«معجزة» أرسنال في دوري الأبطال؟!!… مجرد خيبة كان لا داعي لها!

خلدون الشيخ

(كاتب وصحفي رياضي)

  • 1 مقال

بقلم/ خلدون الشيخ

ينتظر عشاق كرة القدم الأوروبية يوم غد الاثنين على أحر من الجمر، لمعرفة مع من ستتبارى فرقهم في قرعة دور الـ16 لدوري أبطال أوروبا، ليتم بعدها رسم بعض الاحلام والتخيلات لامكانية الفوز باللقب الأكبر في عالم الأندية.

أبرز نتائج الجولة الاخيرة، جاءت في أثينا، عندما نجح أرسنال في تحقيق المستحيل، رغم أن غالبية عشاقه كانت على قناعة ان فريقها سيفوز لكن ليس بما يكفي، وربما 2/1، وهي نتيجة تكفي لتأهل أولمبياكوس اليوناني، الذي لم يخسر أبداً على أرضه أمام أي فريق انكليزي في تاريخ مشاركاته الاوروبية، ومن أسباب التشاؤم بين أنصار «الغانرز» أيضاً، أن الماضي الحديث للفريق يشير الى مثل خيبات عدة، على غرار ما حدث في النسخة الماضية عندما خسر 1/3 على أرضه أمام موناكو، بعدما اعتبر نفسه محظوظاً لمواجهته وتفادي العمالقة في دور الـ16، وطبعاً في الاياب فاز أرسنال 2/0، وهي نتيجة غير كافية، مثلما كانت الحال في السنوات الاخيرة، عندما تعرض لهزائم ثقيلة في ذهاب دور الـ16 (مع البايرن وميلان وبرشلونة) ثم يحقق فوزاً رائعاً لكنه غير كاف لتأهله.

ورغم النظرة السائدة باعتبار ارسنال، أضعف الفرق الانكليزية التي تشارك في كل موسم في دوري الأبطال، خصوصاً في السنوات الست الاخيرة، الا ان الواقع يقول أنه الفريق الانكليزي الوحيد الذي نجح في التأهل من دور المجموعات في كل المواسم الـ16 الاخيرة التي شارك فيها، بل هو الوحيد بين عمالقة البريميرليغ الذي واصل التأهل من دون انقطاع، وهو ما فشل فيه عمالقة وأبطال للتشامبيونزليغ خلال العقد الأخير، أمثال ليفربول وتشلسي ومانشستر يونايتد.

ومن أهم أسباب التشاؤم التي أصابت مشجعي النادي اللندني، الكم الهائل من الاصابات التي عصفت بنجومه، فغاب خلال الاسبوعين الاخيرين نجماه التشيلي أليكسيس سانشيز والاسباني سانتي كازورلا، لينضما الى جاك ويلشير وتوماس روزيسكي وميكيل أرتيتا وفرانسيس كوكلين وداني ويلبيك، وكان سبقهم الى غرفة العلاج آرون رامزي وثيو والكوت وأليكس تشامبرلين، ليرفعوا عدد اصابات لاعبي أرسنال خلال العقد الاخير الى رقم قياسي بلغ 823 حالة اصابة، ومنها حالات اصابة متكررة للاعب نفسه خلال الموسم الواحد، ما قاد الى التشكيك في أسلوب تدريب الفرنسي آرسين فينغر، الذي رفض دائماً توجيه الاتهامات اليه او الى جهازه الطبي، رغم أن عدداً من نجوم أرسنال المعتزلين، أمثال بول ميرسون، اعترف في احد التصريحات القديمة، ان فينغر كان يجبر اللاعبين على تعاطي «منشطات قانونية» تساعد الجسم على تحمل المشاق، لكن بالتأكيد لها تأثيرات جانبية سلبية، قد تنهك الجسم على المدى البعيد، حتى أثار البعض حقيقة انهم لم يروا أبداً الجناح السريع ثيو والكوت يكمل موسماً كاملاً من دون اصابات منذ انضمامه الى أرسنال في يناير 2006 من ساوثهامبتون.

قد تكون النتيجة التي حققها أرسنال في اثينا رائعة وخيالية، بل «كان العرض متكاملا» بحسب قول فينغر، حتى ان البعض شبهها بـ»المعجزة»، لكن هل يعقل ان فوزاً على فريق عادي وأقل من وسطي، يثير كل هذا الفرح؟ الأكيد لا، لأن فقط الصحافة والاعلام اعتبروا ان الفوز كان ملهباً للاحاسيس، وانه أفضل عرض أوروبي لأرسنال منذ سنوات طويلة، علماً أن أنصار أرسنال في لندن، لم ينجرفوا خلف هذا التيار من الاشادات خلال مداخلاتهم في البرامج الرياضية، بل اعتبروا، وغالبيتهم من أنصار فكرة رحيل فينغر واستبداله، أن سوء تفكير فينغر، وقراراته الخاطئة هي التي وضعت الفريق في هذا المأزق من الاساس، عندما خسر أول مباراتين بغرابة شديدة 1-2 أمام المغمور دينامو زغرب وأمام أولمبياكوس على أرضه في ملعب «الامارات» 2-3، خصوصاً عندما أصر على اشراك الحارس الاحتياطي ديفيد أوسبينا، مفضلاًَ اياه على الحارس الاساسي المتألق بيتر تشيك، الذي ضمه فينغر أصلاً ليحل أزمة عانى منها الفريق سنوات طويلة.

في النهاية، لو أخفق أرسنال في تحقيق النتيجة المرادة أمام أولمبياكوس، فان وضعه كان سيكون صعباً في منافسته على اللقب المحلي، كونه سيتأهل الى المشاركة في مسابقة الدوري الاوروبي المبغوضة، وهو أمر لن يستوعبه أنصار أرسنال الا عندما يشاهدون ماذا سيحصل مع مانشستر يونايتد في الربيع المقبل.