الرياضية أون لاين : كتب / أسامة فلفل 

دم العروبة النابض بالحب والأمل بالمستقبل، والعطاء والوحدة يتدفق في عروقه، عراقي عربي الأصل والجذور، يعرف قيم التضحية ومحدداتها، رمزا للمناضل الثائر والعراقي البطل الذي يعرف نطاق مسؤولياته وحدودها، عنوان من عناوين الإعلام العراقي الرياضي المشهود لها بالعطاء والإنجاز والالتزام بالمهنية، كتب على صدر صفحات التاريخ الإعلامي الرياضي العراقي إنجازات طيبة، لامس بوطنيته ووطنه العراق الحبيب تضاريس الإعلام الرياضي العربي والدولي. 

الأستاذ الكريم والفاضل أياد الصالحي ابن مدينة بغداد أصل التاريخ والحضارة صاحب مواقف نضالية معروفة في الوسط الإعلامي العراقي والعربي، مواقفه واطروحاته وأفكاره غنية وتعبق بالأصالة والحضارة والفكر الناضج المستنير، وتعكس هوية انسان مثقف واعي يحمل هموم أمة وشعب ومنظومة إعلامية عراقية رياضية تشق طريقها رغم شهب الظلام، حاملة راية وسنام المجد، تجاوزت بحور التحديات ورفضت الوصاية والتبعية وانخرطت في حركة نضال عراقية مستمدة من عمق وفهم وطني وحضاري. 

كان لي شرف معرفه الأستاذ الكريم إياد الصالحي الدمث في حديثه وحواره ونمط أسلوبه ومفردات كلماته التي تحمل معاني السمو والأخلاق الرفيعة، في العاصمة الماليزية كولا لامبور على هامش انعقاد مؤتمر كونغرس آسيا للصحافة الرياضية، وأيضا التقيته المرة الثانية على هامش بطولة الخليج ال 24 في الدوحة، فعرفت فارسا إعلاميا عرقيا عربيا شهم صلب، متزن يتحدث بلباقة وبلاغة وثقة بالنفس، ففهمت انني أمام شخصية متكاملة الأركان في عمقها الإعلامي والثقافي والوطني والإنساني.

كان حديثه عن محطات مؤلمة مرت بها الصحافة العراقية والعربية، وتأثره الكبير بالحالة الإعلامية الرياضية العراقية وما وصلت إليه نتيجة ظروف استثنائية، كان يتوقف ويسرد بدقة متناهيه كيف إمكانية الخروج من الأزمات وفق آليات ومنهج علمي مدروس يرتكز على فلسفة الاستثمار والتوظيف للكفاءات والطاقات الشابة، وتوفير برامج التأهيل وفق الأصول للوصول إلى منتج إعلامي واعي مثقف قادر على مواكبة التطور الهائل الذي يعيشه العالم.

تناولت وإياه محطات تاريخية لمسيرة الحركة الرياضية العراقية والفلسطينية والتقينا في الهدف الذي ارتكز على نقاط أبرزها التوثيق لحفظ التاريخ والمنجزات والإنجازات لتكون إرث للأجيال القادمة، الاستثمار بالإعلام والرياضة لتحقيق الاستدامة والتنمية البشرية والوصول للأهداف الوطنية، المحافظة على الكيانات والأطر الإعلامية الرياضية بعيدا عن التبعية والوصاية لتحقيق الشفافية وترسيخ النزاهة والحياد في العمل والإنجاز. 

حقيقية الحديث مع الأستاذ إياد كان يستمر لساعات طويلة دون أن تشعر بالكلل أو الملل، فأنت تستمع لمرجع رياضي وإعلامي عراقي عربي، ولشخصية رصينة وحكيمة حيث عبق التاريخ ينساب من حديثه العذب والشيق.

الأستاذ إياد مولع لدرجة كبيرة بالطابع العروبي وهو يعتبر أن الأمة العربية والإسلامية هي الأساس في رقي الأمم والشعوب والحضارات أصولها وجذورها تمتد لباطن الحضارة العربية الإسلامية، ومن منطلقات هذا الفهم الوطني يعمل بل يسعى لتعزيز اللحمة الإعلامية الرياضية العربية كونها تمثل جزء مهم وأصيل لحماية مقدرات الحركة الرياضية العربية وإنجازاتها الكبيرة.