هل هي بداية حرب جديدة بين بلاتيني وبلاتر ؟

بول هايورد

(كاتب)

  • 1 مقال

التراشق الإعلامي الأخير بين السويسري جوزيف بلاتر رئيس مؤسسة "الفيفا" والفرنسي ميشيل بلاتيني رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم الذي فجرته قضية الساعات الثمينة أثار الكثير من علامات الاستفهام، فهي المرة الثانية التي يلجأ فيها الطرفان لمثل هذه الحرب الإعلامية خلال أشهر قليلة فقط، بعدما ظلا لسنوات طويلة في خندق واحد ويتبنيان وجهة نظر واحدة، حيث يندر أن يدلي بلاتر بحديث حول كل ما يتعلق بكرة القدم وتطوير أنظمتها الإدارية أو الفنية وألا يجد الدعم والمساندة من الحليف الاستراتيجي بلاتيني، الذي يعرف من جانب الإعلام الأوروبي بأنه الذراع الأيمن لرئيس الفيفا وكان من أبرز مهندسي حملة بلاتر الانتخابية الأخيرة، التي حصل بموجبها بلاتر على ولاية رابعة في رئاسة الاتحاد الدولي، كما سبق وأن عمل بلاتر على دعم ميشيل بلاتيني ضد خصمه السويدي لينارت يوهانسون للفوز برئاسة الاتحاد الأوروبي لكرة القدم في الانتخابات التي جرت في 2007، فكل واحد منهما ظل حليفا للآخر يخدم مصالحه ويقف في وجه خصومه. 

الأزمة الأخيرة بين الرجلين تفجرت شرارتها الأولى عقب التصريحات التي أدلى بها السيد بلاتر لمجلة "كيكر" الألمانية، عندما أكد أن بلاتيني مطالب مثله مثل غيره من الأسماء الثقيلة في "الفيفا" و"اليويفا" بإعادة الساعات الثمينة التي حصلوا عليها كهدايا من الإتحاد البرازيلي على هامش مونديال 2014، ليرد عليه الرجل الفرنسي القوي قائلا: "أنا رجل متعلم ولا أعيد الهدايا"، قبل أن يعود بلاتر مجددا ويشعل صراعه مع بلاتيني عندما وجه نقدا لاذعا للاتحاد الأوروبي على قراره بإقامة بطولة كأس الأمم الأوروبية 2020 في 13 دولة، وقال إن هذه البطولة ستكون مبعثرة وليس لديها أية هوية ووصف الفكرة بأنها غير جيدة، وقال إنه رفض فكرة مماثلة من قبل طرحها عليه العقيد القذافي الذي طالبه أن توزع مباريات مونديال 2010 على كل الدول الأفريقية بينما تستضيف جنوب أفريقيا المباراة النهائية فقط !! 

حديث بلاتر فجر غضب بلاتيني الذي رد عليه بعنف وبلغة جافة جدا واتهم رئيس الفيفا بأنه يسيء بحديثه لكل الأعضاء في الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، وليس لشخصه مشيرا أن قرار تنظيم بطولة أورو 2020 في 13 دولة لم يكن قرارا فرديا وإنما صدر بإجماع كل الأعضاء ! كما انتقد بلاتيني مشروع الفيفا حول تكنولوجيا خط المرمى الذي تبناه بلاتر شخصيا !

التراشق الإعلامي بين الرجلين لا تفسير له سوى أنه بداية الشرارة لحرب طويلة ربما لن تضع أوزارها إلا بانتهاء معركة الانتخابات المقبلة على رئاسة الفيفا في 2015، حيث يخطط بلاتر منذ الآن لإبعاد بلاتيني عن طريقه حتى لا يكون سببا في حرمانه من الحصول على ولاية خامسة !!