لاعبو "غزة" .. حلم كبير وواقع مرير - صور

غزة / الرياضية – تقرير مصطفى جبر - يعتبر أجمل ما في كرة القدم هو تسجيل الأهداف إذ يتفنن النجوم بابتكار أشكال وصور رائعة للفرحة بهد تسجيل الأهداف، بطولة "فينتانا" التنشيطية لكرة القدم التي نظمها نادي الاستقلال بإشراف إتحاد الكرة ورعاية شركة المدينة للمشروبات الخفيفة والتي حصل على لقبها " إتحاد خان يونس" شهدت فقرات طريقة وصور مميزة للاعبين اللذين عبروا عن فرحتهم بتسجيل الأهداف باقتباس طرق احتفال لنجوم عالميين لفتوا أنظار العالم تجاههم وأصبحت طرق احتفالهم بالأهداف ماركة حصرية لهم.

حلــــم بعيد

ولعل رغبة اللاعبين في بطولة " فينتانا" المتعطشين لكرة القدم و إحراز الأهداف دفعتهم  للخروج عن النص عند الاحتفال بتسجيل الأهداف كلٍ علي طريقته الخاصة، وتتفاوت مشاعر التعبير من شخص لآخر، لكنها في النهاية تكون لحظات مجنونة "إن جاز لنا أن نطلق عليها كذلك" فهي أوقات يغيب فيها العقل ولا تتحكم في اللاعب حينها سوي مشاعر عفوية وليدة اللحظة، ولكن محلياً يستذكر لاعبينا نجومهم المفضلة لتقليدهم في دلالة للحلم الذي يمتلكه كل لاعب بالوصول إلي العالمية كحلم لكل لاعب بعيداً عن الواقع الرياضي المرير في قطاع غزة.

نجوم إتحاد خان يونس كان لهم نصيب الأسد من فقرات الاحتفال بالأهداف وما ساعدهم على ذلك العدد الكبير المسجل باسم الفريق والذي تجاوز 15 هدف كأقوى خط هجوم بين فرق البطولة، إضافة إلي الأجواء الأسرية والترابط القوي بين لاعبي الطواحين اللذين فرضوا أنفسهم كأقوى المنافسين على البطولات الودية والرسمية.


فينتانا


فينتانا

من الشبه (40)..

وبخلاف ذلك ظهر بعض اللاعبون بشكل يُشابه لاعبين من أعلى الطراز الكروي وهو ما أضاف للبطولة إثارة ومتعة ولفت أنظار الجماهير منهم اللاعب محمد عويضة حارس مرمي فريق خدمات المغازي والذي تشبه ملامحه الحارس الكاميروني " كامينى"، ونادر جروان لاعب خدمات النصيرات الذي يُشبه لاعب تشيلسى والمنتخب البرازيلي " اوسكار"، وأمين أبو جاموس ظهير نادي القادسية الرفحي الذي يُشبه  اللاعب لاسانا ديارا نجم وسط المنتخب الفرنسي وريال مدريد سابقاً.


فينتانا
فينتانا

تحت الضغط

لم يخف إبراهيم الحبيبي مهاجم فريق خدمات رفح أسباب احتفاله على طريقة النجم البرتغالي " كرستيانو رونالدو"، مؤكداً إلي انه يعيش ظروفاً صعبة وضغوط كبير نظراً لابتعاده عن التهديف لفترة طويلة مع الفريق.

وقال " الحبيبي" أن الهدف في مرمي إتحاد خان يونس جعله ينفجر فرحاً ويحتفل بطريقة الدون رونالدو، متمنياً أن يكون هذا الهدف بداية لعودة حاسته التهديفية والرجوع لمستواه المعهود الذي ظهر به قبل موسمين، وعبر اللاعب عن أسفه لعدم التسجيل في الموسم الماضي بخلاف الأهداف الثلاثة التي سُجلت باسمه في بطولة كأس غزة للمحافظات الجنوبية.


فينتانا

بصمات للتاريخ

منذ أن أحرز "ميلا" هدفه الشهير في كأس العالم 1990 وذهب ليرقص بجوار الراية الركنية، أصبحت طريقة الاحتفال بالأهداف طقساً خاصاً يمارسه معظم اللاعبين، وسجلت بعدها أكثر 10 لقطات مُثيرة للاحتفال بالأهداف كان أبرزها احتفال اللاعب "ماركو تارديلي" لاعب كرة قدم إيطالي سابق ومدرب كرة قدم حالي، في كأس العالم عام 1982 تمكن من إحراز الهدف الثاني لفريقه ليفوزوا بكأس العالم، وبعدما سجل الهدف أخذ يصرخ باسمه كالطفل الصغير

"إيريك كانتونا" لاعب كرة قدم فرنسي سابق تألق في التسعينيات، تمكن من إحراز هدف الفوز لنادي "مانشستر يونايتد" في الدوري الإنكليزي الممتاز موسم 1997 على نادي "سندرلاند".

"كريغ بيلامي"لاعب كرة قدم ويلزي، في دوري أبطال أوروبا عام 2007، قبل مباراة فريقه "ليفربول" مع "برشلونة"، قام "بيلامي" بضرب رفيقه في الفريق "جون آرني ريسه" بمضرب كرة غولف ولكنه اعتذر بعد ذلك للمدرب، الذي اشترط عليه التسجيل حتى يقبل الاعتذار، وهو ما حدث.

"بول غاسكوين" لاعب كرة قدم إنكليزي سابق، ومدرب كرة قدم حالي، قبل مباراته مع اسكتلندا في كأس الأمم الأوروبية، تم تصويره في الليلة السابقة للمباراة وهو ثمل مع أحد زملائه، ولكن في اليوم التالي أحرز هدفاً لفريقه لينقذ ماء وجهه.

" ستيوارت بيرس" في دوري الأمم الأوروبية عام 1996، كانت إنكلترا في مباراة الربع نهائي مع إسبانيا والتي انتهت بضربات الجزاء، وكان "بيرس" هو من أحرز الضربة الثالثة ليفوز فريقه، قام بركل الكرة بكل ما يملك من قوة انتقاماً وخوفاً مما حدث له عام 1990 عندما أضاعها وتسبب في خسارة فريقه.

" فاكوندو سافا" المهاجم الأرجنتيني الذي كان يركض وهو مرتدياً قناعه بعد كل واحد من الأهداف الـ7 التي أحرزها خلال العامين الذي لعب فيهما لنادي "فولهام" الإنكليزي.

"بيتر كراوتش" لاعب كرة قدم إنكليزي، أصبح معروفاً بعد حركاته الآلية في حفل ما قبل كأس العالم في منزل "ديفيد بيكهام" عام 2006، واستفاد من هذه الحركات في المباريات الودية قبل البطولة، بعدما سجل أهدافاً ضد المجر وجامايكا.

"يورغن كلينسمان" لاعب كرة قدم ألماني سابق وكان أيضاً مدرباً للمنتخب بلاده، اشتهر عام 1990 بحركة "دايف"، وأصبحت من الحركات الأساسية في كرة القدم.

"روجر ميلا" لاعب كرة قدم كاميروني سابق، وهو من أوائل اللاعبين الأفارقة الذين أصبحوا نجوم عالمين، اشتهر برقصته المجنونة في مونديال 1990.

"تيموري كيتسبايا" لاعب كرة قدم جورجي سابق، بعد إحرازه هدفاً لـ"نيوكاسل" ضد "بولتون" عام 1998، ركض إلى لوح الإعلانات وخلع قميصه وبدأ بركل اللوح بكل قوته، كانت من أحد المشاهد الجنونية له في تاريخه الكروي.


فينتانا

الاحتفال بالطريقة الشعبية

فاكهة فريق إتحاد خان يونس " حسن أبو حبيب" نجم خط وسط الفريق المُنتقل إليه حديثاً لفت أنظار الجميع بالاحتفال بالطريقة الشعبية المصرية على غرار لاعبي الأهلي المصري، وذلك مع زميله اللاعب أنور عمران فى أجواء أسرية أخوية جميلة بين اللاعبين اللذين قدموا أداء مميز طوال البطولة وتوجوا بلقبها عن جدارة واستحقاق.

وأرجع " أبو حبيب" الفضل لمدرب الفريق احميدان بربخ واللاعب محمد صيدم، مشيراً أن الوصول إلي هذه المرحلة المميزة بين اللاعبين لا توجد إلا في فريق الطواحين، مؤكداً أن ذلك يُساهم في خلف حالة من الانسجام والمحبة بين اللاعبين.

وتابع قائلاً:" قبل كل مباراة اتفق مع زملائي اللاعبين وخاصة أنور عمران على طريقة الاحتفال بعد تسجيل الأهداف، ووقع الاختيار هذه المرة على الاحتفال بالطريقة الشعبية المصرية التي اتبعها لاعبو النادي الأهلي فى الآونة والتي لاقت إعجابنا وإعجاب كافة زملائي".

وكان مهاجم إتحاد خان يونس تامر عرام قد أحتفل بأحد أهدافه على طريقة المنتخب الكولومبي وهي الرقصة الشعبية الكولومبية التي جذبت أنظار المتابعين لكأس العالم 2014 والذي حصل على لقبه المنتخب الألماني في البرازيل.


فينتانا
فينتانا

واقع مرير

ومع هذه الأحداث الكروية المُثيرة التي يظهر بها لاعبو غزة تبقى الأحلام والأمنيات كبيرة بالوصول إلي مستويات متقدمة على صعيد كرة القدم، فالاقتباسات لطريق احتفالات نجوم الكرة العالمية لم تأتِ من فراغ بل هي رغبات ودوافع نابعة من نفوس اللاعبين والحلم الذاتي لهم ولكن الواقع الرياضي المرير يقف عائقاً وسداً منيعاً أمام كل الطموحات والرغبات لاختلاف الإمكانيات.