"هدووء" فوائد النكبة.. ومشاعر العاشرة



مقال/كتب امجد الضابوس

لا داعي للمبالغة والتهويل بعد فوز المنتخب الأولمبي الفلسطيني بلقب بطولة النكبة الودية الكروية، ورفعه إلى مرتبة الإنجاز الكبير، لأن الإنجازات الكبيرة تُقاس بمدى قوة البطولة، وقوة البطولة تُقاس بمدى قوة المنافسين، والمنطق يقر أن الفوز على سيرلانكا وباكستان نتيجة عادية، يتوقعها أي مشجع للمنتخب الفلسطيني، وحتى الفوز على المنتخب الأردني مرتين، ليس معياراً للإنجاز، لأن النشامى لعبوا البطولة بمنتخب صغير السن، إذ لا يمكن أن تقبل فرق دوري المناصير بترك لاعبيها الأُولمبيين لهذا المنتخب المُشكَّل بسبب تزامن إقامة بطولة النكبة مع آخر مراحل الدوري، الذي توج به الوحدات بعد فوزه على ذات راس، يوم الخميس الماضي.

الأجدر بدل هذه المغالاة، وضع الأمور في سياقها الطبيعي، والاستفادة من التجربة، الغنية بالأمور الإيجابية، إذا كنا نرغب في المراكمة على ما تحقق، من فوائد فنية ومعنوية، فالفوز لن يكون له أي قيمة معتبرة، إذا لم يتم البناء عليه واستغلاله مستقبلاً.

وقد أسعدنا مدرب الأولمبي الفلسطيني عبد الناصر بركات، لأنه لم ينجرف وراء الآراء العاطفية، وركّز في حديثه بعد التتويج بلقب النكبة، على أهم الجوانب التي جلبت الفوز، والاستفادة من قدرات اللاعبين.. وباعتقادنا أن إشارات بركات إلى الاستعداد الجيد، والاستمرار في إقامة المعسكرات التدريبية، والمباريات الودية، وأثرهما البالغ، فنياً ومعنوياً، في مشوار المنتخب، يُعد ترجمة حقيقية لمقولة "الاستقرار يضمن الاستمرار"، فهل يضمن اتحادنا الكروي الاستقرار للمنتخب الأولمبي حتى نضمن الاستمرار في تحقيق النجاحات؟!

** سيشعر الجميع في ريال مدريد، بالهدوء، بعد إحراز اللقب الأوروبي العاشر في دوري الأبطال.. فاللقب المطلوب منذ 12 عاماً، تحقق بعد الفوز على الجار العنيد أتليتكو 4/1 في نهائي المسابقة المثير، وضع نهاية سعيدة لبحث استمر سنوات، ومعه أنفقت مئات الملايين من اليوروهات.. عاشرة مجنونة مستحقة، لكنها لا تقلل أبداً من قيمة كتيبة سيميوني، التي كادت تكتب سطراً جديداً في سجلات "ذات الأذنين"، بعد أن غيّرت من أسطر تاريخ الليجا، بخطفها اللقب من بين أنياب العملاقين، برشلونة وريال مدريد.

ولا نعرف إذا كان مدافع الروخبلانكوس، خوانفران، الذي قال بعد الفوز بالليجا إن تتويج رفاقه يعد تحقيقاً لعدالة كرة القدم، يشعر بعد خسارة الأبطال بإحساس معاكس، وبأن الخسارة كرّست ظلم كرة القدم، ولكن في كل الأحوال، تبقى مثل هذه النتائج، بانعكاساتها المثيرة، مضبوطة بأخلاق اللعبة، وأجملها، أن يصفق المهزوم للفائز!!