مشاهدات غير عادية

أمجد الضابوس

(كاتب)

  • 1 مقال

كاتب


مساعد مدرب يهرع باتجاه مديره الفني، ويُملي عليه بعض كلمات توحي له، ماذا يفعل.. عضو مجلس إدارة متنفذ، يهمس في أُذن المدير الفني لفريقه، فيحدث بعد ذلك مباشرة، تبديل للاعب مكان آخر.. لاعب يصرخ في وجه مدربه، ويطالبه بتبديل زميل له غير موفق في المباراة!

هذه المشاهد، حدثت خلال مباريات في بطولاتنا الكروية، ولا أدري، إذا كانت مثل هذه المشاهدات، تثير الاستغراب والدهشة، أم أنها حالة عادية، تحصل في واقع غير عادي؟!

ما نعلمه، من خلال مشاهداتنا لمباريات، في بطولات مختلفة، أن الآمر الناهي، في الأمور الفنية، أثناء سير المباريات، وحده، المدير الفني، فهو الذي يقوم بوضع التشكيل، وتوجيه اللاعبين، وإجراء التغييرات، ناهيك عن الاختصاصات الأخرى، التي يتحكم بها، وتتعلق بمصاير اللاعبين داخل الفريق.

كذلك، فإن أي توجيه للاعبين، يقوم به أي فرد في الجهاز الفني من خارج الملعب، لا يتم إلا بقرار من المدير الفني، الذي يملك أيضاً، حرية اختيار جهازه المعاون بالكامل. فكيف إذن، تنقلب الصورة، ويصبح المدير الفني متلقياً للتعليمات، وهو صاحب الكلمة العليا في كل صغيرة وكبيرة تتعلق بالفريق؟

هذه الحالات، تثبت حقيقة، أن هناك خللاً مستحكماً في طبيعة العلاقة بين المدير الفني مع مساعديه من جهة، ومع أعضاء مجلس الإدارة من جهة أخرى. وهذا الخلل، يُضعف دور المدرب، إذ سيتحول من صاحب قرار، إلى مستَقبِل تعليمات، وهذا لا يليق بمكانة، مَن يُفترض أنهم يحملون على أكتافهم، مهمة درء الهزيمة وجلب الانتصار، كما يضع علامة استفهام كبيرة، حول قدرات المدير الفني، طالما كان خاضعاً، لتلقي تعليمات خارجية، وغير قادر على التوجيه وابتكار الأساليب، التي تقود إلى تحقيق الأهداف، فما فائدة أن يكون في منصب لا يستحقه؟

هذا ليس تقليلاً من أدوار بقية أفراد الجهاز التدريبي، ولا يعني أنهم "طراطير" على الدكة، وإنما هي صلاحيات، يكشف تجاوزها، قدرات واضعي الخطط، واستحقاقهم للمنصب، دون أن يعني ذلك، تجاهل الرجل الأول لمعاونيه، فالتشاور أمر صحي في كل المجالات، وهو كذلك بين المدرب ومساعديه، أما لغة الاملاءات، فلها دلالات أخرى، ليس لها علاقة بشيء اسمه، مصلحة الفريق.