"فادي عماد مقداد".. ذاك الشبلُ صغيراً،، صار أسداً جسوراً!!

الرياضية اون لاين : كتب-سمير كنعان
كتبنا قبل سنوات بسيطة في 2013م، عن طفل واعد له مستقبل كبير، في لعبة الشطرنج على مستوى القطاع وفلسطين كلها، بل وربما القارة ولمَ لا؟!
(فادي) هو نجل المهندس "عماد مقداد" أبرز أسماء الشطرنج في القطاع، من مواليد 23/09/1999م، كان بعمر 14 عاماً حين تُوّج بأول لقب له في بطولة تنشيطية استضافها النادي الأهلي الفلسطيني عام 2013م، في ظل غياب كبار اللاعبين وقتها، لكن ذلك لم يمنعنا من الاعتراف بولادة نجم سيكون له شأن في القريب العاجل!.
وجاء القريب العاجل سريعاً ليكون أحد لاعبي نخبة قطاع غزة المشاركين في بطولة فلسطين 2016م في مخيم اليامون بمحافظة جنين، ليصارع أكبر لاعبي فلسطين وقتها، وفجر المفاجأة بالإطاحة المتوالية لكل منافسيه حتى الجولة الأخيرة التي كاد يخطف بها لقب بطولة فلسطين لكن قلة الخبرة وهو بعمر 16 ربيعاً جعلته يخسرها ويحتل المركز الثالث، الذي يُعتبر إنجازاً منقطع النظير، استحق به الإشادة، بل والريادة، لأنه بهذا المستوى حاز على تصنيف رسمي من الاتحاد الدولي للشطرنج، ليكون أصغر لاعب مصنف في تاريخ البلاد، بل وهو الأعلى تصنيفاً في القطاع برصيد 1990نقطة، على مشارف حاجز الـ2000نقطة لمحترفي اللعبة العالميين.
وعاد "فادي مقداد" إلى غزة مصنفاً دولياً وكله أمل بقدراته، بعد اختياره لتمثيل فلسطين في الاستحقاقات الخارجية آسيوياً وعالمياً، لكن في كل مرة يقف الاحتلال الصهيوني أمام طموحات اللاعب بمنعه من السفر والمشاركات الدولية.
ولم يفقد "مقداد" أمله، واستمر في إبداعاته المحلية فكان بطل الفئات السنية بكل سهولة، ثم حصد لقب أول بطولة رسمية له بنظام (Rapid Chess)، ولم يخرج من المراكز الثلاثة الأولى في كل البطولات التي شارك بها، حتى بين أقوى لاعبي القطاع، حتى التحق بالدراسة الجامعية في جامعة الأزهر، ليحصد لقب بطولتها منذ شهوره الجامعية الأولى، كما نال –بجدارة- لقب بطل جامعات قطاع غزة.
و"مقداد" لاعب ضمن صفوف النادي الأهلي المشارك في أول بطولة رسمية للفرق والأندية بقطاع غزة، فحلَّ ثالثاً فيها، وكان أنجح لاعبي فريقه الذي ضم أسماء لامعة بينهم المدرب الخبير عبد الناصر أبو شرار، والمهندس محمد عاشور واللاعب سمير كنعان، والأخيران هما أبطال جامعات غزة السابقين طوال فترات دراستهما!.
ثم جاءت 2018م بخبر سعيد لمقداد الذي اختير بين المسافرين إلى بطولة النخبة في "رام الله"، لكنَّ الاحتلال كرر جرائمه بحق الرياضيين وحرمه وزملاءه من العبور، فتقرر إقامة بطولة النخبة في قطاع غزة بين أفضل وأقوى الأسماء الموجودة بالتزامن مع نظيرتها في الضفة، وهي بطولة تضم نخبة اللاعبين في القطاع،وبإشراف الاتحاد الفلسطيني للشطرنج وحضور نائب رئيس الاتحاد الدكتور وائل المصري وعضو الاتحاد وليد أبو الحسن واستضافها النادي الأهلي على مدار ثلاثة أيام، بطريقة الشطرنج الكلاسيكي حسب النظام السويسري المعتمد دولياً، واستطاع "مقداد" الفوز ببطولة النخبة كأقوى ألقابه المحلية على الإطلاق، متغلباً على أبرز المنافسين، وجاء اللاعب جهاد حسين وصيفاً ومحمد عاشور ثالثاً وكلهم مصنفون دولياً.
هذا يجعل كلامنا قبل سنوات أن (هذا الشبل من ذاك الأسد) حين رأينا "فادي" على خطى والده، أصبح غير مناسب لما حققه هذا الفتى، لأنه أثبت نضوجاً متسارعاً ليستحقَّ لقب أسد وليس شبل، فذاك الشبل صار بالفعل أسداً جسوراً، تنتظره العديد من التحديات المستقبلية لزعامة البلاد في لعبة الشطرنج.