لا تتوفر نتائج هذه اللحظة

وعد بلفور.. ونكسة الإنجليز المشؤومة

أحمد المشهراوي

(كاتب )

  • 1 مقال

في الثاني من تشرين الثاني 1917 وعد اللورد الإنجليزي آرثر جيمس بلفور اليهود بإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين، رغم أن تعداد اليهود في فلسطين لا يزيد عددهم آنذاك عن 5% من مجموع عدد السكان.

واليوم بعد ما يقارب 100 عام من الوعد، وخيبة أمل الإنجليز في مباراتيهم أمام إيطاليا وأوروجواي وخروجهم الفعلي من المنافسة، يحق لنا أن نسأل هدجسون، أين وعودك التي أطلقتها قبل المونديال؟، وماذا ترد على وعود سابقيك بعد نكسات متتالية في كأس العالم منذ عام 1966، حيث لم يحمل منتخب بلادك اللقب سوى مرة يتيمة، وألم يحن لأنوف الإنجليز المتبجحة التي تتعامل كأنهم أسياد العالم في كرة القدم أن تنكسر ذليلة؟.

يبدو أن وعودهم المشؤومة لا تنطبق إلا على الشعوب المقهورة، فتٌملك الأرض لشعب لا يستحقها، أم أنه الكذب والجنون الإعلامي الذي يمتلكه الإنجليز عبر كبريات وسائل الإعلام المتلفزة والمقروءة، وفي مقدمتها صحيفة (الصن)، أيها الإنجليز يا من وَطَئت أقدامكم المستعمرة الكثير من البلدان العربية، ليس فلسطين فقط، أين شعاركم الرنان، وأسودكم الزائرة المتمثلة بروني، وستوريدج، وستيرلينج، أم أنها أسود من الكرتون؟ 

فالأداء الذي ظهر عليه الإنجليز الذين يتشدقون بأنهم أصحاب مولد الكرة، وأنهم من أسس للمونديال لا يدلل على أصحاب خبرة، فالفريق افتقر للخبرة والتجانس والسيطرة كلفته 4 أهداف، ولم ينجح طوال 180 دقيقة من تسجيل سوى هدفين، لتتبخر مزاعم استعادة لقب غاب 48 عاماً، وهي السنة التي احتلت فيها فلسطين.

ولا يرتبط الأمر بالإنجليز فقط، فالإسبان الذين أنهوا 800 عام من مجد المسلمين في الأندلس، دفع خروجهم المؤلم على يد هولندا وتشيلي، ثم سقوط الأوروجواي الغريب أمام كوستاريكا بالثلاثة، وفوز هندوراس على كولومبيا إلى مزيد من الغرائب التي حملها مونديال البرازيل، وأشار–أيضاً- إلى أن الكرة لمن يعيطها ليس بالأسماء والألقاب، وبالنجوم الذين يفوق ثمن الواحد منهم طائرة إيرباص، أو ميزانية مجموعة من الحكومات. قبل الختام أستذكر حديث الشاعر عندما خاطب مستعمري بلاده، لأقول لهدجسون: أتيت البرازيل تبغى كأسها  تحسب أن الزمر يا طبل ريح، فساقك الحين إلى أوروجواي ضاق بك عن ناظرك الفسيح، وكل أصحابك أودعتهم بحسن بيان لسانك الفصيح، وقل لهم إن أزمعوا عودة لأخذ ثأر فلا مفر لك إلا طريح.