الكلاسيكو وحلم كتالونيا المجنون

راي

(كاتب)

  • 1 مقال

 

ماذا تمثل لقاءات الريال والبارصا لعشاق كرة القدم في العالم؟! هل يمكنهم تخيل أن يأتي يوم تغيب فيه مواجهات "الكلاسيكو" الساخنة التي باتت الأقوى في العالم.

للأسف، أصبح الأمر واردا وبقوة أكثر من أي وقت مضى، لذا فإن ما أكتبه في هذه السطور لا علاقة له بتوقيت "الكلاسيكو" المرتقب بعد أيام قليلة، فهناك ما هو أهم من نتيجة قد لا يكون لها أي تأثير في سباق "الليغا" هذا الموسم.

فالأمر أكبر من مجرد حديث عن مستقبل أنشيلوتي مع الريال أو مشاركة من عدمها لـ سواريز مع البارصا، بل أكبر بكثير من لعبة كرة القدم كلها، حديث عن لعبة السياسة التي باتت تهدد كيان الوطن إسبانيا.
يوم الأحد 28 سبتمبر وقع أرتور ماس حاكم كتالونيا وثيقة استقلال المقاطعة عن المملكة الإسبانية، ووضع طلبا رسميا على مكتب الحكومة لإجراء الاستفتاء، رغم رفض البرلمان الإسباني الأسبوع الماضي لطلب الكتالونيين إجراء استفتائهم الانفصالي، بل وأعلنها ماريانو زاخوي رئيس الوزراء الإسباني صراحة بالقول: "لن نسمح لهم بالانفصال، بل لا يمكن تصور أن تكون إسبانيا - بصفتها دولة - دون كتالونيا" لكن أرتور ماس رئيس الإقليم صعد لهجة التحدي، مؤكدا أن الاستفتاء سيتم في موعده المحدد 9 نوفمبر 2014، ليقرر الكتالونيون مصيرهم بأيديهم!
حقا إنها لكارثة على أي وطن تنمو روح العداء بين سكان أقاليمه كما وصل الحد الذي وصلت إليه إسبانيا اليوم لأسباب تاريخية عدة معروفة.. ولو بدأت بـ كاتالونيا، فـ الباسك على لائحة الانتظار!، كما أنها كارثة على كرة القدم الإسبانية.

لنفرض أن العملية نجحت في ظل دعم شعبي قوي لهذا الخيار، هل يعلم الكتلان ماذا سيحصل ؟ وما الذي سيتغير بالنسبة للكرة الإسبانية ؟

لن نرى برشلونة ولا إسبانيول في "الليغا"، لن يمكننا متابعة "الكلاسيكو"، ولن نرى لاعبي كتالونيا في منتخب إسبانيا !

هل هذا ما يريده دعاة "الاستقلال" ؟ هل هذا فعلا ما يريده بيكي، تشافي، إنييستا وغوارديولا، إذا كان ما يدعون إليه عن قناعة ودون مراعاة لمستقبلهم كنجوم ومستقبل الكرة الإسبانية التي دافعوا عن ألوانها لسنوات طويلة، فلا يجدر بنا إلا الوقوف من الآن دقيقة صمت على "الكلاسيكو" و"لاروخا".