سيناريو لم يحدث .. زارا يزور ميسي

محمد عدوان

(محرر صحفي)

  • 1 مقال

 

استيقظ من نومه مذعورا، جسده يتصبب عرقا، شعره الكثيف يغطي وجهه الطفولي ، كوابيس متلاحقة تغزو منامته اليومية منذ أكثر من شهر، استيقظت على صرخته زوجته انطونيلا، ما الأمر يا عزيزي ؟ لكنه لم يجيبها اكتفى فقط في النظر إليها والابتسامة وطبع على جبينها قبلة وكأنها يخبرها أن الأمور على خير ما يرام، أخبرها بأنه سوف ينزل إلي غرفة المعيشة في الأسفل ليستنشق هواء نقيا وهدأ من روعها وجعلها تعود إلي النوم، أقفل الباب بهدوء حتى لا يوقظ طفله الصغير.

في مشهد أخر، غرفة كبيرة تحتوي على أثاث فخم، في ركن الغرفة يوجد طاولة زجاجية معتقة، تقبع في داخلها أربع كرات ذهبية ملمعة باهتمام بالغ، فيما يوجد على الحائط لوحة تعود للرسام العالمي مايكل انجيلو اشتراها في مزاد علني أقيم قبل أشهر في المدينة.

أخد ميسي يتمشى ذهابا ومجيئا ينظر في كراته الذهبية ويعود بنظره إلي التلفاز الذي كان قد أضاءه دون أن يشعر حال دخوله الغرفة، استمر الحال هكذا لأكثر من عشرة دقائق، أخذ يكلم نفسه، لماذا تتكرر هذه الكوابيس كل ليلة، ما الذي جعل هذا الرجل يزورني اليوم؟ ليتني استمعت إلي نصيحة انطونيلا وذهبت إلي الأخصائي النفسي.

أطلق تنهيدة قوية وكأنه كان يحمل شيئا ثقيلا ومن ثم وضعه أرضا، "علي أن لا أشغل نفسي بكثرة هذه الأسئلة، الانسان الناجح في عمله دائما ما يكون فاشلا في الأمور الأخرى، ولكنني مع ذلك أنا رجل زوجته تحبه، ولدي ابن رائع جدا، ولدي الكثير من المعجبين والأصدقاء الأوفياء،  ليس مثل بعض اللاعبين الذين لا يتباهون إلا بأفخادهم اللامعة مثل النساء.

عاد مرة أخرى وأخذ يرتشف قليلا من علبة الكوكاكولا التي يعشقها، ثم أرتسمت على وجهه ابتسامة ساخرة، ويعلق على نفسه، أعشق الكوكاكولا ولكنني أعمل على إعلانات بيبسي ما هذا التناطق!

زارا هذا الرجل الذي يزورني منذ أيام في منامي، يعيش في مخيلتي، كنت قد كسرت رقمه وانتهى الأمر، ما الذي جعله يأتيني ويخبرني بأنني لم أكسر رقمه بعد، هل ما قاله صحيح، ولكن ما الفائدة لقد أصبحت هداف الليغا عبر التاريخ، وسوف أحصل على الكرة الذهبية الخامسة هذا الموسم بكل تأكيد، يخاطب نفسه وهو ينظر إلي كراته الأربعة التي تقبع في ركن الغرفة، ينظر إليهن ويبتسم، سوف أجلب لكن أختا جديدة قريبا، ولكن شيئا ما كان يساوره منذ فترة، المغادرة من برشلونة، أصبح هذا الموضوع هاجسا يؤرقه، مشاكله الكثيرة مع النادي، التهرب من الضرائب، زيارة زارا المتكررة له، ماذا يفعل؟

دقائق مرت، فجأة نهض ميسي من كرسيه وكأن شيئا قد عبث بعقله، لقد حسمت أمري، سأذهب إلي مانشستر سيتي، لن أدع هذا المعتوه  زارا يزورني بعد اليوم، لقد تعبت.

مشهد أخير، يرتشف قليلا من علبة الكوكاكولا مرة أخرى، ينظر إلي كراته الذهبية الأربعة، ويبتسم!!