الصدارة بلغة رفحية

حكاوي الملاعب
الرياضية أون لاين : غزة – جهاد عياش
بعد وصول قطار الدوري الممتاز لأندية قطاع غزة محطته السادسة اتضح أن قطبي الكرة الرفحية شباب وخدمات رفح سيكونا في طريق مفتوح للمنافسة على لقب بطولة الدوري بعد تصدرهما لجدول الترتيب، وتراجع نتائج بقية الفرق التي واصلت تخبطها، وأصبحت إقالة المدربين أو استقالتهم معضلة كبيرة في ظل انحصار عدد المدربين في حلقة ضيقة، وفي ظل مفاهيم قاصرة عن آليات اعداد الفرق والمنافسة على البطولة أو الصعود من درجة إلي أخري، إضافة إلي خروج اللاعبين المفاجئ بداعي الاحتراف سواء في الضفة أو في مصر وأسلوب عودتهم السريع وإعادة قيدهم وما لذلك من أثر سلبي على فرقهم.
أولا: الصدارة بلغة رفحية
مع نهاية الأسبوع السادس من بطولة الدوري الممتاز في قطاع غزة ،تحدثت الصدارة بلغة أندية الجنوب الرفحية ( الشباب والخدمات) الأكثر تتويجا ببطولة الدوري والأكثر جاهزية للمنافسة والأكمل خطوطا إضافة لثقافة المنافسة على الألقاب التي يتمتع بها اللاعبون والمدربون هناك وهذا ما تجلي في فوز شباب رفح الثمين على منافسه اتحاد الشجاعية(1/0) في قمة المباريات، ولم يبتعد عنه خدمات رفح سوى بهدف رغم تعادله السلبي مع خدمات النصيرات ليتقاسم الفريقان الرفحيان الصدارة برصيد(14نقطة)،فيما واصلت أندية الهلال وشباب جباليا جني النقاط للأسبوع الثاني على التوالي بفوز الأول على اتحاد بيت حانون (1/0) والثاني على غزة الرياضي بنفس النتيجة ليقفزا قفزة نوعية ويحتلان المركزين الرابع والخامس ، واستطاع اتحاد خانيونس تحقيق فوزه الأول على شباب الزوايدة( 4/0) في انتظار المزيد من النتائج الإيجابية، وبقيت أندية الصداقة وشباب خانيونس والزوايدة والرياضي محل شك كبير لدى الجماهير حيث واصلت هذه الأندية تخبطها في أسفل الترتيب نتيجة الأداء الضعيف والنتائج الهزيلة وكلها أمل في تحسن الأوضاع في اللقاءات القادمة .
ثانيا : تعرف على سبب فشل المدربين وإقالتهم
جرت العادة في أنديتنا على التعاقد مع المدربين في بداية كل موسم لتحقيق هدف معين، ومن أجل ذلك تعمل الإدارات على تدعيم الفريق بعدد من اللاعبين المتاحين وقد يكونوا غير مأهلين لتحقيق الهدف، وربما لم يقتنع بهم المدرب ولكنه يجب عليه أن يتعامل مع الأمر الواقع، وحسب زعمه وزعم الإدارة أنهم يريدون تقديم موسم جيد وفريق يلعب كرة قدم ممتعة، وما أن تبدأ مباريات الدوري يصبح هم المدرب ومجلس الإدارة والجماهير هو تحقيق الفوز والظفر بالنقاط الثلاث بغض النظر عن الأداء، ومن هنا تنبع المشكلة ويرتفع ضغط الجميع ويصبح التوتر والاتهام والتذمر السمة الغالبة على الجميع، وكل عنصر يتهم العنصر الآخر بالتقصير حتى نصل في وقت وجيز إلي الانفصال كما حدث في الأسابيع الستة الأولي من دورينا بجميع درجاته، وهذا الانفصال سببه الحقيقي أن أغلب المدربين هم مدربو نتائج وليسوا مدربو كرة قدم بما تتضمن من خطط تتوافق مع قدرات اللاعبين وأهداف الإدارة، والعجيب أن المدربين على دراية بقدرات لاعبيهم ويجب عليهم مصارحة أعضاء مجلس الإدارة بعدم القدرة على المنافسة من البداية بدل ترك الأمور للصدفة كما حدث مع كثير من المدربين هذا الموسم .
ثالثا : أندية سياحية في غزة
كثر في المواسم الأخيرة خروج لاعبي أندية غزة للبحث عن فرص أفضل في الضفة الغربية أو في مصر أو بعض الدول العربية من أجل الاحتراف، وتوفير حياة كريمة لهم ولأسرهم في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة الذي يعاني منه قطاع غزة، وعلى الرغم من المردود المادي الضعيف الذي يعود على الأندية إلا أن مجالس الإدارات لم تقف عائفا أمام أي لاعب وهذا موقف يحسب لها، ولكن أن يغادر الفريق عدد من اللاعبين مع بداية الموسم دون اتفاق ثم يعودوا بعد بداية الموسم ،ثم تطالب أنديتهم بقيدهم من جديد ثم تأتي فرصة أخرى ويغادروا، فهذا يسبب الفوضى والارباك لدى المدربين واللاعبين وينم عن عدم مسؤولية لدى المنظومة الرياضية بشكل عام، وعليه يجب علينا احترام القوانين وتطبيق العرف السائد في انتقال اللاعبين وهوالفترة الصيفية والفترة الشتوية المحددة بمواعيد، كما أنه على اتحاد كرة القدم عدم السماح لأي لاعب بالمغادرة بعد غلق باب القيد وعدم تسجيل أي لاعب حتى وإن فشل في تجربة احترافه هنا أو هناك، فالأندية في غزة يجب أن لا تكون سياحية حتى يأتي اللاعب وقتما شاء ويرحل كيفما شاء.
رابعا : فحجان لا تفعلها مرة أخرى
بعد إحرازه هدف الفوز الثمين لفريقه شباب رفح في مرمى اتحاد الشجاعية احتفل نجم الزعيم عماد فحجان بطريقة لم تعتد جماهير الكرة العربية والغزية عليها، بأن قام بالإشارة بإصبعه على وريد يده مقلدا لاعب الأهلي المصري أحمد عبد القادر الذى أحرز هدفا في مرمى الاتحاد المنستيري في دوري ابطال أفريقيا والذى اعتبرها الكثيرون إشارة سيئة واحتفال غير موفق، لأنها تشير إلي تصرف المدمنين واستاء مجلس إدارة الأهلي وطلبوا من اللاعب عدم تكرارها.
وتعود أصول هذه الحركة إلى الأمريكي دي أنجيلو راسل لاعب كرة السلة الشهيرفي نادي مينيسوتا تمبر وولفز ، حيث يرمز الاحتفال بها إلى عباراة «ICE IN MY VEINS» والتي تشير إلى الصمود ومواجهة تحديات الحياة والتعامل مع الضغوط المختلفة أو مواجهة الضغوطات بدم بارد وكأنك تضع قطعا من الثلج عليها ،وهذه نصيحة من والد اللاعب الأمريكي عندما بدا مسيرته الاحترافية.
ولا أدرى إن كان النجم فحجان يعلم معناها أم لا، ولكن عليه وعلى كل لاعب أن يراعي ثقافة مجتمعه وألا يستعمل إشارات قد يساء فهمها.