الأندية مصنع القاعدة

حسن المستكاوي

(صحفي رياضي مصري)

  • 1 مقال

كاتب صحفي رياضي

•• لن تعود الرياضة إلى المدارس، لأن المدارس لم تعد هى نفس المدارس التى كانت قبل نصف قرن. فلا توجد ملاعب ولا توجد مساحات ولا توجد ساحات.. وإذا كنتم تعرفون الرياضة وعودتها إلى المدارس بأنها «حصة الألعاب».. فتلك ليست الرياضة. ولكنها ألف باء الرياضة.. أو هى مجرد فتح شهية للتلميذ كى يمارس الرياضة ويتعرف عليها.. إذن ما يمكن أن يعود فقط هو نشر ثقافة الرياضة بين التلاميذ، أما الممارسة الحقيقية فلابد لها من مواقع جديدة. قد تكون مراكز الشباب المتطورة. وقد تكون ساحات أو مراكز أكبر تنشئها الدولة فى مدن ومناطق وتكون نواة لممارسة تلاميذ مجموعة من المدارس للرياضة الحقيقية وليس حصة الالعاب.

•• دعونا نتعرف على الممارسة.. ما هى؟

•• سنأخذ كرة القدم مثالا باعتبارها أم اللعبات المصرية.. تقول إحصائية الفيفا إنه ما بين كل 25 شخصا فى العالم يوجد شخص واحد يلعب كرة القدم مع ملاحظة أن عدد الذين يمارسون اللعبات الأخرى فى العالم يبلغ 127 مليونا فقط. ومن العجيب أن الولايات المتحدة التى تعد فيها اللعبة جديدة هناك 18 مليون لاعب وفى المرتبة الثانية تأتى إندونيسيا 7,4 مليون لاعب ثم المكسيك 7,2 مليون لاعب وفى ألمانيا 6,3 مليون لاعب وفى إنجلترا 2,5 مليون لاعب . وذكرت إحصائية للفيفا أن هناك 30 مليون امرأة تمارس اللعبة وأن هناك 1,5 مليون فريق و200 ألف ناد وأن عدد الحكام ومساعديهم والمدربين 5 ملايين.

•• ترى ما هى أرقامنا؟

•• لا يزيد عدد اللاعبين المسجلين فى مصر على 50 ألف لاعب بينما نجد الرقم أكبر فى السعودية حيث يصل إلى 118 ألف لاعب ونسبة الممارسين فى مصر تقل عن 1% من عدد السكان وهى فى السعودية 6% بالمقارنة لعدد السكان، بينما نجد اليابان التى تمارس اللعبة حديثا يصل فيها عدد الممارسين إلى 3,5 مليون لاعب بنسبة 2,8 % من عدد السكان.

•• الأرقام فى اللعبات الأخرى تكشف عورة الممارسة الرياضية المصرية، ففى أمريكا 20 مليون لاعب تنس. وفى ألمانيا أكثر من 15 مليون سباح مسجلين رسميا بينما العدد لا يزيد على بضعة آلاف فى مصر.

•• لن يكون هناك أبطال بدون قاعدة تصنع الممارسين.. وهذه القاعدة حاليا أصبحت الأندية. فقد اهتمت الأسرة بالرياضة. وانتشرت مدارس الألعاب فى كل الأندية، وفى الإجازات الصيفية تزدحم الملاعب وأحواض السباحة بالصغار الذين يبدأون التعلم أو يتدربون.. وتصل الأرقام إلى خمسة آلاف طفل وشاب فى مدرسة سباحة واحدة، ولأن الأعداد كبيرة وضخمة تفوق قدرة منشآت الأندية والمدربين، ولدت ظاهرة مشوهة وهى الدروس الخصوصية حتى فى الرياضة، وزادت بذلك الأعباء المالية على الأسرة المصرية.

•• صناعة الأبطال مسئولية الاتحادات، وهى مسئولية فنية ومالية، خاصة أن هناك مدارس عالمية مختلفة لصناعة البطل الأوليمبى أو العالمى، ومنها مدرسة الولايات المتحدة التى تفرز مدارسها وجامعاتها الأبطال تلقائيا، ومدرسة الصين وأوروبا الشرقية التى تصنع الأبطال فى معسكرات تدريب. ومدرسة كوبا أو جامايكا التى تركز على لعبة يتفوق فيها رياضيوها بالجينات ثم بالتدريب فى أحسن مراكز التدريب العالمية فى الدول المتقدمة.. وهنا سنجد أنفسنا أمام معضلة المستوى الفنى لأعضاء الاتحادات ومدى مواكبتهم للتطور المستمر فى لعبتهم.

•• لكن هل يسمح القانون الجديد بانتشار الأندية؟

•• سؤال آخر يستحق الإجابة.