فلسطين فى قلب الحدث

المدرب عاطف نصير

(مدرب فلسطيني مقيم في المانيا)

  • 1 مقال

انطلقت مباريات البطولة الآسيوية فى بلاد الكنغر الأسترالي وبدات المسابقة تبوح باسرارها التى

انتظرها عشاق كرة القدم فى القارة الصفراء فبعد حرب الشعارات من مواقع الاستجمام و المعسكرات

التدريبية التى استمرت لفترة طويلة ما بين متفائل بانتاج وفير سيحصده هذا الفريق او ذاك بناء على

تصريحات المدربين المستقدمين الذين يحسنون صياغة العبارات وتبرير الهزائم ولا زالوا يسوقون

الأوهام ويتلاعبون بمشاعر الجماهير حتى بعد ان خرجت فرقهم خالية الوفاض وتناسوا ان المبالغ التى

دفعت لهم من اجل المنافسة الحقيقية على البطولة وليس لعب خمس دقائق جميلة او جملة تكتيكية تحرك

اهات الجماهير المتعطشة للانتصارات , لقد نسى هؤلاء انها توفرت لهم كافة الإمكانات المادية

والمالية على وجه التحديد ووضعت تحت تصرفاتهم امكانية اختيار افضل العناصر واقدرها على

تمثيل البلد خير تمثيل ليكونوا سفراء له ينقلوا للعالم الذى يتابع البطولة الأغلى فى اسيا تطور هذا البلد

كرويا .

تلتقى فى هذا المحفل الآسيوي الكبير فرق كروية تعبر عن التطور الكروى الحاصل على الخارطة

الآسيوية ولكنها تحمل فى نفس الوقت العديد من المعانى والرسائل .... فوجود المنتخب الفلسطينى فى

هذا المحفل الآسيوي الكبير يعكس مدى ارادة شعب باكمله فى العيش بحرية وكرامة ويدافع عن وجوده

على كافة الاتجاهات السياسية والرياضية على وجه الخصوص ويظهر للعالم ان هناك شعب يستحق

الحياة وان المنظومة الكروية الفلسطينية وعلى راسها السيد جبريل الرجوب رئيس الاتحاد الفلسطينى

لكرة القدم استطاعت رغم قلة الإمكانيات المادية ان تنقل الكرة الفلسطينية الى اكبر محفل اسيوى على

الاطلاق رغم عراقيل الاحتلال وحواجزه وسياساته الهادفة الى تدمير الرياضة الفلسطينية الا ان اللواء

الرجوب استطاع بحنكته ان يقود هذه المنظومة لتحقيق انجاز تاريخى بوجود المنتخب فى نهائيات اسيا

المقامة فى استراليا وينقل صورة مشرفة رغم تواضع الإمكانيات عن الواقع المرير التى تعيشه كرة

القدم الفلسطينية فى ظل هذا الاحتلال البغيض .

ظهور المنتخب الفلسطينى بهذه الصورة امام الكمبيوتر اليابانى بطل اسيا واقوى الفرق المرشحة لنيل

اللقب يعتبر خطوة فى الاتجاه الصحيح فال نبرر الهزيمة ابدا لكن التماسك الذى اظهره اللاعبين والإرادة

التى اظهروها رغم معرفتهم بفارق الإمكانيات لصالح المنافس ينبئ بان الكرة الفلسطينية سيكون لها

شكل مغاير فى قادم المباريات ولا استبعد ابدا ان يحقق المنتخب الفلسطينى الفوز فى مباراته القادمة امام

المنتخب الأردني الشقيق الذى ظهرت عليه عالمات استفهام كثيرة فى ظل غياب الروح التى كان يتمتع

بها فريق النشامى فمنذ تسلم المدير الفنى الإنجليزي لمهامه على راس القيادة الفنية للنشامى واداء الفريق

لم يقنع الكثيرين من عشاق ومتابعى الكرة الأردنية ورغم تأخر الفريق فى مباراته امام العراق ظهر

الفريق بلا انياب وغابت الروح القتالية والاهم من ذلك غياب الانسجام عن اللاعبين فهذا ليس هو الفريق

الذى كانت تفصله امتار قليلة عن مونديال البرازيل وليس الفريق الذى كان يقاتل حتى اخر صافرة فى

المباراة ولكن تبقى كرة القدم رغم متعتها وجاذبيتها والتحليل الكثير بعيدة عن التوقعات وتحمل فى

طياتها الكثير من المفاجات فلمن سيبتسم الحظ هذا ما ستبوح به اسرار مباراة الفريقين الشقيقين فى قادم

الأيام ..............مهما كانت النتيجة سنبقى فخورين بوصولنا لهذا العرس الآسيوي وسنعمل على

تطوير امكانياتنا لنكون ضيفا دائما فى هذا الحفل الدولى الكبير ...