الرجوب يشيد بدور جائزة محمد بن راشد في تنمية الأفكار الخلاقة في الإبداع الرياضي

دبي – دائرة الإعلام بالإتحاد –

اشاد اللواء جبريل الرجوب، رئيس اللجنة الأولمبية الفلسطينية، رئيس اتحاد كرة القدم، بالدور الذي تؤديه جائزة محمد بن راشد ال مكتوم في سبيل الوصول الى المزيد من الافكار الخلاقة في الابداع الرياضي حول العالم من خلال توفير كل الظروف المناسبة لتجميع تلك الافكار وتنظيمها وفق احدث الوسائل التكنولوجية من أجل الوصول الى انجع الطرق لتطوير الرياضة والوصول من خلالها الى اهداف سامية تنتشر بين الشعوب  من بوابة الرياضة.

وكان الرجوب قد شارك بافتتاح فعاليات ندوة دبي الدولية العاشرة للابداع الرياضي، والتي انطلقت الثلاثاء، في فندق الانتركونتيننتال بدبي، وسط مشاركة ابرز الشخصيات الرياضية الدولية والعربية، من الامم المتحدة والعديد من الجامعات الدولية، على راسهم مطر الطاير رئيس مجلس امناء الجائزة، والبروفيسو اندرسون هاريسون، سفير الابداع في العالم، حيث تم فتح نقاشات باستخدام التكنولوجيا الحديثة بين رياضيين من مختلف انحاء العالم واستعراض رياضية ناجحة.

وكانت الجائزة قد منحت اللواء الرجوب جائزة افضل اداري رياضي عربي في 2013 نظير جهوده في تطوير الرياضة الفلسطينية والوصول بها الى العالمية وفتح الافاق امام الرياضيين الفلسطينيين من كلا الجنسين بالتطور والاحتكاك بكل لاعبي العالم خلال سنوات قليلة.

 واعتبر الرجوب ان انتظام الجائزة وانفتاحها الكبير على معظم التجارب الرياضية العالمية سيكون عامل اثراء لمصلحة الرياضة العربية من خلال تحفيز القائمين على الرياضة لتشجيع كل الافكار الرياضية الابداعية عند  الممارسين للعبة في منطقتنا.

من جانبه اعتبر احمد الشريف، امين عام جائزة محمد بن راشد ال مكتوم، أن التجربة التي خاضتها الرياضة الفلسطينية من أجل الوصول الى العالمية من خلال المنافسات في وقت محدود جدا وفي ظل ظروف قاهرة يعتبر احد اهم التجارب التي تشرفت الجائزة بالوقوف عندها وعرضها خلال النسخة الماضية وتكريم اللواء الرجوب بجائزة افضل اداري رياضي عربي.

 وتحدث في الجلسة الأولى البروفيسور أندرو هاريسون سفير الإبداع وترأست الجلسة د. نيلوفا روحاني وحملت الجلسة عنوان “أفكار في الإبداع”، واستعرض فيها هاريسون التحديات التي يواجهها المبدعين، والفرق بين الإبداع والابتكار، والقيم التي يتقيد بها المبتكر، كما شرح كيفية تحقيق المعادلة بين الابتكار والبناء لتحقيق الإنجاز.

واستهل ا أندرو محاضرته بالاستشهاد بمقولة للشيخ محمد بن راشد ال مكتوم “نستخدم الإبداع والابتكار لخلق شيء جديد”، وقال أن هذه المقولة تختصر الكثير من العلوم التي تحاول شرح معناها، وقال: لقد نشرت كتابين من قبل تحدثت فيهما حول الأشخاص الذين يحبون عملهم وكيف أن ذلك يؤدي إلى الإبداع، حيث يعتبر ذلك هو العنصر الخفي في الإنسان وهو السبب الحقيقي في الإبداع، وكان هدفي في هذين الكتابين هو الدمج بين العمل والتفكير ومن خلال ذلك يمكن للإنسان تحقيق الاستفادة الكاملة من جميع أعماله، ويمكنني هنا تعريف الإبداع بأنه تحقيق رؤية أو فكرة جديدة تختلف عن تفكير الآخرين، أما الابتكار فهو ما يحول الأفكار إلى نتائج ومكاسب، ومن السهل أن تصنع من الإبداع ابتكاراً، لكن من الصعب أن تخلق من الابتكار إبداعاً”.
وأضاف: “إن ما نتحدث عنه هو الأحكام والمقاييس العامة التي لابد أن نلتزم بها، فمثلاً في كرة القدم نجد جميع الفرق تلتزم بنفس القانون وتلعب نفس اللعبة لكن هناك فريق يتميز ويفوز وآخر يخسر، وهنا يبرز العنصر الخفي في تحقيق الفرق بين الفائز والخاسر.

واستكمل :”يستطيع الرياضي الفذ أن يفصل نفسه عن التنافس والمنافسة وأن يجعل عالمه دائرياً وليس مسطحاً، بحيث يهيئ نفسه للتفكير فيما بعد الخسارة بإيجابية، فإذا لم يفز في المرة الأولى فعليه أن يفكر في تطوير أدائه لكي يفوز في المنافسات التي تليها وهكذا حتى يحقق هدفه في الفوز، لذلك لابد للإنسان أن يضع هدفه الأساسي هو الفوز مهما تكررت خسارته، ونحن نبحث هنا عن العنصر الخفي لدى الرياضيين فالمهم هنا هو الجانب النفسي للاعب ولوجستية الابتكار والأفكار الإبداعية، وليس الجانب البدني أو التغذية أو التدريبات، فعندما تجتمع ثلاثة أشياء هي (الأهداف والأفكار والثقافة) في شخص واحد يمكنك أن تتنبأ بفوزه بلا أدنى شك، وهناك فرق بين من يقول وبين من ينفذ، وبين من يقول وينفذ في نفس الوقت.

واختتم قائلاً :”توجد دراسات في علم نفس يمكنها قياس وتحديد العوامل النفسية المؤثرة في أداء الإنسان، فهناك مثلاً مقياس(ISPI) الذي يقيس مؤشر الإبداع في الإنسان، والذي أوضح وجود ثلاثة أنواع من البشر (المبدعين، الوسطاء والبنائين)، وهذا المقياس يستطيع أن يحدد للإنسان إلى أي فئة ينتمي هذا الإنسان، والذي من خلاله نستطيع تحديد نقاط القوة في الإنسان لنعززها ونكتشف نقاط الضعف لنقومها، واكتشفنا من خلال هذا المقياس أن هناك نموذجين مختلفتين من البشر الأول الشخص الذي يفكر ويبدع والشخص الآخر هو الذي يبني وينفذ دون أن يجهد عقله في التفكير، ولكي نكون ناجحين ومميزين لابد أن نجمع بين الإبداع والابتكار والتحليل، حيث أثبت الواقع والتاريخ أن الإبداع وحده لا يكفي لتحقيق النجاح، وأكبر مثال على ذلك العالم الفذ ليوناردو دافنشي الذي كان بارعاً في الرسم والنحت والذي صمم أفكار العديد من الاختراعات التي غيرت مجرى التاريخ فقد كان إنساناً مبدعاً لكن معظم اختراعاته لم تنفذ وظلت مرسومة على مخطوطات دون تنفيذ لفترة كبيرة من الزمن، وذلك لأنه كان يحتاج إلى العنصر البناء، كان يحتاج إلى إنسان ينفذ ما أبدعه واخترعه من أفكار، لذلك فإن الإنجاز والتطور لا يتحقق إلا من خلال الربط بين المبدع والبناء”.

وفي نهاية الجلسة قام هاريسون بإجراء تجربة عملية توضح كيف يستطيع المبدعين مساعدة الأفراد العاديين في التفكير بشكل صحيح لحل المشكلات، حيث طلب من الحاضرين في الندوة اكتشاف أكبر عدد من الأرقام التسلسلية في ورقة مليئة بالأرقام المبعثرة في مدة لا تتجاوز الأربعين ثانية، لكنهم لم يستطيعوا، وكرر طلبه في ورقة أخرى مقسمة لتسعة أجزاءوفي هذه المرة استطاع الحاضرين تحديد عدد أكبر من الأرقام المسلسلة في نفس المدة الزمنية.

كما شهدت الندوة الكثير من النقاشات والمداخلات من العديد من الخبراء والأكاديميين واصحاب التجارب بالاضافة الى فتح المجال لطلاب الجامعات من الامارات والدول العربية والاجنبية لتقديم الاسئلة والنماذج الواقعية من خلال استخدام وسائل التواصل الاجتماعي تويتر وجوجل بلس وغيرها.