لا تتوفر نتائج هذه اللحظة

الملعب البيتي ...لا تفاوض ولا مساومة ولا تفريط


الرياضية أون لاين : كتب / أسامة فلفل


إن رفض الأشقاء العمانيين خوض مباراة الإياب التي من المفترض أن تقام على إستاد هواري بو مدين اليوم الثلاثاء 11-4-2023 في مدينة دورا بالخليل مؤشرا خطيرا سيكون له تداعياته، واعتقد أن موقف الاتحاد الوطني الفلسطيني لكرة القدم  برئاسة الفريق جبريل الرجوب ،ونادي شباب الخليل برئاسة الأستاذ مثقال الجعبري واضح والمتمثل بالتمسك بإقامة اللقاء المرتقب وعدم التفريط في ذلك للمحافظة على انجاز الملعب البيتي الذي ما كان أن يتحقق لولا تضحيات وجهود مضنية سجلتها القيادة الرياضية الفلسطينية عبر محطات ومشوار نضالي رياضي طويل وشاق تمخض عنه الاعتراف بالملعب البيتي.


التضحية بالإنجاز الوطني والتاريخي " الملعب البيتي " وضياع مبدأ تكافل الفرص أمر مرفوض وغير قابل للمناقشة، وهذا الاستحقاق  الوطني لا تفاوض ولا مساومة فيه بالمطلق وهو حق شرعي ولا يمكن التفريط به مهما كانت الأسباب والتداعيات ، ففي الوقت الذي يتعرض فيه شعبنا الفلسطيني ومقدساته ومؤسساته للعدوان الاسرائيلي نفاجئ في الوسط الرياضي والإعلامي بالوطن المكلوم بقرار الاتحاد العربي لكرة القدم بنقل مباراة الإياب إلى ستاد عمان الدولي بالمملكة الأردنية الهاشمية بطلب من الأشقاء العمانيين وتحديدا من اللجنة المنظمة للبطولة والتي يدل قرارها على تجاوز واضح للخطوط الحمراء وضرب بعرض الحائط اللوائح والنظام و القانون  وحرمان جماهير نادي الخليل  والجماهير الفلسطينية من حضور أحداث هذا العرس الرياضي العربي الكبير الذي يتزامن مع العديد من المناسبات الوطنية الفلسطينية الخالدة الذي سجل فيها الشعب الفلسطيني وقيادته التاريخية أعظم ملاحم البطولة على هذه الأرض المقدسة من أجل أن يظل العلم الفلسطيني يرفرف في سماء الوطن .


 اليوم بدلا من الاصطفاف والتضامن واسناد الرياضة الفلسطينية وتعزيز صمودها وشد من أزرها، نفاجئ بالموقف العماني برفض اللعب والحضور تحت شعارات غير مبررة لا تخدم تطلعات وآمال الأمة ولا تصب في قنوات المصلحة الوطنية العربية عامة والفلسطينية خاصة.


إن التاريخ الرياضي العربي حافل بالمحطات النضالية الرياضية المشرفة، حيث عبور العديد من الفرق والمنتخبات العربية الأصيلة لأرض الإسراء والمعراج، واللعب على أرض الملعب البيتي، حيث شكلت هذه المواقف البطولية حالة رياضية عربية نموذجية وفريدة من نوعها بالفعل والأداء، وعكست وجسدت روح التلاحم الرياضي العربي الفلسطيني وكانت رسالة عربية قوية للعالم الصامت المتخاذل بعدم التخلي عن نصرة واسناد الحق الفلسطيني.


إننا ما زلنا ورغم كل التداعيات نأمل حضور فريق النهضة العماني لملاقاة شقيقه نادي شباب الخليل وكسر جدار الحصار والوقوف على مسافة واحدة مع الاتحاد الفلسطيني لتعزيز وتأكيد الحق في تثبيت الملعب البيتي الذي تحقق بعد معارك رياضية ضارية.


 ختاما ..


الملعب البيتي اليوم يعتبر رمزا من رموز السيادة الرياضية والوطنية وعنوان مهم وبارز على الخارطة الإقليمية والدولية،  وهذا المنجز الوطني التاريخي رسخ نتاج جهود مضنية و تضحيات كبيرة وإصرار وإرادة فلسطينية صلبة  للقيادة الرياضية الفلسطينية ،  التي استطاعت أن ترسخ هذا المنجز الهام والتاريخي في وجدان العالم الظالم، وكتبت وسجلت بمداد الدم والعرق والتضحية على بوابة التاريخ أن هناك منظومة رياضية فلسطينية متطورة تستحق الاعتراف بها ومن حقها استضافة المنتخبات والفرق الرياضية على ملاعبها التي تحمل المواصفات والمعاير الدولية.