وادي النيص ينفجر على آسيا

خليل جاد الله

(كاتب)

  • 1 مقال

 

قليلُ من أمل. صارت به أقدام لاعبي وادي النيص حريراً، وجباهُهم لا تفارق أرض الملاعب سجوداَ واحتفالاً، وسُميّ بعد ثلاثين عاما من التأسيس بـ"ملك البطولات" الفلسطينية. وبكثير من شغف، سينفجر "الوادي" اليوم على آسيا ليصبّ بمساحة 40 مليون متر مربع، بعد أن بدأها بمساحة لا تزيد عن مئة متر، في إحدى "حواكير" القرية الترابية.
ليس "ألعب" فريق في العالم. على الإطلاق كلّا، ولكن اليوم هو أجملها، وأحلاها، وأبسطها، وأصفاها "نيّةً" وحُلماً لدى الفلسطينيين. فالهدف الذي رصده الأب المؤسس يوماً لم يكن أكثر من "إشهار" القرية عبر كرة القدم محلياً كقرية فيها شباب يحبّون اللعب وينافسون به أبناء المُدن، أما اليوم فأصبح الفريق إبن القرية سفير فلسطين ومصدر فخرها.
واليوم أيضاً صار لزاماً على أبناء عائلة أبو حمّاد أن يكونوا أكثر "اعتزازاً" بأنفسهم بعد أن باتت أسطورتهم "قصّة واقعية" تُحكى دون خوف أو وجل، واسمهم رمزاً ليس له مثيل. فنالوا ألقاباً عديدة من بينها "العائلة السعيدة"، للدلالة على أكثر من يميّز الفريق، بـ 6 أشقاء بين الدفاع والهجوم وأبناء عمومة وخالة بين الوسط وحراسة المرمى، ثم أحفاد على مقاعد البدلاء، يدخلون ملعب اللقاء، فيسجلّوا الأهداف ويحتفلون مع آباءهم "مدربين" وإداريين على الخط.
يواجه ترجي وادي النيص اختباراً تاريخياً الثلاثاء، أمام ضيفه الجزيرة الأردني في افتتاح مباريات الفريقين ضمن المجموعة الثانية من بطولة كأس الاتحاد الآسيوي للأندية. ليكون بذلك أول فريق فلسطيني يشارك في هذه البطولة، وأول خصم يواجهه الجزيرة بالبطولة، إذ يخوض الضيف الأردني أولى مبارياته بآسيا تاريخياً أيضا.
نجح الواد دون شكّ في صناعة اسطورته محلياً فتُوّج بلقب الدوري مرتان، وبالكأس ثلاثة، وحان موعد "انفجار" الواد الآن على ثاني أغلى البطولات الآسيوية على مستوى الأندية.
العوامل التي جعلت الواد ينجح محلياً لا زالت قائمة. الروح القتالية والانتماء لزيّ الفريق واسمه، وللعلم على يسار الصدر أيضاً، ولتربة ملعب الشهيد فيصل الحسيني، نقاط في صالح الواد.
يُضاف إليها إلى "طول أمل" توفيق علي وقامته، ومهارة خضر أبو حماد وزيدان وخربط، وصلابة أبو خميس، وتسديدات حازم عبد الله، وانسجام الفريق ومدربه عرار. عواملُ قائمةٌ بامتياز أيضاً.
لقد كبرت الأهداف يا "أبو حماد". وحتماً إن بدأنا البطولة بانتصار فإن مقدمة الكلام القادمة ستكون "صار الأولاد رجالاً، وصارت فلسطين أكثر اتساعاً، وأصبحت "واد النيص" رمزاً. وبعد اليوم لن يكون لقبه ملك البطولات، بل هو (الآسيوي)".