بعد فكّ شفرة "تي كي تاكا"..من يفكّ "تيك تاك بوم"..؟؟!

الرياضية أون لاين – كتب/ سمير كنعان

حين ابتدع الهولنديون ما عُرِفَ بالكرة الشاملة "Total Football" في سبعينات القرن الماضي، انبهرَ العالمُ كله بما قدَّمه "يوهان كرويف" ورفاقه تحت رايةِ المعلمِ الأول للكرةِ الجميلة "رينوس ميشيلز" الذي نقل فِكْـرَهُ من المدرسة الأمّ نادي أياكس أمستردام إلى برشلونة الأسباني وباقي أوروبا، وسار اللاحقون أمثال "لويس فان غال وفرانك ريكارد وجوارديولا" على نهج "ميشيلز" في تطبيق الكرةِ الشاملةِ حتى وصلت اليومَ إلى ما أُطلِقَ عليه الــ"تي كي تاكا" التي خطفتْ أنظارَ الجميعِ خاصةً من حيث الأداءِ الجماعي والنسقِ الرفيع والغزارةِ الهجومية، مما أرعبَ كل الخصومِ محلياً وقارياً حتى باتت عقدةً كرويةً يسعى العالم لحلّها، إلى أن جاء "جوزيه مورينيو" المدرب الملقب بــ"السبيشل وان" والمتخصص في كسْرِ الخططِ الكروية، والذي أذهلَ العالمَ بقدرتِه على تحدّي الــ"تي كي تاكا" وفكّ عقدتها مع أكثر من نادٍ بدأها في البرتغال مع كبيرهم "بورتو" ثم استمرَّ نجاحُه في كسرِ عقدتِهم مع البلوز تشيلسي، وحتى بعد انتقاله لإنتر ميلانو الإيطالي استطاع أن يقهرَ الكرة الجميلة بطريقةٍ جديدة وخطةٍ متينة تعتمدُ على الصلابةِ الدفاعيةِ ثم الهجومُ الخاطف لقتْـلِ المباراة والمنافسِ معها، وأخذ معه فِكرَهُ الخططي وطريقتَه الفعالة إلى الملكي ريــال مدريد ليقهرَ الكتيبة الكتالونية والــ"تي كي تاكا" في عقْرِ دارها، تلك الطريقة التي اخترتُ تسْميتها بأنسبِ ما توصف به: "تيك تاك بوم" كنايةً عن المرتدة السريعة التي تخطفُ الفوزَ بأقل عددٍ من اللمساتِ حيث افتكاكُ الكرة والتمريرة الطولـــيَّة السريعة بلمسة أو اثنتيْن على الأكثر ليجدَ الخصومُ الكرةَ في شباكِهم بشكلٍ مفاجئٍ عكسَ سيناريو المباراة من استحواذٍ رهيبٍ وتهديدٍ للمرمى ونسبة تمريرات قياسية!!

تكررَ هذا السيناريو مع كلّ الأنديةِ التي درَّبها "مورينيو" ليكونَ بمثابةِ الدرسِ الخصوصي للمعلّم الجديدِ كيْ يهزمَ المعلمَ القديمَ، وباتتْ جميعُ الفرقِ ومدرّبيها يتسابقونَ لتنفيذِ هذه الطريقة "تيك تاك بوم" التي أثبتتْ نجاعتها في قهْرِ الــ"تي كي تاكا" حتى أصبحتْ أسلوباً معتمداً للعديد من الفرقِ والمنتخباتِ ضدَّ المنافسين الأقوياء.

حتى ظهرَ المدربُ الثائر "دييغو سيميوني" الذي احترفَ الــــ"تيك تاك بوم" وقهرَ بها الجميع سواءً في الليجا الأسبانية أو في دوري الأبطال بين كبار أوروبا، بل وحتى مورينيو نفسه الذي اعتبره الجميع أستاذاً في فكّ شفرة "تي كي تاكا"، أصبحَ اليوم هو وآنشيلوتي وبرشلونة نفسه وغيرهم يعانون من ويْلاتِ الطريقة القاتلة "تيك تاك بوم" ولا ينفكّونَ عن المحاولة لدرءِ عجْـزِهم من إيجادِ ثغراتِها.

بهذا أصبحَ السؤالُ الذي يدور بخاطرِ الجميع الآن: بعد أن عرفَ العالمُ كلُه طريقةَ فكِّ شفرةِ الــ"تي كي تاكا"، من سيدلّهم على طريقةٍ لحلِّ أسلوبِ "تيك تاك بوم" ؟؟!.