لا تتوفر نتائج هذه اللحظة

لاعب جميع المناسبات

شفاء مراد

(صحفية رياضية لبنانية)

  • 1 مقال

بغضّ النظر عن المركز الذي يشغله، هو ذلك اللاعب الذي يمكنه ملء الفراغ في أي فريق يلعب معه أو أي "دوري" يشارك فيه، والذي يمكنه الانسجام والتناغم بشكل سريع وفعال مع أي مدرّبٍ جديد أو خطة لعبٍ جديدة.

ميزة هذا اللاعب هي احترافيته العالية لدرجة تجعله يبدو وكأنه قطعة معجون "تتقولب" بسرعة مع أي نادٍ أم مدرّبٍ أو دوري جديد، مهما كانت درجة الاختلاف عن ناديه ومدرّبه ودوريه السابق.

على عكس عدد كبير من النجوم الذين يكونون لامعين مع فريق معيّن ومدرّب معيّن وفي دوري معيّن، وحين يخرجون إلى أندية ودوريات أخرى، يفقدون ذلك البريق، بل في بعض الأحيان ينطفئون كلياً، حتى أنّنا لا نجدهم ناجحين مع منتخب بلادهم كنجاحهم مع أنديتهم.

حين نتحدّث عن هذا اللاعب لا يمكن إلا أن يمرّ برأسنا الأسطورة الأرجنتينية دييجو أرماندو مارادونا، الذي لعب في ثلاثة دوريات مختلفة، في قارتين مختلفتين، وتنقّل بين مدرّبين كُثُر، نجح معهم جميعاً، بل أبدع، ناهيك عن تألّقه وإبداعاته مع منتخب بلاده في تلك الفترة الزمنية نفسها.

أما إذا نظرنا اليوم إلى الأسماء الموجودة، فسنجد أن آنخل دي ماريا، الأرجنتيني الآخر، هو ذلك اللاعب الذي بإمكانك الاعتماد عليه مع أي مدرّب أو أي فريق.

فهو الآخر لعب في قارتين مختلفتين، لكن في أربعة دوريات وليس فقط ثلاثة، ومنذ انطلاقته وهو يحافظ على تألّقه بل ويتطوّر بشكلٍ ملفت، إضافة إلى تألّقه أيضاً مع منتخب بلاده. فجميع مَن تابع كأس العالم الأخيرة في البرازيل، عرف وتيقّن أن غياب آنخل عن المباراة النهائية أمام ألمانيا كان السبب الرئيسي والأبرز في خسارة الأرجنتين.

وبين مارادونا ودي ماريا أسماء كثيرة تنطبق عليها هذه الصفات، صفات اللاعب الذي "يملأ الفراغات"، يترأس القائمة رونالدو، "الظاهرة"، الذي لعب مع سبعة أندية في أربعة دوريات مختلفة، والذي كان النجم الأول والأبرز لمنتخب البرازيل، بل النجم التاريخي لمنتخب السيليساو. يليه ـ على سبيل المثال وليس الحصر ـ الأسطورة الهولندية يوهان كرويف، والنجم الفرنسي زين الدين زيدان، والسويدي زلاتان إبراهيموفيتش والإنجليزي دايفد بيكهام.

أما إذا ما نظرنا إلى يومنا هذا، فسنجد أن هذه النوعية من اللاعبين باتت أقل، وخاصة أن الكثيرين منهم لم يُختبروا بعد مع أكثر من نادٍ أو أكثر من دوري أو حتى مع منتخب بلادهم بشكلٍ كافٍ، لكن تبدو هذه الملامح ظاهرة على عددٍ منهم، أمثال البرتغالي كرستيانو رونالدو، والمكسيكي خافيير هيرنانديز، "تشيتشاريتو"، ومنهم مَن لديه هذه الصفات لكن "لعنة" الإصابات تهدّد مستقبلهم، مثل الكولومبي راداميل فالكاو، ومنهم مَن كانت لديهم هذه الصفات لكن لعنة الإصابات قضت على مستقبلهم بالفعل ومنعتهم من تسجيل اسمائهم على لائحة "اللاعب الذي يملأ الفراغات" بالخط العريض، كاللاعب الإيطالي، "سيء الحظ"، جوسيبي روسي.

خلاصة القول، هناك لاعبون يحملون الفرق على أكتافهم ويقودونهم للانتصارات، وهناك لاعبون يقودون فرقهم للانتصارات فقط عندما يحملهم زملاؤهم على أكتافهم. وبين هذا وذاك فرق كبير.