرة راح ضحيتها آنذاك سبعة عشر شهيدا في الوقت الذي كان يتابع فيه الناس مباراة ما بين الأهلي والزمالك ".

وأضاف البنا "26" عام  :" قبل انطلاق المونديال وضعت لنفسي جدولاً كي لا يفوتني شيء من البطولة، لكن بعد مرور ساعات من اليوم الأول للمونديال بدأ التصعيد الصهيوني على القطاع فأصبحت متابعاً للأحداث السياسية والرياضية، لكن المشكلة الأكبر التي أواجهها في مشاهدة المباريات ومتابعة الأخبار هي عدم انتظام الكهرباء ما يضطرني للمتابعة والمشاهدة في المقاهي وعند الأصدقاء ."

تغريدات "فيس بوك"

وعبر بعض المتابعين عن استغرابهم لهذا التوقيت من التصعيد والذي تكرر في السنوات الأخيرة في مثل هذه المناسبات، وقالت آمال الشريف عبر صفحتها عبر الفيس بوك:" ليش اسرائيل اعلنت عن خطف 3 مستوطنين بأول يوم بالمونديال وأنظار العالم كلها على البرازيل الآن ، ليش لغاية الآن فش ولا أي دليل ولا اي طرف خيط بقضية خطف المستوطنين مع أنه الأقمار الصناعية وطائرات الاستطلاع موجودة وبإمكانهم يحددو تفاصيل عملية الخطف، ليش نتنياهو طلع وأعلن انها فعلا عملية خطف وأكد لكل العالم أنها عملية خطف مع انه ولا جهة فلسطينية اعلنت مسؤوليتها لا من قريب ولا من بعيد".

ويعاني قطاع غزة من غارات شبه يومية تستهدف المصانع والأراضى الخالية وبعض الأهداف الوهمية التي تهدف فقط إلى توتير الأجواء في غزة وإرباك مواطنيها.

أزمات في الضفة

ولا يختلف الحال كثيرا في المحافظات الشمالية من الوطن ، الذي يعيش حالة مشابهة ومعقدة، فالمداهمات والاعتقالات لا تتوقف ليل نهار، ففلسطين كلها تتعرض لهجمة شرسة فى توقيت واحد وهو توقيت المونديال.

بداية الأزمة

وانقضت عشرة أيام، منذ نشر الأنباء عن خطف ثلاثة مستوطنين، ووصل عدد جنود الاحتلال المشاركين في عمليات المداهمات والاعتقالات واطلاق النار بحسب ضابط رفيع في جيش الاحتلال إلى 15 ألف جندي، وهو ما يكفي لقلب كل حجر بالخليل رأسا على عقب ، إذ تقول المعطيات التي نشرها جيش الاحتلال أنه تم اعتقال 400 مواطن منذ بداية الأحداث الاخيرة، ويدعي جيش الاحتلال أن جزءا صغيرا من المعتقلين تم اعتقالهم من أجل الحصول على معلومات استخبارية، ولكن غالبية المعتقلين سيتم استخدامهم كورقة تفاوض وعامل ضغط.

أجواء اعتيادية

ويرى ناصر العباسي المحلل الرياضي أن شعبنا اعتاد على ظروف الاعتقالات والإغلاق مشيرا إلى أن الظروف الصعبة لن تقف عقبة امام مشاهدة الفلسطينيين لكأس العالم.

ويعتقد العباسي أن العدو لا يميز بين اوقات المباريات وغيرها ، منوها إلى ان هذه العادات الإسرائيلية تعتبر امرا طبيعيا عند شعبنا الفلسطيني ، مطالبا الجميع بأن لا يغفل شعبنا للجانب الوطني بالموضوع ومن خلال المتابعة او نشاطات اخرى تخص المونديال والتي من الممكن ان تعكس صورة عن معاناتنا الشعبية وإيصالها للعالم أجمع بمساندة الاعلام.

ويضيف العباسي :" رغم أننا وبشغف ننتظر المونديال العالمي لعشقنا للساحرة المستديرة والاستمتاع بمتابعة لقاءات ووجبات كروية دسمة إلا ان هذه البطولة تأتي في ظل ظروف صعبة يعيشها شعبنا الفلسطيني في كافة محافظات الوطن الشمالية والجنوبية ومع ذلك اعتاد شعبنا على تلك الظروف من اعتقالات واجتياحات واغلاق للمدن وسقوط الجرحى والشهداء ولم يمنعنا ذلك من متابعة لقاءات المونديال كجزء من حياتنا المستمرة حتى يتحقق حلم اقامة دولتنا الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف".

تنغيص مستمر

من جانبه يتحدث ابراهيم الطويل رئيس اتحاد السباحة السابق أن التصعيد الإسرائيلي لا علاقة له بكأس العالم، مؤكدا أن العدو له الرغبة الدائمة في تحويل حياتنا إلى جحيم.

وحول متابعته للمونديال في ظل التصعيد في المحافظات الشمالية ، قال :"  أتابع بشكل عام المباريات ذات الأهمية القصوى , وخصوصاً عندما تلعب البرازيل وإيطاليا وهولندا ، لا أعتقد أن التصعيد الإسرائيلي له دخل بمتابعة كأس العالم ، الاحتلال يبغضنا ولن يتوانى عن تحويل حياتنا إلى جحيم ، ولكن ما دخل متابعتنا للمونديال بتنغيص الاحتلال ، يعني هل حياتنا طوال العام مستقرة وثابتة وفقط في فترة المونديال بدأ التنغيص، فالشهداء والأسرى يسقطون على مدار العام والاجتياحات متواصلة على الدوام ، فقبل فترة وجيزة تم اجتياح جنين وتصفية مناضيليها !!! ، واقتحامات الأقصى وهدم المنازل في القدس متواصل بشكل يومي ، حسب وجهة نظري المتواضعة بأن الاحتلال مستعد أن يدفع الغالي والنفيس لكي يلتهي شعبنا في الرياضة.

ويتابع الطويل "ممارسة الرياضة بشكل منتظم ومشاركاتنا الخارجية هو سيف ذو حدين ، فمن ناحية نحن نطور الرياضة ونخدم إسرائيل بشكل أكبر ونقدم لها هدية مجانية بظهورها أمام العالم بأنها دولة ديمقراطية توفر لنا كل سبل الراحة والتسهيلات لممارسة الرياضة ، وهذا موثق في معظم الصحف والمواقع العالمية ، ولكن للأسف الشديد يستغل البعض الممارسات ضد شعبنا بشكل عام ويحاول الاستفادة منها رياضياً ، مع العلم بأن "إسرائيل" يهمها فقط شيء واحد هو أمنها وأمانها ، فلا الفيفا ولا الاتحاد "الإسرائيلي" لكرة القدم ولا نتنياهو يستطيع أن يحرك ساكناً بكل شيء يعترض أمنها".

 وهكذا يعيش شعبنا هذه الظروف العصيبة عكس باقي شعوب العالم التي تستغل فترة المونديال للترويح عن نفسها ومتابعة فرقها المفضلة، إلا ان قدر الشعب الفلسطيني أن يتابع كأس العالم وسط حالة من القصف والاعتقالات والمداهمات والاجتياحات، وهو ما تكرر مع كل مونديال، والذي أصبح قدومه يشكل فرصة للاحتلال من أجل التضييق على أبناء شعبنا.