سنابل ملتقى حكام الألعاب الرياضية أينعت وازدهرت

الرياضية أون لاين : كتب / أسامة فلفل 

حصاد هذا العام وافر ومزهر، فسنابل قمح الرياضة الفلسطينية أثمرت وجنى الوطن والرياضة الفلسطينية ثمار يانعة أعطت قيمة كبيرة لموسم الحصاد، وغردت طيور ملتقى حكام الألعاب الرياضية بالمحافظات الجنوبية وهي تحمل في حواصلها حب ووفاء لكل أولئك الذي غرسوا النبتة الأولى في بيادر الرياضة الفلسطينية وحقل التحكيم عبر مراحل ومحطات التاريخ. 

أيام الزمن الجميل للرياضة الفلسطينية كانت هذه الكوكبة من قضاة الملاعب تمثل الحصن الحصين والحزام الأمين، حيث تاريخ قضاة الملاعب حافل بالمحطات والمواقف التاريخية، مليء بالمواقف التي ستبقى وهاجة في سفر التاريخ وكتبه. 

هذه النخبة من القامات والشخصيات الوازنة والمخضرمة شكلت جدار حماية لمنظومة كرة القدم الفلسطينية خلال السنوات العجاف، وحافظت على ديمومة الحراك والنشاط رغم طبيعة التحديات والظروف الاستثنائية، ونجحت في ترسيخ قواعد الانضباط والعدالة والنزاهة، وعكست عمق التلاحم بين كل مكونات الحركة الرياضية الفلسطينية على مستوى الوطن والشتات الفلسطيني وكتبت بمداد من ذهب فصول ملحمة البقاء وهزمت كل جحافل اليأس وأبحرت بسفينة الرياضة الفلسطينية لموانئ التاريخ رغم أنف الاحتلال. 

اليوم ومن قلب المعاناة يبرز الدور الريادي لملتقى حكام الألعاب الرياضية كأداة فاعلة في حركة النضال الرياضي الفلسطيني، على اعتبار أن هذا التوجه الوطني يمثل قيمة عظيمة من قيم النضال الوطني الذي هو في الأساس جزء أصيل من تاريخ حركة النضال الفلسطيني. 

إن التفكير الرصين والموزون كان وراء ميلاد هذا الإطار الرياضي الجديد " ملتقى حكام الألعاب الرياضية الفلسطينية " الذي يحمل قيم العطاء والمسؤولية الوطنية والأدبية والأخلاقية، فعمقه الوطني والإنساني والقيمي أرسى دعائم جديد وحافظ على منجزات عظيمة لتاريخ مليء بالمحطات الزاخرة لحراك رياضي محمود في أحلك الظروف التي عايشتها الرياضة الفلسطينية. 

 اليوم ملتقى حكام الألعاب الرياضية بنجومه وجمعيته العمومية وقيادته التاريخية التي يقف على رأسها قيمة وشخصية وزانه لها تاريخها المشرف عربيا وآسيويا ودوليا " ممثلة بالإستاد عبد الرؤوف السدودي أحد أبرز قضاة الملاعب الفلسطينية عبر محطات طويلة، يدون بالذكرة الفلسطينية صور جديدة من العطاء الوطني الملتزم. 

 إن حراك ملتقى حكام الألعاب الرياضية تجاوز الحدود المحلية وخطى للعربية بفعل الإيمان بضرورة توطيد ونسج علاقات مع الأصدقاء والأشقاء في عالمنا العربي لتبادل الخبرات والاستفادة من التجارب الثرية لعباقرة التحكم في عالمنا العربي خدمة للرياضة الفلسطينية التحكيم الفلسطيني لكل الألعاب الرياضية. 

المتتبع لنشاط الملتقى وفعالياته يستشعر ويلمس أن الملتقى يعمل ضمن محددات وثوابت وفلسفة خاصة ترتكز على استراتيجية وطنية ومنهج ومسار وطني يهدف لتوظيف واستثمار الجهود والطاقات وتسخيرها لخدمة الرياضة الفلسطينية بعيدا عن أي اتجاهات أو أجندات لا تخدم الرياضة الفلسطينية. 

 اليوم ملتقى الألعاب الرياضية يرسم خارطة طريق وفق آليات وأسس ومعاير للسير على هداها، ويعمل على احتضان كل نجوم الزمن الجميل من قضاة الملاعب الذي خدموا في محراب التحكيم وأفنوا حياتهم وساهموا في دوران عجلة الحراك الرياضي في الظروف والأوقات والمحطات الصعبة. 

بالأمس وفي أجواء روحانية رمضانية وفي أيام كلها نفحات ايمانية ربانية نظم ملتقى الحكام إفطارا جماعيا لنجوم الزمن الجميل من قضاة الملاعب، فالمشاهد كانت ممزوجة ما بين الفرح والألم، الفرح على اللقاء والتواصل بعد طول غياب وبعد قسري بسبب الظروف الاستثنائية، والألم على أولئك الرجال الذين أقعدهم المرض العضال وباتوا بعيدين عن ساحة وميدان النشاط والحراك الرياضي ويبتهلون لله أن يلبسهم ثوب الصحة والعافية، لحظات مؤثرة جدا خلال مصافحة النجوم للكابتن سعد سنونو أبو محمود زميلهم ورفيق دربهم الذي ندعوا الله له بالشفاء العاجل ، هذه المواقف حركت الدموع بالمآقي وسالت أنهار من دموع الفرح باللقاء الذي يغذي شريان الحب المفتون لكل أولئك الذين غرسوا سنابل الحب و العطاء في بساتين رياضتنا الفلسطينية. 

لم يكتفي ملتقى حكام الألعاب ومجلس ادارته بتكريم نخبة من الحكام المخضرمين والشخصيات الرياضية، بل كان تكريم مميز وخاص لحكام كرة الطائرة بالبطولة العربية الكابتن أسامة المقيد الكابتن حاتم حمودة، وكان لي شرف ان احظي بالتكريم المميز من رئاسة الملتقي. 

 وفي كلمة مقتضبة أكد خلال حفل الإفطار الأستاذ عبد الرؤوف السدودي رئيس الملتقى أن ملحمة البقاء والصمود على هذه الأرض هي الدافعية التي دفعتنا للإعلان عن ميلاد هذا الكيان والإطار الوطني لنتقاطع مع كل مكونات الرياضة الفلسطينية لتعزيز الشراكة خدمة للوطن ومنظومته الرياضية ورد الجميل لأولك الرجال الذين حملوا المسؤولية وكانوا جنود للوطن والرياضة الفلسطينية،  وأشاد بجهود كل أعضاء المجلس و الجمعية العمومية الذين انصهروا في بوتقة التلاحم الوطني الخلاق وصنعوا المستحيل وحلقوا اليوم في فضاء الإنجازات  ، وثمن جهود كلا من الدكتور إسماعيل هنية على دعمه واسناده هو نجلة الأستاذ عبد السلام هنية الأمين المساعد للمجلس الأعلى للشباب و الرياضة ، و الفريق جبريل الرجوب رئيس اللجنة الأولمبية الفلسطينية لفكرة هذا الكيان الوطني ، وفي ذات السياق ثمن أيضا الجهود الكبيرة للمجلس الأعلى للشباب والرياضة وجهود منسق المجلس بالمحافظات الجنوبية الأستاذ يحي الخطيب ، وجهود الدكتور احمد ابوهولي الذي وقف وقفة عز وشموخ لجانب الملتقي وقدم الدعم اللازم ، وللأخ محمد كرسوع مدير مكتب الدكتور أبو هولي ، وشكر أيضا الشخصيات التي باركت ودعمت الفكرة حتي أضحت حقيقية " الأستاذ معمر بسيسو ، الأستاذ وليد أيوب ، الأستاذ فتحي أبو العلا ، الأستاذ إسماعيل مطر ، الأستاذ خالد شامية ، وكل الشخصيات الرياضية والوطنية