مونديال 2014 يُصلح ما أفسده مونديال 2010 بين مصر والجزائر

القاهرة _الرياضية وكالات

"نسيت الماضي وسأشجّع الجزائر المنتخب العربي الوحيد في المونديال".. بهذه الكلمات أخرج الشاب المصري محمد وهدان من قلبه كل ذكريات الماضي القريب، حول العلاقة المتوترة بين المصريين والجزائريين على خلفية حجز بطاقة التأهل لكأس العالم عام 2010، مشيرا إلى أنه سيقف خلف الجزائر في مونديال 2014.

وهدان، الذي يعمل محاسبًا في إحدى الشركات، رفض الحديث بمزيد من التفاصيل عن الماضي، وقال لمراسل الأناضول بلهجة يملؤها الحماس: "في هذه البطولة سأشجّع منتخب الجزائر في المونديال، وكأن المنتخب المصري هو الذي يلعب".

وتبدأ غدًا مسابقة كأس العالم بمباراة تجمع بين البرازيل وكرواتيا، ويلعب المنتخب الجزائري في المجموعة الثامنة التي تضم بلجيكا وروسيا وكوريا الجنوبية، ويخوض أولى مبارياته مع بلجيكا يوم 17 يونيو/حزيران الجاري.

واتفق أحمد عبد الهادي، مهندس بأحد المصانع، مع وهدان، وبلهجة لا تقل حماسة عنه، قال: "سأجلس يوم 17 يونيو (حزيران) في المقهى مع زملائي لتشجيع المنتخب الجزائري".

وعلى خلفية تهنئة الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة لنظيرة المصري عبد الفتاح السيسي بمناسبة انتخابه رئيسًا للجمهورية، واصل عبد الهادي حديثه الحماسي مضيفا: "أقل رد على هذه التهنئة أن نكون إلى جوار منتخب الجزائر في المونديال".

ومختلفًا مع هذه الآراء، لم يستطع سامح حمدي نسيان الماضي، خاصة أنه كان من بين المئات الذين سافروا إلى السودان، وشهدوا الأحداث التي وقعت في ستاد أم درمان بعد المباراة الفاصلة بين مصر والجزائر لحجز بطاقة التأهل لمونديال 2010، والتي فازت بها الجزائر (1 - صفر).

 وقال حمدي لمراسل الأناضول: "لا يزال في القلب غصة، لكن مع ذلك سأكون مشجعًا للجزائر عندما تكون في منافسة مع أي منتخب أجنبي".

والجزائر هي الدولة العربية الوحيدة التي نجحت في التأهل لمونديال 2014 لتكون هذه هي المشاركة الرابعة لها في تاريخ مسابقات كأس العالم، وذلك بعد اجتيازها بوركينا فاسو في المرحلة النهائية من التصفيات الأفريقية عبر مباراتي الذهاب والإياب، حيث انتهى الذهاب في بوركينا فاسو بخسارة الجزائر (3 - 2)، ثم فازت في لقاء الإياب بهدف دون رد.

وكانت مجموعة من الشباب المصري قد دشّنت حملة عبر موقعي التواصل الاجتماعي (فيسبوك وتويتر) بعنوان "شجّع الجزائر"، ونشر هؤلاء الشباب صورًا على وهم يرتدون قصمان المنتخب الجزائري، ويحملون عبارة "شجّع الجزائر" في المناطق الحيوية بالقاهرة، ومن بينها ميدان التحرير (وسط) ومنطقة أهرامات الجيزة (غرب العاصمة).

وفي تصريحات صحفية، قال صاحب فكرة الحملة، وهو الشاب المصري محمد البطراوي (26 عاما)، والذي سبق له العيش في الجزائر: "فكرة إنشاء تلك الحملة تعود إلى الذكريات الجميلة التي أحملها منذ أن كنت مقيمًا هناك".

وأضاف: "تربطني علاقات وطيدة بالعديد من أصدقائي من الشعب الجزائري، ولم تتأثر تلك العلاقة بأزمة بطاقة التأهل لكأس العالم 2010".

وبدأت أزمة بطاقة التأهل لكأس العالم بعد مباراة الذهاب التي أقيمت بالجزائر، والتي ألقى بعدها أعضاء من الجهاز الفني للمنتخب المصري هزيمتهم الثقيلة " 3- 1 " إلى بعض ممارسات الجمهور الجزائري الذي حرمهم النوم طوال فترة إقامتهم هناك عبر إحداث ضجيج خلال فترات النوم، كما أصيب المدير الفني وقتها حسن شحاتة بآلام في البطن، وقيل حينها إن السبب تناول وجبة غذائية مسممة وهو ما نفاه الجانب الجزائري حينها.

وطوال الفترة الفاصلة بين انتهاء هذه المباراة وحلول موعد مباراة العودة، أطلق الإعلام الرياضي في كلا البلدين حملات ضد المنتخبين ساهمت في شحن الجماهير، فيما قال لاعبو الجزائر إنهم تعرّضوا للاعتداء خلال مباراة العودة باستاد القاهرة (شرقي العاصمة)، التي انتهت بفوز المنتخب المصري " 2 - صفر".

ولم تحسم المبارتان الفريق المتأهل، فاختار الفريقان السودان لاستضافة مباراة فاصلة بينهما، انتهت بفوز الجزائر "1- صفر".

وفي أعقاب المباراة، وقعت أحداث عنف من جانب بعض جماهير الجزائر المتحفزة، والتي جاءت للسودان للانتقام مما حدث بالقاهرة، حسب ما قاله لاعبون مصريون ومشجعون حينها، وهو ما نفاه الجانب الآخر.