لا تتوفر نتائج هذه اللحظة

زاوية حادة

ارحموا عزيز قوم ذل!!!!

د. حسام حرب

(كاتب مقال)

  • 1 مقال

كاتب مقال زاوية حادة

إن سألت سؤال وبشكل عشوائي عن الحدث الأبرز والأكثر جماهيرية في العالم في هذه الأيام والذي يجلب أكبر عدد من المشاهدات والاهتمام ، أجزم بأن الإجابة ستكون بطولة كأس العالم ذلك الحدث الذي ينتظره العالم مرة كل أربع سنوات ليرسم الأمل والمتعة على شفاه الجماهير بكافة ألوانها وأشكالها ولغاتها لتتوحد اللغات ويتحدث الجميع بلغة الفيفا التي يفهما الجميع ويترجمها اللاعبون بأبسط الطرق وأعذب المهارات .. إنها كأس العالم.

أعتقد جازماً بأن المنطق فرض نفسه على كرة القدم في المباريات التي اقيمت حتى الآن في المونديال من خلال تفوق الأسماء الكبيرة في عالم كرة القدم، فالبرازيل وبأسوأ حالاتها حققت الفوز على كرواتيا راقية الأداء والمكسيك حققت الفوز لأول مرة في تاريخ بطولات كأس العالم وتحديداً على المنتخبات الإفريقية وتشيلي تفوقت على استراليا بالنتيجة والأداء.

أما مباراة الثأر فعرفت هولندا كيف تثأر من منتخب إسبانيا الذي اذاقها أسوء عذاب بعد أن حرمها من الفوز بلقب كأس العالم في العام 2010، ولكن وبكل صراحة فإنني أشفقت كثيراً على أبطال العالم الذين تلقوا أكبر خسارة في تاريخ المونديال لبطل العالم في أول مباراة افتتاحية وتعاطفي مع الأسبان جاء من المقولة المشهورة "ارحموا عزيز قوم ذل" فما حدث في مباراة إسبانيا وهولندا هو إهانة بكل ما تحمل الكلمة من معنى لكبار كرة القدم وما أسوء الكبير عندما يُهان.

غزارة الأمطار أم غزارة الهولنديين هي التي أصابت المنتخب الإسباني في أسوء بداية لأبطال العالم في تاريخ مشاركتهم في المونديال، ولكن دائماً وأبداً أقول بأن كرة القدم لا تعترف إلا بالمجهود داخل الميدان ولا تعترف بالأسماء ولا التصريحات الرنانة ولهذا يتوجب على الأسبان اذا ما أرادوا التأهل والظهور الجيد في هذه البطولة العمل كثيراً وخاصة بأن منتخبات المجموعة ليست سهلة مع تفوق تشيلي في مباراتها الأولى أمام إستراليا.

ثأرت هولندا فكانت أولى ضحاياها الماتدور الإسباني الذي بدا واضحاً أنه يستنجد الحكم ويستعجله بإنهاء المباراة حتى لا تكون هنالك فضيحة يتم الحديث عنها، ونسوا بأن الفضيحة بدت أمر واقعاً والجميع يتحدث عنها ولعل أبرز وأسرع من تحدث عنها هو المعلق الشهير عصام الشوالي عندما قال " بالخمسة يا حبيبي بالخمسة"، وحتى أكون منطقياً خسرت إسبانيا جولة ولكنها لم تخرج من المنافسة وستبقى كل الاحتمالات موجودة في هذه البطولة فهل تكرر إسبانيا ما حققته البطولة القادمة؟ أم أن المنتخبات الأخرى سيكون لها شأن أخر.

ويبقى لنا أن نستمتع بمشاهدة أجمل  64 مباراة في عالم كرة القدم لا تتكرر إلا مرة كل 4 سنوات ونرى سقوط الكبار تارة وصعود الصغار تارة أخرى ومنطقية كرة القدم في أغلب الأحيان .... باختصار انها كرة القدم.

hoss1983@gmail.com