لا تتوفر نتائج هذه اللحظة

بهدووء..لنترك الشماتة ونتعلم من بلجيكا !!

أمجد الضابوس

(كاتب)

  • 1 مقال

كاتب

لنترك الشماتة ونتعلم من بلجيكا !!


كتب/أمجد ضابوس

انتشرت تعليقات كثيرة، مهاجمة نجم المنتخب الإسباني تشافي هيرنانديز، بعد الهزيمة المدوية أمام هولندا 1/5 بمونديال البرازيل، وغلب طابع الشماتة على معظم هذه التعليقات، لأن "زرقاء اليمامة"، كما وصفه عصام الشوالي، قلل من حجم الأخضر السعودي عام 2012، عندما قال إن كأس أوروبا أقوى من كأس العالم، لأن الأولى، المستويات فيها متقاربة، والثانية يشارك فيها منتخبات ضعيفة، تتلقى هزائم كبيرة، مثل السعودية وهندوراس.

ولا شك، أن هذه التصريحات، ما كان ينبغي أن تصدر من لاعب بقيمة تشافي، معروف عنه حرفيته في الردود، كحرفيته في تمرير الكرات. لكن تصريحات تشافي وهزيمة الماتادور، لا يجب أن تُخرج مشاهدة المونديال عن سياقها الطبيعي. فالمونديال، خاصة لنا كعرب، ليس مناسبة للشماتة، أو للتسلية، بقدر ما هو فرصة للتعلم والاستفادة، من أفكار المدربين، ومهارات اللاعبين، وسلوك الجماهير، وروعة التنظيم.

المنتخبات العربية، لا تمتلك تاريخاً حافلاً بتاريخ كؤوس العالم، وكل ما تعتز به، انتصار ثمين على منتخب قوي، أو صعود لدور متقدم، أو هدف عالمي يجاري أهداف أساطير اللعبة. ولعل اقتصار المشاركة العربية على المنتخب الجزائري لثاني مرة على التوالي، يستوجب وقفة متأملة، تقود إلى إجابة على السؤال: كيف يتم بناء منتخبات قادرة على الوصول إلى نهائيات المونديال، ومقارعة كبار اللعبة؟

من مصادفات المونديال الحسنة، أن أول اختبار لممثل العرب الوحيد، المنتخب الجزائري، كان ضد المنتخب البلجيكي، الذي يجب الاستفادة من تجربته الحيّة. فلدى خبراء اللعبة، إيمان عميق، بأن تجربة البلجيك، تعتبر مثالية للنهضة الكروية، خاصة بعد أن تصدر مجموعته الصعبة بالتصفيات، متفوقاً على كرواتيا وصربيا، ووصل المونديال بعد بناء منتخب قوي في جميع الخطوط، ويتوقع له أن يبهر محبي الكرة حول العالم.

ويُقال إن البلجيك، كانوا يعرفون منذ العام 2002، أن منتخب بلادهم سيكون له شأن في مونديال 2014، وقد تنبّأت إحدى المجلات المحلية بذلك، من خلال تقرير مفصل رصدت فيه التشكيلة الحالية، التي تضم جيلاً ذهبياً يتألف من: كومباني، هازارد، لوكاكو، بنديكي، الذين يشكلون القوام الأساسي لتشكيلة المدرب مارك فيلموتس.

ويقول فيلموتس إنه دعّم أساليب التفكير واللعب، والتحفيز، واستند إلى قوة مقاعد البدلاء، واعتبارهم جزءاً أساسياً من الفريق، وبإمكانهم تحقيق النصر.. وهي في النهاية تجربة، تُوحي بأنَّ صناعة جيل مونديالي، عملية مدروسة، لمن أراد أن يستمتع بمشاهدة لاعبيه، بدلاً من التغني بإنجازات الفائزين، أو الشماتة بانكسارات المهزومين!