ماسكيرانو في برشلونة: أثرٌ لا يُمحى وقطعة لا تعوّض

 

الرياضية أون لاين - هُمام كدر

صيف عام 2010 كان قدوم ماسكيرانو من ليفربول، واحدة من أهم الصفقات التي أصرّ عليها بيب غوارديولا بعد موسمين أسطوريين لهذا المدرب في البرسا.

إدارة النادي الكاتالوني الجديدة بقيادة ساندرو روسيل آنذاك والتي لم تنجح في إنهاء صفقة سيسك فابريغاس إلا في الموسم التالي. حصلت على توقيع ماسكي بعقد يمتد لأربع سنوات.

بسرعة قياسية أصبح متوسط الميدان الدفاعي ركيزة لا غنى عنها في الفريق وتجانَس فوراً مع المجموعة التي تابعت رسم التاريخ في كامب نو. على الرغم من أن مدربه في اليوم الأول قال له إنه من الصعب اللعب في وسط الميدان بوجود بوسكيتس.

عملة غوارديولا النادرة

احتاج الفريق على مر السنوات لقلب دفاع إلى جانب بيكيه، ولأنه لاعب مرِنٌ وقابل للتغييرات التكتيكية فما كان منه إلا أن اندفع ليكون المدافع المسّاك بدلاً من اللعب في مركزه كوسط مدافع.

تكتيكياً وعلى الرغم من قرب المسافة الخضراء بين قلب الدفاع والوسط الدفاعي، إلا أن المهام تتداخل مرات وتختلف في كثير من الأحيان، فماسكي الذي تربّى كروياً على استخلاص الكرات وتمريرها إلى العمق والتقدم إلى الأمام بات مدافع الفريق الأول.

لكن المهام مع بيب غوارديولا لم تختلف كثيراً، المدرب الكاتالوني الهجومي استثمر جودة لاعبه بأحسن ما يمكن وأخرج كل ما في عضلاته من قوة وما في فكره من نضج، وذلك يظهر دائماً في تدوير الكرة بالخلف والضغط العالي الممارس من قبل برشلونة.

يدلل غوراديولا على ذلك في الكتاب الذي كتبه عنه الصحفي الكاتالوني مارتي بيرارناو كيف شرح المدرب للاعبه الباسكي خافي مارتينيز عندما طلب هذا الأخير من مدربه في بايرن أن يذكر له كيف كان يفوز برشلونة على بيلباو في عهده فشرح له بيب كيف كان ماسكيرانو يقود الكرة لتحقيق التفوق العددي في المركز الذي يلعبه.

ويضيف الكاتب الكروي في الكتاب الذي أصدرته بالعربية دار أطلس: بيب يؤمن بأن الفوز في الرياضة يأتي مع الجهد اليومي والتركيز. ولا عجب أن يكون شغوفًا بلاعبين مثل خافيير ماسكيرانو وأندريس إنييستا في برشلونة أو لام ونوير في البايرن. لا أحد منهم يفقد تركيزه أثناء المباراة. 

حتى حين انتقل بيب إلى مانشستر سيتي قال إنه يحاول العمل على البرازيلي فيرناندينيو ليكون ماسكيرانو الجديد في ملعب الاتحاد.

يقول بيب عن لاعبه السابق في برشلونة: "هو اللاعب المثالي الذي أتمنى دائماً أن يكون معي".

غوارديولا لم يكتفِ فقط بإخراج أفضل ما لدى ماسكي بل عَملَ على تطويره للغاية، حتى بات أحد أكثر النجوم تلقيّاً للمديح من المحللين وكُتّاب كرة القدم في برشلونة.

بيب ليس الوحيد الذي اكتشف مبكراً قيمة ماسكي وعمل عليها، بل جميع المدربين الذين توالوا على برشلونة بعد ذلك، يكفي أن ننظر إليهم كيف يستدعون خافيير ويتحدثون معه عند أول فرصة سانحة، بوجود تشافي وإنييستا وميسي.

يلعب بغير مركزه ويلوم نفسه على أي خطأ 

من جراء لعبه كل هذه السنوات في مركز مغاير لمركزه، نتجت بعض الأخطاء البسيطة في مباريات نادرة، وعلى الرغم من قلتها إلا أن قلب الأرجنتين لم يكن ليسامح نفسه عليها، فحتى لو فاز فريقه برباعية مقابل هدف وكان هذا الهدف جراء خطأ تسبب به ماسكي، فإنه يركض بسرعة لغرفة تبديل الملابس ليرى كيف حدث الخطأ ويتعلم منه.

هدف واحد وألقاب كثيرة

سجل ماسكي هدفاً واحداً طوال سبعة مواسم ونصف مع البرسا، جاء من ركلة جزاء انبرى لها بعد إلحاح من رفاقه في الفريق وكانت المباراة ضد أوساسونا في الموسم الماضي، ولطالما قال لاعبون أمثال ميسي وسواريز وسابقاً نيمار بأنهم طلبوا من صديقهم مراراً التقدم لتسديد ركلات الجزاء والكرات الحرة لكنه لم يكن يأبه كثيراً لذلك.

وبحسب موقع برشلونة فقد تُوج اللاعب المُلقب بـ "إل خيفيسيتو" (وتعني المدرب الصغير) بما لا يقل عن 18 لقباً علماً أنه خاض 334 مباراة رسمية بقميص البلاوغرانا تحت إدارة خمسة مدربين (بيب غوارديولا، تيتو فيلانوفا، تاتا مارتينو، لويس إنريكي وإرنيستو فالفيردي)، علماً أنه يحتل المرتبة الرابعة في ترتيب اللاعبين الأجانب الذين خاضوا أكبر عدد من المباريات في تاريخ نادي برشلونة، بعد مواطنه ليونيل ميسي والهولندي فيليب كوكو والبرازيلي داني ألفيس.