فيفا.. إنت «فيفى» ولا أصدقك؟!

حسن المستكاوي

(صحفي رياضي مصري)

  • 1 مقال

كاتب صحفي رياضي

 

لا أثق فى الفيفا ولا فى تصريحات بلاتر ولا فى تقاريره.. ولكننى أستند على التفكير وعلى المنطق فى التعامل مع قراراته.. وقصة عدم الثقة فى الفيفا سبق أن أوضحت أسبابها، ومنها ــ مرة أخرى ــ منح ألمانيا مونديال 2006 بعد امتناع مندوب الأوقيانوس عن التصويت، فلماذا امتنع؟ لأنه لو كان أدلى بصوته لذهبت كأس العالم إلى جنوب أفريقيا.. ولذلك عوض الفيفا جنوب أفريقيا بمنحها مونديال 2010.. وكانت المعلومات الواردة من أروقة التصويت تشير إلى تفوق ملف المغرب ليلا ثم تغيرت الاتجاهات فى سواد الليل لتذهب البطولة إلى جنوب أفريقيا صباحا.

ليس لى موقف رياضى مضاد من قطر. بدليل أننى أرحب بمشاركة منتخب كرة اليد فى كأس العالم.. لكننى رافض لموقف قطر السياسى من مصر، ورافض لموقف قناة الجزيرة المدعية التى يقسم كل مذيع فيها على الحيادية وعلى الرأى والرأى الآخر، لكنهم جميعا يحلمون بإحراق مصر بالتركيز على كل سلبية وتجاهل كل إيجابية.. وبالتالى كنت مستعدا للترحيب باستضافة قطر لكأس العالم لكرة القدم كدولة عربية.. لكن الترحيب يقترن بنزاهة التصويت، وعقلى والتفكير فى خطوات التصويت وفى كل ما يتعلق بتقرير جارسيا وبما حدث لمحمد بن همام يفترض عدم النزاهة.. ومهما قال بلاتر ومهما قالت بيانات الفيفا، لا أصدق.

لماذا صوت الفيفا على بطولتين مرة واحدة 2018 و2022؟ وإذا كنا نصدق إمكانية تكييف قطر لملاعب المونديال فهل مطلوب منا أن نصدق حكاية تكييف الشوارع؟ فكيف وافق الفيفا على منح قطر المونديال الذى يقام صيفا وصيفها حار جدا ورطب جدا ويصعب السير فى ظلاله فكيف باللعب فى تلك الظلال؟

يظن بلاتر أنه أذكى من الجميع، وهو على وجه الدقة يفترض غباء الجميع، فيلعب ويتلاعب، ويخرج الأرنب الأبيض من قبعته، فيضحك البلهاء وهم يرونه وهو يضحك علينا، وهكذا هم وهكذا فعل هو دائما ومازال يفعل.. بدليل أنه سرعان ما أعلن رفضه لإقامة مونديال 2022 فى الشتاء قائلا: «لا تغيير فى الموعد».. ثم سرعان ما أعلن إمكانية إقامة المونديال فى الشتاء قائلا: «أقترح نوفمبر 2022».. وهو سرعان ما ينسى بحكم السن، أو بحكم سوء ظنه فى غباء الجميع أو بحكم ديكتاتورية المنصب، إن كل حرف نطق به مسجل ويشهد كل حرف على الحرف الذى سبقه؟!

لا أصدق الكلام الصادر عن الفيفا ولا بياناته ولا تقاريره الخفية الغامضة، لم أعد أصدق الكلام عموما. فقط الأفعال.. وربما تملك الدوحة إمكانات وقدرات بشرية ومادية لتنظيم المونديال وهذا حقيقى، لكن عندما أجد إجابة مقنعة لمنحها البطولة لتقام صيفا قد أحترم يوما هذا القرار الصادر من جمهورية كرة القدم فى العالم.. عزيزى فيفا.. أصبحت فيفى ولا أصدقك؟؟

خارج الإطار: الإرهاب الخسيس ينثر وينشر قنابله فى بلدنا.. وهناك أوهام تداعب خيالات أنصار الإرهاب ومن يناصرهم الإرهاب.. ومع ذلك تعلمت فى حياتى عدم الاستهتار بأى خطر، وبأى تهديد ولو كان من بعوضة؟

علينا جميعا الاستعداد لحرب مريرة وطويلة وقاسية ومؤلمة.. وجميعا تلك أعنى بها الجيش والشرطة والشعب.. أما الخونة والطابور الخامس فيمتنعون؟!