رحيل أبو دان خسارة وطنية

الرياضية أون لاين : كتب / أسامة فلفل 

 فقدت الحركة الرياضية الفلسطينية نجما من نجوم وعمالقة كرة القدم الفلسطينية الذين استوطنوا في قلوب الجماهير الكروية العاشقة والذواقة للفن والمتعة الكروية في الزمن الجميل، المرحوم محمود أبو دان، نجم رعاية الشباب ونادي غزة الرياضي. 

اليوم سماء القطاع تبكي نجمها الملهم صاحب العروض الكروية المميزة، والأرض تنعي فاكهة الملاعب الرياضية الفلسطينية محمود أبو دان معشوق الكرة الفلسطينية. 

محمود الأخلاق والروح الرياضية واللعب النظيف رفض دور الظهير المهاجم وأصر على أن يكون صانع الألعاب ومهندس الكرات للمهاجمين في زمن كان فيه المتعة والفن والهندسة. 

اليوم الموت يغيب قامة من قامات الرياضة الفلسطينية وتعود تنهمر الدموع في المآقي حزنا على مصاب جلل، ورحيل رمزية رياضية إنسانية أفنى حياته في حب الوطن ومشوقته كرة القدم وناديه الأم غزة الرياضي. 

في زمن الجائحة الأسود الذي غيب عنا كوكبة كبيرة من الأحباب والأصدقاء ورفاق الدرب والمسيرة، جاءني خبر رحيل دينمو الملاعب المرحوم محمود أبو دان أحد أهم وأبرز الرموز الرياضية المشعة في زمن العمالقة، ورياضة الزمن الجميل. 

لقد عرفت ومنذ عقود طويلة الفقيد فكان ما يميزه الشهامة والرجولة، ومن دون مقدمات وجدت النجم محمود أبو دان يتلألأ في سماء الرياضة الفلسطينية كالبدر في ليالي الحصاد عرفته والله وأنا لم ألتقيه ولا مرة من قبل، كان اسمه يسبقه في الحضور لما يملكه من متعة وفن وأخلاق عالية وبنية جسمانية قوية وطول فارع ومرونة وقدرات عالية في الألعاب الهوائية الطائرة، وتواضعه ونخوته الفلسطينية التي تعكس هوية وشخصية هذا العملاق. 

 كان الفقيد الراحل يبحث باستمرار عن النقاء والطهارة في الأشخاص وفي الأماكن ويعشق كتابة الأشعار وحفظها وتدوينها، كان يدون المحطات والذكريات الجميلة بحروف دامعة. 

اليوم نجم لامع يغيب قسرا وصوت محبوب سكن في ردهات رياضتنا الفلسطينية تاركا لنا وللأجيال إرثا وأثرا، رحل جسد وستبقى روحه تحلق في سماء المجد والخلود 

اليوم كل شبر من تراب هذه الأرض الطاهرة يشهد له بالإحسان في كل الميادين، خرج من الدنيا وترك أثرا طيبا في ساحة وميدان وطنه، لن تنسى جماهير الرياضة الفلسطينية الابتسامة العريضة والوجه المبتسم والثغر الضاحك باستمرار حتى في لحظة الألم والحزن المرحوم محمود أبو دان.