سيناريو لم يحدث: باي باي تشافي

محمد عدوان

(محرر صحفي)

  • 1 مقال

 

في تلك الليلة التي أضائها القمر، ووجهه العابس، الأرق الذي اجتاح عينيه، الذكريات التي أصبحت تستيقظ كل ليلة في عقله، كيف لا يفكر بالماضي وهو الآن في سن الــ 34 عاما، أصبح كبيرا جدا على المواصلة.

فكر في شيء يخرجه من وحدته هذه الليلة، زوجته سافرت في رحلة تسوق للأزياء بباريس قبل أيام لن تعود حتى مطلع الأسبوع القادم، جلس قليلا على التلفاز لربما يجد شيئا ما يخرجه من أفكاره المبهمة.

التلفاز لم يكن حلا، بقي يفكر كثيرا، قبل أعوام كان كل شي جيد، الأمور كانت تسير باتجاه الأفضل، ولكن الآن أصبحت الأمورمأساوية بامتياز، اللعب مع انريكي ليس كما كان مع غوارديولا، أصبح هرما، هذا ما كان يشغل تفكيره في تلك اللحظة، يسأل نفسه متى يعود تشافي، هل انتهى عصر أفضل مرر في تاريخ كرة القدم؟

يقطع تفكيره لقطة حميمية تجمع براد بيت وانجيلينا جولي على البساط الأحمر في أحد مهرجانات هوليود، كنت دائما ملك البساط الأحمر، كل النجوم الذين أتوا بعدي أنا من صنع لهم اسما، ميسي، انيستا، بيدرو، إيتو، وما الذي حصدته في النهاية ؟ لا شيء يريدون أن يستغنوا عني.

مشهد أخر، في نفس الليلة، ونفس ضوء القمر، والوجه العابس، والأرق الذي ما زال متواصلا منذ يومين، والذكريات التي تجتاح مخيلته مثلما يجتاح الشيب شعر امرأة قاربت على الأربعين، يراقب من نافذته القمر، الجو بارد جدا، عادة ما تكون مدينة برشلونة باردة في هذا الوقت من العام، ولكنه كان يشعر ببرودة أخرى، أنه الخوف من الفشل، الخوف أن يموت اسمه كما مات غيره من الأسماء.

يرن هاتفه، أنها نوريا، حبيبتي لقد اشتقت إليك، يحاول أن لا يشعرها بضعفه، كيف هي أحوالك، وكيف حال أسبوع التسوق، هل أنت سعيدة؟

يأتيه صوت زوجته العزيزة وكأنها تجلس بجانبه يحضران فيلم السهرة مثل الأيام الخوالي، أنا بخير والأمور هنا جيدة، لقد كنت أفكر ما رأيك لو انتقلنا للعيش في باريس، هناك العديد من الأمور الجميلة أكثر من برشلونة، وبالتأكيد سوف تجد ناد هنا يقدرك أكثر من برشلونة الآن.

يصمت قليلا، وكأنه أصبح في مكان أخر، تشافي، تشافي، هل أنت هنا؟

أجل يا عزيزتي، لقد فكرت طويلا في الأمر، لن نذهب إلي باريس، يقولون أن طوكيو هذه الأيام أصبحت من أجمل المناطق في العالم، كما أنهم يملكون العديد من دور الأزياء المهمة!!