لا تتوفر نتائج هذه اللحظة

بالفلسطيني ..مونديال وارهاب

سعيد حسنين

(كاتب )

  • 1 مقال

كاتب مقال بالفلسطيني

مونديال وإرهاب

بقلم /سعيد حسنين

نتابع كما باقي ابناء المعمورة مباريات مونديال البرازيل، غيرنا يتابع براحة بال ونحن نتابع في ظل موجة محمومة لإرهاب الاحتلال الذي طال البشر والشجر والحجر، عندنا الكيان الاسرائيلي فبرك اختطاف ثلاثة مستوطنين ليتيح لعسكره اجتياح الخليل وبقية مدن الضفة الغربية، عندنا الاسرى يعانون من ظلم الجلاد والعالم يتابع الالعاب غير مكترث بما يحصل لأبناء شعبنا والقادم كما يبدو اعظم، سيما واننا على ابواب شهر رمضان الكريم، حتى في مدن وقرى فلسطين التاريخية بهتت بهجة المونديال فعندنا ما يلهينا. الحراك الشعبي في مختلف المدن والقرى في قمته، الناس يخرجون الى الشوارع متضامنين مع الاسرى ورافضين للهجمة المسعورة على الفلسطينيين وعلى القياديين، الكيان الاسرائيلي يضرب بعرض الحائط كل الاعراف والمواثيق الدولية ويعتقل منتخبي الشعب ويهدد ويتوعد، فقد باتت الضفة الغربية كما اختها غزة، أسيرة عربدات جيش الاحتلال،  فعن اي مونديال نتحدث في ظل هذه الاجواء التي  تشير الى اندلاع حرب شاملة في المنطقة، المعتدي فيها الاحتلال والضحية شعب فلسطين الذي لا تمر عليه ساعات فيها راحة البال، كنت اتمنى ان يتابع ابناء شعبنا العاب المونديال بهدوء بعيدا عن ضجيج الدبابات وازيز الرصاص، لكن هيهات ان يحصل مثل هذا الامر ما دام فرعون العصر يعربد بحرية دون ان يجد من يرده، وهكذا فان العلامة الفارقة لهذا المونديال هي المزيد من الاعتقال والقتل وهدم البيوت. ومن يتابع من عندنا في فلسطين التاريخية فانه يلمس بوضوح موقف المعلقين الرياضين اليهود الذي ينسجم مع موقف قادة الدولة العبرية، دعم ومؤازرة الدول التي تساند سياسة اسرائيل، فبريطانيا رأس الافعى وسبب ضياع فلسطين تحظى باطراءات مبالغ فيها، والبرازيل كما يبدو باتت دولة عدو، لأنها اعلنت اعترافها بدولة فلسطين، فما يوجه هؤلاء هو الفكر الصهيوني المتأصل في  عقول الكبار والصغار.

 انا شخصياً كنت من دعاة فصل الرياضة عن السياسة ولكن المحيط الذي نعيش فيه يدفعنا بكل قوة لأخذ الاعتبارات السياسية رغما عنا، فانا ضد بريطانيا ولا يمكن ان اساند الولايات المتحدة الامريكية مصدر الشر، اسرائيل جعلت المونديال مونديال اعتقالات وارهاب وخاصة من خلال الاعلام، فقد خصصت موجات اخبارية تمحورت حول المستوطنين الثلاثة، مصورة الشعب الفلسطيني باسره على انه شعب ارهاب، وعليه آن الاوان للتصدي لهذا العدوان السافر واعادة روح الطمأنينة لأبناء شعبنا. علي قيادتنا، سواء كان في الضفة والقطاع او في فلسطين التاريخية استنفار الضمير العربي والعالمي، ايقاظ هذا الضمير النائم لنصرة شعب مظلوم، احتُلت ارضه وسُجن ناسه، علنا نحظى بقليل من الاهتمام ليتمكن كل فرد منا متابعة بقية المباريات العالمية بهدوء. اما ما يحصل على الارض فلا يبشر بالخير ويؤكد ارتفاع وتيرة العدوان على شعبنا ولا نريد ان نقف موقف المتفرج.. مونديال ومباريات وارهاب واعتقالات، هذا يحصل فقط في فلسطين والعالم يتفرج على هكذا مونديال بدون وازع من ضمير.