قمة السعادة

عصام سالم

(صحفي رياضي مصري)

  • 1 مقال

اعتلى الفريق الوحداوي قمة دوري الخليج العربي، بعد ثلاث جولات حصد خلالها العلامة الكاملة «9 من 9» ورغم أن المسابقة لا تزال في بدايتها، إلا أن البدايات تبشر بموسم وحداوي مختلف، عما كان عليه الحال في آخر ثلاثة مواسم، وكأن «أصحاب السعادة» يستكمل ما بدأه الموسم الماضي، عندما أنهى المهمة في المركز الثاني خلف الفريق الأهلاوي، ما منحه بطاقة التأهل للمشاركة مجدداً في دوري أبطال آسيا بعد سنوات من الغياب.

ولأن الفريق الوحداوي يتفاءل بالرقم «5»، فإنه يمني النفس بمعانقة لقب الدوري للمرة الخامسة، ومن ينسى عام 2005 عندما انتزع الوحداوية اللقب الثالث يوم الخميس 5-5 -2005 وب 5 أهداف في مرمى الظفرة، قبل جولة كاملة من ختام الدوري، حيث أكملوا المهمة بـ 5 أهداف في المرمى الوصلاوي.

ولا خلاف على أن الاختبار الحقيقي لطموحات أصحاب السعادة سيكون في مواجهاته مع الأهلي والعين والجزيرة، مع عدم التقليل من شأن بقية الفرق التي تعتبر نجاحها في عرقلة الفريق الوحداوي في الجولات المقبلة هدفاً رئيساً يستحق كل العناء والجهد، بدليل أن الوحدة وجد مشقة كبيرة في مباراته مع الإمارات التي حسمها الوحدة في الوقت المحتسب بدلاً من الضائع.

ولا شك أن استعادة الفريق الوحداوي عافيته يصب في مصلحة الكرة الإماراتية، لأن اتساع دائرة المنافسة على اللقب من شأنه أن يثري المسابقة، وهو أهم ما يميز الدوري السعودي الذي لا يستطيع أحد أن يتكهن بهوية من يفوز به حتى خط النهاية.

دقت ساعة الحقيقة ولم يعد يفصلنا عن اللقاء المرتقب بين العين «زعيم الكرة الإماراتية»، والهلال «زعيم الأندية السعودية، سوى 24 ساعة، حيث لقاء الإياب الذي سيحدد من يمثل غرب آسيا في النهائي الآسيوي، وإذا كان الهلال بفوزه الثلاثي في مباراة الذهاب قد وضع قدماً في النهائي، إلا أنه لدي قناعة بأن الكرة لا تزال في الملعب، وإن إمكانية التعويض صعبة، لكنها ليست مستحيلة، ولا تزال كرة القدم تقدم لنا العديد من الدروس التي ترفض كل دعاوى اليأس والإحباط، فمن كان يتصور أن ينجح فريق ليفربول الإنجليزي من أن يقلب الطاولة في وجه ميلان الإيطالي في نهائي أوروبا موسم 2004 - 2005، عندما أنهى ميلان الشوط الأول متفوقاً بثلاثة أهداف نظيفة، واعتقد الكثيرون أن مذبحة كروية ستكون في انتظار ليفربول في الشوط الثاني، إذ بالفريق الإنجليزي يحرز الهدف تلو الآخر، إلى أن أدرك التعادل بعد ربع ساعة فقط من بداية الشوط، ليحتكم الفريقان إلى شوطين إضافيين (انتهيا أيضا بالنتيجة نفسها 3- 3) لتحال أوراق المباراة إلى ركلات الترجيح التي كافأت ليفربول على إرادته وعزيمته القوية، ومنحته لقباً هو الأغلى في مسيرته.

نحن بصدد مباراة لا تعترف بأصحاب القلوب الضعيفة، ولا بالأخطاء الدفاعية التي من شأنها أن تُضيع موسماً بأكمله.

وكل ما نأمله أن تثبت رؤية الهلال بـ «العين المجردة » في سماء الإمارات.


** نقلا عن صحيفة "الاتحاد" الاماراتية